يقول خالد الجندي على أوربت الثالثة في 3/3/2003: «من أنكر مجيء أحدهم لا يكفّر ولا ينقص من إيمانه شيء». والمراد بأحدهم (الدجال والمهدي وعيسى).
الرَّدُّ: الدجال خروجه معلوم عند أدنى طالب علم، وهو أول علامة من علامات الساعة الكبرى، فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والدجال فشرٌّ غائب ينتظر» وروى مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، إنه شاب قطط عينه طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن» إلى أن قال الرسول عن سيدنا عيسى لما يطلب الدجال «فيطلبه حتى يدركه بباب لدّ فيقتله». وروى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الدجال يخرج وإنّ معه ماء ونار» الحديث.
وروى مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا فيبعث الله عيسى ابن مريم فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحًا باردة من قِبَل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته». وروى أيضًا: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، وليس نقب من أنقابهما إلا عليه الملائكة صافين تحرسهما» الحديث.
وقد روى البخاري ومسلم أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أحدثكم حديثًا عن الدجال ما حدث به نبي قومه أنه أعور وأنه يجيء بمثال الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار». وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله ليس بأعور، ألا أن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية». متفق عليه. وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة فلماذا لا تروي للناس هذه الأحاديث التي حدث بها الصادق المصدوق المعصوم.
أما عن المهدي فقد وردت أحاديث صحيحة. وقد قال الحافظ ابن حجر العسقلاني والحافظ السيوطي إن حديث خروج المهدي متواتر تواترًا معنويًا. والمحدثون متفقون على صحة حديث خروج المهدي، وأفرد عدد من الحفاظ في أخباره كالحافظ نعيم بن حماد والسيوطي غيرهما ولا عبرة بطعن أناس ليسوا من المحدثين في ذلك. ولا شأن في التضعيف والتصحيح باعتبار حال الإسناد لغير الحافظ، ومن جملة ما ورد في المهدي ما أخرجه أبو داود في سننه وابن حبّان من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا». وورد أيضًا من حديث أبي سعيد عن ابن حبّان فهل نجد أصرح من هذا الكلام من خير خلق الله.
أما نزول المسيح صلى الله عليه وسلم فأخرج حديثه البخاري ومسلم والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة خيرًا من الدنيا وما فيها». وفيه من طريق ءاخر: «كيف إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» ولفظ مسلم نحو ذلك، ولفظ البيهقي في «الأسماء والصفات»: «ينزل عيسى ابن مريم من السماء»، وفي هذه الرواية تكذيب للقاديانية الكافرة في دعواهم أنه لم يرد في حديث نزول المسيح ذكر لفظ: «من السماء». وعند ابن حبّان عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ} [سورة الزخرف: 61] قال: «نزول عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة». وأحاديث نزول سيدنا عيسى مشهورة قريبة من التواتر هذا كلام أهل العلم والحفاظ والمحدثين.
فالذي ينكر نزول المسيح على غير وجه العناد للشرع لا نكفره لكن نقول عنه فاسق، فكيف تقول يا خالد إن من أنكر مجيء أحدهم لا ينقص من إيمانه شيء. والفاسق لا يكون إيمانه كاملًا.