الأحد ديسمبر 22, 2024

خاتِمةٌ
حَدِيثٌ لا يَصِحُّ بِمَرّة

لِيُعلَمْ أنّ ما يُروَى على أنّه حديثٌ مرفوعٌ مِمّا فيه أنّ «رَمَضان» اسمٌ مِن أسماءِ الله تعالَى ليسَ صحيحًا قطعًا ولا يَجوزُ أنْ يُطلَق على اللهِ اسمٌ لَم يَنزِلْ في كِتابِه ولا جاءَ في حديثٍ ثابتٍ صحيحٍ عن رسولِه ﷺ ولا أجمعَتِ عليه الأُمّة.

وقد بَيّن ضَعفَ ذلكَ الحافظُ النوَويّ فقال: «رُوِّينا في «سُنَن البَيهقيّ» عن أبي هرَيرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لا تقُولُوا رَمَضَان، فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِن أسْماءِ اللهِ تَعالى وَلَكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمضَانَ» وهذا الحديثُ ضَعِيفٌ ضَعَّفه البيهقيُّ والضَّعفُ علَيه ظاهِرٌ، ولم يَذكُر أحدٌ رمضانَ في أسماءِ اللهِ تَعالى معَ كَثرةِ مَن صَنَّف فيها، والصّوابُ واللهُ أعلَمُ ما ذهَب إليه الإِمامُ أبو عَبدِ الله البخارِيُّ في «صَحِيحه» وغيرُ واحدٍ مِن العُلَماء الـمُحَقِّقين أنّه لا كراهةَ مُطلقًا كيفَما قال، لأنّ الكراهةَ لا تَثبُتُ إلّا بالشّرعِ، ولَم يَثبُتْ في كراهَتِه شيءٌ؛ بل ثَبتَ في الأحاديثِ جَوازُ ذلِكَ، والأحادِيثُ فِيه مِن الصّحيحين وغَيرِهما أكثَرُ مِن أنْ تُحصر، ولَو تفَرَّغتُ لِجَمعِ ذَلِك رجَوتُ أنْ يَبلُغ أحادِيثُه مِئِينَ».اهـ.

والأصلُ الأصِيلُ في إثباتِ اسمٍ للهِ  هو ثُبوتُه في القُرءان الكريمِ أو السُّنّة النبوِّيةِ الثّابِتةِ أو إجماعِ الأُمّة، فأسماءُ الله تعالَى وصِفاتُه توقِيفيّةٌ، وهو الّذي ثبَت نَقلُه عن الإمامِ أبي الحسَن الأشعريّ رضي الله عنه والمشايخ الماتريديّة.

وسُبحانَ اللهِ والحمدُ لله، والله تعالَى أعلَمُ وأحكَمُ.