تَنْزِيْهُ اللهِ عَنْ
جِهَةِ فَوْق:
اللهُ تعالى منزَّهٌ عَنْ أنْ يكونَ في
جهةٍ مِنَ الجهاتِ فهوَ لا يتشرفُ بجهةِ العلوِّ ولا غيرِها. وَأَمَّا مَا وَرَدَ
مِنْ حَدِيْثِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنَّهُ
قَالَ: ((لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ﭐﱡﭐ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﲍ ﱠ([1])
قَالَ: فَكَانَتْ تَفْتَخِرُ عَلَى
أزواجِ النبيِّ تَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللهُ مِنْ
فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ))([2])
فقدْ فَسَّرَهُ الحافظُ ابنُ حجرٍ العسقلانيُّ فقالَ: “قالَ الكرمانيُّ: اللهُ
منزَّهٌ عنِ الحلولِ في المكانِ، لكنْ لَمَّا كانتْ جهةُ العلوِّ أشرفَ مِنْ غيرِها
أضافَها إليهِ إشارةً إلى علوِّ الذاتِ والصفاتِ- أيْ علوِّ عظمةٍ وقدرٍ لا علوَّ
مكانٍ وجهةٍ – وبنحوِ هذا أجابَ غيرُه عَنِ الألفاظِ الواردةِ مِنَ الفوقيةِ ونحوِها.
قالَ الراغبُ: “فوقَ” يُستعمَلُ في المكانِ والزمانِ والجسمِ والعددِ
والمنزلةِ الدنيويةِ والأخرويةِ والقهرِ:
– فالأولُ: باعتبارِ العلوِّ المكانِّي
ويقابلُه “تحت” نحوُ: ﭐﱡﭐ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲳ ﱠ([3])
– وَالثَّانِي: بِاعْتِبَارِ الصُّعُودِ
وَالانْحِدَارِ نَحْوُ: ﱡﭐﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ
ﱺ ﱻ ﲅﱠ([4])
– وَالثَّالِثُ: فِي الْعَدَدِ نَحْوُ:
ﱡﭐ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﳔ ﱠ([5])
– وَالرَّابِعُ: فِي الْكِبَرِ وَالصِّغَرِ
كَقَوْلِهِ:ﭐﱡﭐ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳﲔ ﱠ([6])
– وَالْخَامِسُ: بِاعْتِبَارِ الْمَنْزِلَةِ
الدُّنْيَوِيَّةِ نَحْوُ:ﭐﱡﭐ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﳄ ﱠ([7])
– وَالسَّادِسُ: بِاعْتِبَارِ الْمَنْزِلَةِ
الْأُخْرَوِيَّةِ نَحْوُ: ﭐﱡﭐ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱭ ﱠ([8])
– وَالسَّابِعُ: فِي القَهْرِ نَحْوُ قَوْلِهِ:ﭐﱡﭐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳙ
ﱠ([9])،
وقولِهِ:ﭐﱡﭐ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨﲭﱠ([10])
انْتَهَى كَلَامُ الحَافِظِ ابن حجر فِي فَتْحِ البَارِي مُلَخَّصًا”([11]).
وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِى فِيهِ: ((وَالَّذي
نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى
عَلَيْهِ إِلَّاكَانَ الَّذي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى
عَنْهَا([12])))
فَيُحْمَلُ عَلَى الْمَلائِكَةِ بِدَلِيلِ الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ الصَّحِيحَةِ
وَالَّتِى هِىَ أَشْهَرُ مِنْ هَذِهِ وَهِىَ: ((لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ
حَتَّى تُصْبِحَ))([13]).اهـ
دُعَاءٌ: اللَّهُمَّ اخْتِمْ بِالسَّعَادَةِ
آجَالَنَا وَمُنَّ عَلَيْنَا بِإِصْلَاحِ عُيُوْبِنَا وَاجْعَلِ التَّقْوَىْ
زَادَنَا.