تعصب تلميذات سحر حلبي لها
29- إحدي المدرسات في مدرسة البيادر تركت التدريس في المدرسة المذكورة لأنها سمعت منهن ضلالات كثيرة منها أن إحدى تلميذاتها دعت هذه المدرسة لحضور اجتماع للمدرسات وطلبت منها أن تخلع حذاءها قبل الدخول إلى الحجرة وقالت لها إن الله جالس داخل هذه الغرفة لأن سحر حلبي موجودة فيها.
30- ءامنة وغادة وناهدة الشيخ قلن: في أحد دروس سحر حلبي قالت [بأن الرسول كان يقول أنا وأنت ولا أحد ثالثنا] تقصد بذلك الله وأضافت بقولها وعند حضور أبي بكر الصديق زعمت بأن الرسول كان يقول نحن الثلاثة أولاد خالات.
31- ثمانية أشخاص من ءال دمشقية شهدوا على سحر حلبي أنها قالت [لما دفن عمر بن الخطاب بقي يتعذب عشر سنوات].
32- واحدة من ءال عيتاني أدخلت ابنتها في إحدى مدارس السحريات فرجعت البنت تقول: المدرسة اليوم قالت لنا: إن الله يسكن الكعبة.
33- واحدة من ءال الجراح قالت إن مدرّستها من تلميذات سحر حلبي قالت لهن: التي لا تتهجد في الليل عليها معصية ا.هـ. وهذا القول كفر.
لأن الفقهاء قالوا من قال بفرضية شيء اتفق المسلمون على أنه غير فرض وكان يعرف ذلك الحكم العالم والجاهل فإنه يكفر وفي هذه المسئلة فإن العالم والجاهل يعلم أن التهجد في الليل ليس فرضًا علينا.
34- قالت سحر حلبي في مدرسة فخر الدين الرسمية لبنات [إن الحجاج في الحج عندما يصلون في الطواف إلى رابع طوفة قالت: يقول الله لهم ok] أي قبل منهم طوافهم ويكفي أربع طوفات.
35- وعندما سألتها واحدة من ءال المصري عن معنى [فكان قاب قوسين أو أدنى] قالت إن سيدنا محمدًا وصل إلى مكان ينتهي فيه وجود الله مسافة ذراع فكلمه وسمع صوته وأخبره عن الخلق.
36- وقد نقلت واحدة من ءال خضر أن فتاة تعرفت عليها وكانت هي تدرسها بعد فترة اعترفت لها بأنها كانت من الطباعيات في الأردن وكانت تتعذب نفسيًا لما ترى من انطوائية عندهن وأخبرتها بأنها تعرضت لمواقف ابتزاز وحاولت واحدة منهن أن تمارس معها المفاخذة والعياذ بالله تعالى، وحاولت التمنع لكنها وجدت نفسها بظروف صعبة… ثم تركت هذه الفئة الضالة وتابت إلى الله.
37- واحدة من ءال ح. واسمها سكينة وهي من أتباع فاديا الطباع، قيل لها إن فلانة تقرأ القرءان دون حجاب: فقال سكينة: اتركوها.. هي هيّ والله سبور. نقلت ذلك واحدة من ءال تيمش.
38- ونقلت واحدة من ءال البيات وواحدة من ءال تيمش عن سكينة ح. أنها قالت: يوم القيامة بيكونوا الناس زي المحكمة والله زي القاضي شايل عصاي بيحاكم الناس.
39- ونقلت واحدة من ءال البيات عن فاديا الطباع أنها قالت: لما ندخل الجنة بنساوي مثل ما بدنا، بنساوي فيها ديكورات.
40- ونقلت واحدة من ءال تيمش عن سكينة ح. أنها كانت تقول: العقيدة ءاخر درجات السلم، بعد 32 سنة نتعلم العقيدة.
41- ونقلت واحدة من ءال رسمي عن دانية د. [وهي طباعية] أنها قالت: لما نتحمم بنظل لابسين الملابس الداخلية حتى ما يشوفنا ربنا.
42- ونقلت واحدة من ءال محمود عوامله عن سكينة ح. أنها قالت: الله بيهرب من الغرفة الوسخة للغرفة النظيفة.
43- ونقلت واحدة من ءال البلبيسي عن بعض الطباعيات أنهن كن يقلن: ليش النساء برمضان تتحجب، الجواب: لأن الله عامل أوكازيون.
44- ونقلت هيا ياسين أنهن يقلن: إن الناس لما يطوفوا بالكعبة ويقولون لبيك اللهم لبيك، الله يقول لهم: أوكي.
هذا بعض ما عند هذه الجماعة من الكفر والضلال والجرأة على دين الله تبارك وتعالى ونستحضر هنا قوله تعالى: {فذكِّر إن نفعتِ الذكرى} [سورة الأعلى] فهذا نداء إلى المجتمع عامة وإلى من يتردد إلى مجالس جماعة منيرة قبيسي وسحر حلبي وأميرة جبريل وفادية الطباع في سوريا ولبنان والأردن خاصة للحذر والتحذير من خطر هؤلاء فالحق أحق أن يتبع وكل طريقة خالفت الشريعة فهي زندقة.
وأين حال هؤلاء اللاتي يقسن الخالق بالمخلوق فيصفنه بصفات البشر مما قاله الإمام أبو جعفر الطحاوي الذي كان من السلف الصالح في كتابه “بيان عقيدة أهل السنة والجماعة”: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر”.
وقد قسم علماء الإسلام الكفر إلى ثلاثة أقسام:
1- الكفر القولي ويكون باللسان كمن يسب الله أو دين الإسلام أو يتلفظ بكلام فيه استخفاف بالله أو رسله أو ملائكته أو شرعه سبحانه وتعالى أو يصف الله بصفة من صفات البشر.
2- الكفر الفعلي كمن يرمي المصحف في القاذورات.
3- الكفر الاعتقادي كمن يعتقد أن الله نور على معنى الضوء أو أن محمدًا جزء منه أو يعتقد أن الله جسم أو يعتقد أن الله يحل في شيء من الأشياء.
وقد ذكر العلماء أن من صدر منه شيء من هذه المكفرات فعليه الرجوع فورًا إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين بقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله بنية الرجوع إلى الإسلام والرجوع عن الكفر.
فعلينا أن نلزم جماعة المسلمين كما أمرنا رسول الله بقوله: “عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة”.
45- ونقلت هيا أيضًا أنها سمعت منهن أنهن يقلن: ليش الناس بيعملوا طاعات. الجواب: لأن الله بطل الشاشة.
46- نقلت واحدة من ءال عربيات عن سميرة س. أنها كانت تقول: يوم القيامة الله من شدة رحمته بيكمش كمشة من أهل النار وبيدخلهم الجنة.
* ومما ينقل عنهن قولهن يمكن الاتصال بالله على رقم [11111] والله واحد.
* ويحرمن على المرأة الجلوس أمام أبيها وأخيها وهي كاشفة للساعدين.
* ويحصل منهن استخفاف بالأنبياء وبالشرع لإضحاك الآخرين.
* يحرمن لبس السروال –أي البنطلون- على المرأة ولو كانت لوحدها.
* يعلمن الاطفال في مدارسهن أنه لا يجوز أن يغتسل الولد عاريًا.
* قالت إحدى مدرساتهن: إن الله يجلس على كرسي ومعه مطرقة ويحاكم الناس.
* يقلن إنه إذا خرجت امرأة في الشارع وهي كاشفة لشعرها فرءاها رجل أجنبي انتقض وضوؤها.
وقال طبيب من ءال سرحان وهو طبيب للأمراض النفسية إنه يأتيه الكثير من تلميذات فادية الطباع وهن يشكين من أعراض السحر. وصار هذا الطبيب يحذر من فادية الطباع ويقول ألا تتقي الله.
وفادية الطباع يقال إنها تزوجت من صيدلاني من عائلة النشواتي وكانت مدرسة في مدرسة الشاملة الحكومية للمادة التي يسمونها الأحياء.
ومن أنشط جماعتها واحدة من ءال قصيباتي وهي متزوجة من صاحب مختبرات طبية من ءال بركات.
* ومن أنشط جماعتها أيضًا واحدة من ءال حيمور كانت تدرس في مدرسة الشاملة الحكومية اللغة الانكليزية.
ومنهن رود ل.– لينا ط.– سحر أ.– سحر ع.– عايدة خ.– سلوى م.- عبير راتب ك. [وهي إحدى عضوات فرقة الإنشاد عندهن]- فاطمة هـ.
ومنهن ثناء ص. وهي تعمل مديرة مدرسة للبنات وهي مدرسة حكومية، وتقيم الدروس في بيتها.
فليحذر منهن.
وعندهن في الأردن مدارس الدر المنثور في ناحية خلدة [ضواحي عمان] ومدرسة الخمائل.
واعلم أيها القارئ أنه لم يكن لمنيرة قبيسي وجماعتها من الكفر إلا قولهن بعقيدة الحلول لكفاهن ذلك كفرًا موجبًا للتحذير منهن وسنذكر الآن جملة من مقالاتهن الفاسدة مما في كتابهن مزامير داود.
أولًا قولهن بعقيدة الحلول:
– ففي ص 20 من هذا الكتاب قولهن:
يا خليلي قل الله وحده في الكثرة *** لا ترى ما سوى الله في كل كائنة
وقولهن في نفس هذه الصحيفة: ما في القلب سوى الله.
– وفي ص 22 يقلن:
إذا ذكرته بالجِد ترى ما لا تراه *** كل ما تهواه في ذات الله
– وفي ص 55 يقلن:
دع طرق الغي فالدنيا فيّ *** ما الكون إلا القيوم الحي
– وفي ص 85 يقلن:
اثنان نحن وفي الحقيقة واحد *** لكن أنا الأدنى وأنت الأكمل
ومن أصرح ما عندهن في هذا الكتاب في دعواهن الاتحاد بالله قولهن في ص 13:
وها أنا شيء عجيب لمن رءاني *** أنا المحب أنا الحبيب ما ثمَّ ثان
– وقولهن في ص 23 سمعت صوت الحادي فلذّ لي اتحادي ومعنى كلامهن هذا نحن والله شيء واحد.
وقولهن ص 34: أنت نسخة الأكوان فيك صورة الرحمن، وهي عبارة موافقة لعقيدة الحلول فيجب تركها.
ثم إن القصائد التي عملها أهل العلم الموافقة للشرع وليس فيها أدنى مخالفة ولا إيهام لعقيدة الحلول وعقيدة الوحدة المطلقة كثيرة فلا حاجة بالناس إلى هذه الكلمات، والله ورسوله نهيا عن الغلو قال الله تعالى: {قُلْ يا أهلَ الكتابِ لا تغلوا في دينكم} [سورة المائدة]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والغلو فإن الغلو أهلك من كان قبلكم” رواه ابن حبان وصححه.
– وفي ص 79 من هذا الكتاب:
طِع من أردت فأنت طوع مراد من
هو ظاهر بك فاحترز أن تغلطا
وهذا صريح في عقيدة وحدة الوجود أو الحلول.
– وقولهن ص 147 منه:
يا من سكنت القلب الروحُ تهواك**لا تخزنا يا رب بالذنب جئناك
وقولهن هذا من عقيدة الحلول وإن كان قد يؤوله مؤول إذا نوقش بأن يقول مرادي سكن حبه قلبي.
ولا يخفى على أدنى مسلم فساد عقيدة الحلول إذ هي ضد القرءان والحديث وإجماع الأمة أما القرءان فقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} [سورة الشورى] وقوله تعالى: {فلا تضربوا لله الأمثال} [سورة النحل] أي لا تشبهوه بخلقه، وقوله تعالى: {ولم يكن له كفوًا أحد} [سورة الإخلاص] أي لا نظير له بوجه من الوجوه. وأما الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم: “لا فكرة في الرب” رواه أبو القاسم الأنصاري، أي أن الله لا يدركه الوهم. وكذلك يفهم من قوله تعالى: {وأنَّ إلى ربِّكَ المُنتهى} [سورة النجم] أنه لا تدركه تصورات العباد وأوهامهم، وقد ذكر البغوي بإسناده عن أبيّ بن كعب وهو من مشاهير الصحابة أنه قال في تفسير هذه الآية: إليه انتهى فِكْر مَن تفكّر، أي لا تصل إليه الأفكار.
ويؤيد نفي عقيدة الحلول ما قاله البيهقي في كتابه الأسماء والصفات: استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء” وإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان ا.هـ. وهذا الحديث فيه الرد على القائلين بالجهة في حقه تعالى.
وروى أبو نُعيم في حلية الأولياء عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه قال: “من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود”.
وروى الحافظ الفقيه النحوي اللغوي محمد مرتضى الزبيدي عن سيدنا زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما أنه قال: “سبحانك أنت الله لا يحويك مكان، لا تُحَسُّ ولا تُمَسُّ ولا تُجَسُّ” ا.هـ.
فانظر أيها العاقل المتبصر أين عقيدة أهل الحق من عقيدة أهل الوحدة والحلول والاتحاد.
وانظر قول الشيخ محي الدين بن عربي رضي الله عنه وهو من العلماء الصالحين والصوفية الصادقين الزاهدين ترجمه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان وذكر أنه اعتدّ به حفاظ عصره كابن النجار حيث قال في كتاب الأسرار من الفتوحات المكية: “ما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد، ومن قال بالحلول فدينه معلول”.
وما ينسب للشيخ محي الدين مما يخالف هذا فهو مدسوس عليه كما ذكر ذلك الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه لطائف المنن والشيخ أبو الهدى الصيادي رضي الله عنه في كتابه مراحل السالكين.
وقال الإمام الجليل أحمد الرفاعي رضي الله عنه: “لفظتان ثُلمتان في الدين القول بالوحدة والشطح المجاوز حد التحدث بالنعمة”. حذر رضي الله عنه من اللفظ وقال إنها هدمٌ للدين ولم يشرط الاعتقاد. ومعنى هذا أن من الألفاظ ما هو كفر ولو لم يعتقد معناه فكيف إذا اعتقد.
فلوقال واحد أنا الله وقال أنا أردت أنا محب الله أنا عاشق الله، لا يُسمع لتأويله هذا.
وكذلك لا يقبل تأوّل بعض الحلوليين في قولهم:
وما في الوجود سوى واحد *** ولكن تكثر لما صفا
فإن هذا القول لا يؤول، وليس له تأويل قريب ولو كان يُقبل التأويل البعيد لم تبق كلمة كفرية إلا أوِّلت وذلك يؤدي إلى إبطال أحكام المرتد الذي وضع له الفقهاء في كل مذهب بابًا. ويؤيّد ذلك أن رجلًا في الأندلس قال فعلَ الله برسول الله كذا وكذا مما يُفهم منه التنقيص ثم قال أردت برسول الله العقرب فإن الله هو يُرسله فلم يُقبل تأويله فأجري عليه حكم المرتد فقُتل، وكان ذلك في نحو ءاخر القرن الخامس الهجري.
وممن نص على أن التأويل البعيد لا يُقبل الفقيه المشهور عند المالكية حبيب بن الربيع حيث قال: ادعاءُ التأويل في لفظٍ صُراح لا يُقبل. ونص على ذلك أيضًا الحافظ السبكي في فتاويه، والقاضي عياض المالكي.
ويدل على ذلك ما رواه البخاري عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال: أيها الناس إن أناسًا كانوا يؤخذون بالوحي على عهد رسول الله وإن الوحي قد انقطع فمن أظهر لنا خيرًا أمناه وصدقناه وقربناه ومن أظهر لنا غير ذلك لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة.
ومعنى ذلك أن من كان له تأويل قريب قبلناه أما التأويل البعيد فلا نقبله.
وقد قال شيخ الرفاعية في عصره أبو الهدى الصيادي في رسالة له: “من قال أنا الله أو لا موجود إلا الله أو ما في الوجود إلا الله أو قال هو الكل فإن كان في عقله حُكِم بردته” يعني إذا كان يفهم الشخص معنى هذه الألفاظ وليس مراده من يقولها ولا يفهم معناها كحال كثير من العوام.
وأما قوله تعالى: {وهوَ معكُم أينَ ما كنتم} [سورة الحديد] فليس فيه حجة لأهل الوحدة المطلقة والحلول، لأن معنى الآية الإحاطة بالعلم، أي محيط بكم علمًا لا يخفى عليه شيء أينما كنتم.
وقوله تعالى: {ونحنُ أقربُ إليهِ من حبل الوريدِ} [سورة ق] معناه أن الله تعالى أعلم بالعبد من نفسه وليس معناه أنه داخل في عنق كل إنسان كما يوهم ظاهر هذه الآية.
وقد قال الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه “أسرار الشريعة” أو “الفتح الرباني والفيض الرحماني” عند تعداده لأقسام الكفر ص 190 ما نصه:
النوع الأول: التشبيه: وهو الاعتقاد بأن الله تعالى يشبه شيئًا من خلقه كالذين يعتقدون أن الله تعالى جسم فوق العرش أو يعتقدون أن له يدين بمعنى الجارحتين وأن له الصورة الفلانية أو على الكيفية الفلانية أو أنه في مكان من الأماكن أو في جميع الأماكن أو أنه ملءَ السموات والأرض أو أنه له الحلول في شيء من الأشياء أو في جميع الأشياء، أو أنه متحد بشيء من الأشياء، أو أن الأشياء منحلة منه أو شيئًا منها. وجميع ذلك كفر صريح والعياذ بالله، وسببه الجهل بمعرفة الأمر على ما هو عليه.
وقال في ص195: كفرَ أصحاب الحلول والانحلال القائلين بأن الله تعالى حال في عالم الأجسام أو حال في عالم الأرواح أو شيء من ذلك حال فيه أو شيء من ذلك منحل فيه أو هو منحل من شيء من ذلك. ا.هـ.
وقال السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوى ص 305: وما زالت العلماء ومحققو الصوفية يبينون بطلان القول بالحلول والاتحاد وينبهون على فساده ويحذرون من ضلاله. ا.هـ.
وقال ص309: يُقطع بتكفير القائلين بالحلول إجماعًا.
وقال ص 308: وقال الإمام فخر الدين الرازي في كتاب “المحصل في أصول الدين” مسئلة: البارئ تعالى لا يتحد بغيره.
وقال: وقال الإمام أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي صاحب الحاوي الكبير في مناظرة ناظرها لبعض النصارى في ذلك ولا ينفع التنزيه مع القول بالاتحاد والحلول فإنّ دعوى التنزيه مع ذلك إلحاد وكيف يصح توحيد مع اعتقاد أنه سبحانه حلّ في البشر.
وقال: وقال القاضي عياض في الشفا ما معناه أجمع المسلمون على كفر أصحاب الحلول.
وقال في موضع ءاخر: ما عرف الله من شبّهه وجسمه أو أجاز عليه الحلول والانتقال والامتزاج.
وقال: وقال القاضي ناصر الدين البيضاوي في تفسيره قوله تعالى: {لقد كفرَ الذينَ قالوا إنَّ الله هُوَ المسيحُ ابنُ مريمَ} [سورة المائدة] ومن زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهم فهو كافر.
واعلم أيها الطالب للحق أن الصوفية الحقيقيين عقيدتهم عقيدة أهل السنة والجماعة
والمتتبع لعلومهم في العقيدة يعلم أنهم على منهج النبي صلى الله عليه وسلم لم يخالفوا ولم ينحرفوا، لا في العقيدة ولا في الأحكام، ولا في الأعمال ولا في الآداب النبوية الشريفة، وإليك ما جمعناه لك من دروسهم وأقوالهم في العقيدة الإسلامية من أقطابهم ومشايخهم وأشرافهم مما يبين لك صحة انتمائهم وصدق اتباعهم وبيان عقيدتهم.
يقول الشيخ أبو بكر الكلاباذي في بيان عقيدة أهل التصوف بعد كلام له: “واعلم أن الصوفية أجمعوا على أن الله واحد، فردٌ صمد، قديمٌ عالم، قادرٌ حي، سميع بصير، عزيز عظيم، جواد رؤوف، متكبر جبار، باقٍ أول، إله مالكٌ رب، رحمن رحيم، مريد حكيم، متكلم خالق رازق، موصوف بكل كمال يليق به، منزه عن كل نقص في حقه، لم يزل قديمًا بأسمائه وصفاته، غير مشابه للخلق بوجه من الوجوه، لا يشبه ذاته الذوات، ولا صفاته الصفات، لا يجري عليه شيء من سمات المخلوقين الدالة على حدوثهم، موجود قبل كل شيء، لا قديم غيره، ولا إله سواه، ليس بجسم ولا شبح، ولا صورة ولا شخص، ولا جوهر ولا عرض، لا اجتماع له ولا افتراق، لا يتحرك ولا يسكن، ولا ينقص ولا يزيد، ليس بذي أبعاض ولا أجزاء، ولا جوارح ولا أعضاء، ولا بذي جهات ولا أماكن، لا تجري عليه الآفات ولا تأخذه السنات، ولا تداوله الأوقات ولا تعينه الإشارات، ولا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان، ولا تجوز عليه المماسة ولا العزلة، ولا الحلول في الأماكن، ولا تحيط به الأفكار ولا تحجبه الأستار، ولا تدركه الأبصار، وأجمعوا أن لله صفات على الحقيقة، هو بها موصوف من العلم والقدرة والحياة والإرادة والمشيئة والكلام، وأنها ليست بأجسام ولا أعراض ولا جواهر، كما أن ذاته ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر، وأن له سمعًا وبصرًا ليس كالأسماع والأبصار، وأنها ليست هي هو ولا غيره، بل هي صفات الذات” ا.هـ. ثم قال: “ولا تهجم عليه الظنون، ولا تتغير صفاته ولا تتبدل أسماؤه، لم يزل كذلك، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير” ا.هـ.
وقال الشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنه: “نزهوا الله عن صفات المحدثين، وسمات المخلوقين، وطهروا عقائدكم عن تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول والنزول والإتيان والانتقال” ا.هـ.
وقد سأل السيد عبد الرحيم السيد الجليل الشيخ أحمد الرفاعي الكبير قدس سره فقال: “الناس يسألونني عن عقيدتي فما أقول لهم، فقال السيد أحمد رضي الله عنه: “أي عبد الرحيم، اعلم أن كل ما عدا الخالق فهو مخلوق، والليل والنهار والضوء والظلام، والسموات السبع وما فيهما من النجوم والشمس والقمر والأرض، وما عليها من جبل وبحر وشجر، وأنواع النباتات، والحيوانات الضار منها والنافع، لم يكن شيء من ذلك إلا بتكوين الله، ولم يكن قبل تكوين الله الأشياء أصل ولا مادة ولا شيء من ذلك إلا بتكوين الله، وكذلك الجنة والنار والعرش والكرسي واللوح والقلم والملائكة والإنس والجن والشياطين، لم يكن منها شيء إلا بتكوين الله تعالى، وكذا صفات هذه الأشياء من الحركة والسكون، والاجتماع والافتراق، والطعام والمشروب والروائح، والجهل والعلم، والعجز والقدرة، والسمع والصمم، والبصر والعمى، والنطق والبكم، والصحة والسقم، والحياة والموت، كل ذلك من مخلوقات الله تعالى، وكذلك أفعال العباد واكتسابهم، من الأمر والنهي والوعد والوعيد، كل ذلك من مخلوقات الله تعالى، خلق كل شيء، قال الله تعالى: {هل من خالق غير الله يرزقكم} [سورة فاطر].
يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، الطاعات والمعاصي بقضاء الله وقدره، وعبادته بإرادته ومشيئته، فإن الطاعة مقدرة من الله تعالى بقضائه وقدره، وكذا المعصية والمعاصي مكونة مقدرة بقضاء الله تعالى وقدره ومشيئته، لكن ليست برضائه ولا محبته، ولا بأمره، وما أراد الله أن يكون كان بلا محالة، طاعة أو معصية، وهذا معنى قولنا ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فمن هداه الله تعالى خلق فيه فعل الاهتداء، ومن لم يهده لم يهتد وكل ذلك بمشيئة الله تعالى كما قال: {الذينَ ءامنوا وعملوا الصالحاتِ طوبى لهم وحُسنُ مئابٍ} [سورة الرعد]، والله يعطي العبد كما يريد، كان فيه صلاح العبد أو فساده، وغاية صلاح العبد ليست بواجبة على الله تعالى، بل إن كان فيه صلاح كان منه إحسانًا وتفضلًا، وإن لم يكن ذلك كان منه عدلًا، فله الفضل والحمد، والله تعالى قديم ليس لوجوده ابتداء، وباق ليس لبقائه انتهاء، حي بلا روح، عالم بلا قلب وفكرة، قادر لا بآلة، سميع لا بأذن، بصير لا بحدقة، متكلم لا بلسان، والله تعالى قديم بصفاته، وليس شيء من صفاته محدث، وكلامه ليس من الحروف والأصوات، بل الحروف والأصوات عبارة عن كلامه ودلالة عليه، والله تعالى ليس بجسم، ولا جوهر ولا عرض، ولا على مكان ولا في مكان، بل كان جلت عظمته ولا زمان ولا مكان، والله تعالى ليس بصورة، وكل ما تصور في فهمك ووهمك فالله تعالى خالقه ومكونه، والله تعالى لا يشبه شيئًا مما خلق، ولا يشبه ذاته ذوات المخلوقين، ولا صفاته صفات المخلوقين كما قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [سورة الشورى] والله تعالى واحد أحد فرد صمد، لا شريك له ولا وزير له، ولا شبيه له، ولا ضد له ولا ند له، ولا نظير له ولا مثيل له، ولا أول له ولا ءاخر له، ولا ولد له ولا والدة له ولا والد له، وهو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، علام بأمور خلقه من مبتداهم إلى منتهاهم، وكل مخلوق بخلقته شاهد عادل على أنه لا إله إلا هو الرحمن الرحيم.
إلى أن قال سيدنا أحمد الرفاعي فهذا اعتقادنا ومذهبنا فمن خالفه وقال غير ذلك لا برهان له والله بريء منه ا.هـ. [من كتاب المجالس الرفاعية].
وقال الشيخ أحمد الرفاعي أيضًا: “ما ثَمَّ اتصال وما ثم انفصال ولا حلول ولا انتقال ولا حركة ولا زوال ولا مماسة، ولا مجاورة ولا محاذاة ولا مقابلة ولا مماثلة ولا مجانسة ولا تجسد ولا تصور ولا انفعال، ولا سكون ولا تغير، وغاية الاستدلال العقلي الوصول إلى أنه موجود لا يشبه الموجودات وهذا هو النظر الصحيح” ا.هـ.
ويقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه: “كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان” ا.هـ.
وقال أيضًا: “إن الله تعالى خلق العرش إظهارًا لقدرته ولم يتخذه مكانًا لذاته” ا.هـ.
ويقول الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: “من زعم أن الله في شيء أو على شيء أو من شيء فقد أشرك، إذ لو كان في شيء لكان محصورًا، ولو كان على شيء لكان محمولًا، ولو كان من شيء لكان محدثًا أي مخلوقًا” ا.هـ.
وقال الإمام السجاد زين العابدين في الصحيفة السجادية التي رواها الحافظ الفقيه اللغوي مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء: “أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودًا” ا.هـ.
وقال أيضًا: “سبحانك أنت الله الذي لا يحويك مكان لا تُحس ولا تمس ولا تجس” ا.هـ.
وقال الشيخ أبو بكر بن إسحاق الكلاباذي الحنفي [380هـ] في بيان عقيدة الصوفية ما نصه: “اجتمعت الصوفية على أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان” ا.هـ.
وقال الشيخ أحمد الرفاعي: “إذا قلتم لا إله إلا الله فقولوها بالإخلاص الخالص من الغيرية، ومن خطورات التشبيه والكيفية، والتحتية والفوقية، والبعدية والقربية وهو واحد في ذاته غير منقسم ولا متحيز ولا حال ولا متحد” ا.هـ.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي الأندلسي: “البارئ تعالى يتقدس عن أن يحد بالجهات أو تكتنفه الأقطار” ا.هـ.
وقال القاضي أبو بكر أيضًا ما نصه: “إن الله سبحانه منزه عن الحركة والانتقال لأنه لا يحويه مكان كما لا يشتمل عليه زمان، ولا يشغل حيزًا كما لا يدنو إلى مسافة بشيء، متقدس الذات عن الآفات منزه عن التغيير، وهذه عقيدة مستقرة في القلوب ثابتة بواضح الدليل” ا.هـ.
وقال الإمام الرفاعي: “غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان” ا.هـ.
وقال الرفاعي أيضًا ما نصه: “لا يحده –تعالى- المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه السموات، وأنه مستو على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواءًا منزهًا عن المماسة والاستقرار والتمكن والتحول والانتقال، لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، ومقهورون بقبضته، وهو فوق العرش، وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى، فوقية لا تزيده قربًا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى” ا.هـ.
وقال الإمام الحافظ المفسر عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي الحنبلي ما نصه: “الواجب علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا يوصف بالتغير والانتقال” ا.هـ.
وقال أيضًا: “فترى أقوامًا يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس كقول قائلهم: ينزل بذاته إلى السماء وينتقل، وهذا منهم رديء، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه، ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عز وجل” ا.هـ.
وقال أيضًا: “كل من هو في جهة يكون مقدرًا محدودًا وهو يتعالى عن ذلك، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان” ا.هـ.
وقال الشيخ الصوفي الصالح عبد الله بن سعد المعروف بابن أبي جمرة ما نصه: “فمحمد عليه السلام فوق السبع الطباق ويونس عليه السلام في البحار وهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حد سواء، ولو كان عز وجل مقيدًا بالمكان أو الزمان لكان النبي صلى الله عليه وسلم أقرب إليه، فثبت بهذا نفي الاستقرار والجهة في حقه جل جلاله” ا.هـ.
وقال الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني [768هـ] بعد أن ذكر عقيدة الصوفية في تنزيه الله عن الجهة والمكان ما نصه: “فانا أذكر الآن عقيدتي معهم على جهة الاختصار فأقول وبالله التوفيق: الذي نعتقده أنه سبحانه وتعالى استوى على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزهًا عن الحلول والاستقرار والحركة والانتقال، لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، لا يقال أين كان ولا كيف كان ولا متى كان ولا مكان ولا زمان وهو الآن على ما عليه كان، تعالى عن الجهات والأقطار والحدود والمقدار” ا.هـ.
وقال الشيخ أبو علي محمد ابن علي بن عبد الرحمن الصوفي الزاهد المعروف بابن عراق الكناني الدمشقي نزيل بيروت [933هـ] ما نصه: “كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، جل عن التشبيه والتكييف، والتأليف والتصوير” ا.هـ.
وقال أيضًا ما نصه: “ذات الله ليس بجسم، فالجسم بالجهات محفوف، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس، على العرش استوى من غير تمكن ولا جلوس” ا.هـ.
وقال الصوفي الزاهد العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي [1143هـ] ما نصه: “فيتنزه سبحانه وتعالى عن جميع الأمكنة العلوية والسفلية وما بينهما” ا.هـ.
وقال أيضًا: “الجهات جمع جهة، وهي ست: فوق وتحت ويمين وشمال وقدام وخلف، والجهة عند المتكلمين هي نفس المكان، باعتبار إضافة جسم ءاخر إليه، ومعنى كون الجسم في جهة كونه مضافًا إلى جسم ءاخر حتى لو انعدمت الأجسام كلها لزم من ذلك انعدام الجهات كلها، لأن الجهات من توابع الأجسام وحيث انتفى عن الله تعالى الزمان والمكان انتفت الجهات كلها عنه تعالى أيضًا لأن جميع ذلك من لوازم الجسمية وهي مستحيلة في حقه تعالى” ا.هـ.
وقال الشيخ الصوفي الزاهد العلامة مولانا خالد بن أحمد النقشبندي [1242هـ] ما نصه: “أشهد بأن الله ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، وكذلك صفاته، لا يقوم به حادث ولا يحل في شيء ولا يتحد بغيره، مقدس عن التجسيم وتوابعه وعن الجهات والأقطار” ا.هـ.
وقال الصوفي العارف بالله الزاهد العابد الشيخ بهاء الدين محمد مهدي بن علي الرواس الصيادي الحسيني الشافعي [1287هـ] ما نصه: “الوسيلة الأولى صحة الاعتقاد، ولنذكر ذلك بالاختصار على الوجه الكافي، وهو أن يعتقد المرء أن الله واحد لا شريك له، وهو الأول والآخر، والظاهر والباطن ليس كمثله شيء، لا يحده المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه السموات” انتهى باختصار.
وقال الرفاعي: “التوحيد وجدان تعظيم في القلب يمنع من التعطيل والتشبيه” ا.هـ.
وينقل الشعراني عن علي الخواص قوله: “لا يجوز أن يقال إنه تعالى في كل مكان كما تقول المعتزلة القدرية” ا.هـ.
وقال أبو القاسم عبد الكريم ابن هوزان القشيري عند ذكر عقيدة الصوفية ما نصه: “وهذه فصول تشتمل على بيان عقائدهم في مسائل التوحيد ذكرناها على وجه الترتيب، قال شيوخ هذه الطريقة على ما يدل عليه متفرقات كلامهم ومجموعاتها ومصنفاتها في التوحيد: “إن الحق سبحانه وتعالى موجود قديم لا يشبه شيء من المخلوقات، ليس بجسم ولا جوهر، ولا عرض، ولا صفاته أعراض، ولا يتصور في الأوهام، ولا يتقدر في العقول، ولا له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقت وزمان” انتهى باختصار.
وقال الشيخ أبو حامد محمد ابن محمد الغزالي الشافعي الأشعري ما نصه: “تعالى –أي الله- عن أن يحويه مكان، كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان” ا.هـ.
ويقول الإمام النقشبندي: “اعلموا أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعدهم على أصول صحيحة في التوحيد، صانوا بها عقائدهم عن البدع، ودانوا بما وجدوا عليه السلف، وأهل السنة من توحيد، ليس فيه تمثيل ولا تعطيل” ا.هـ.
ويقول مقدم الطائفة الصوفية الجنيد البغدادي: “التوحيد إفراد القديم من المحدث” ا.هـ. أي تنزيه الله عن مشابهة المخلوق وعدم الاعتقاد بالحلول والاتحاد.
ويقول الإمام الشيخ أحمد الرفاعي الكبير: “صونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ما تشابه من الكتاب والسنة فإن ذلك من أصول الكفر” ا.هـ.
وقال رضي الله عنه أيضًا: “فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالى عما دل عليه ظاهره، وتفويض معناه المراد إلى الحق تعالى وتقدس” ا.هـ.
وقال أيضًا: “ولكم حمل المتشابه على ما يوافق أصل المحكم لأنه أصل الكتاب، والمتشابه لا يعارض المحكم” ا.هـ.
وقال رضي الله عنه: “أصموا أسماعكم عن علم الوحدة، وعلم الفلاسفة، وما شاكلهما فإن هذه العلوم مزالق الأقدام إلى النار” ا.هـ.
وقال أبو بكر الشبلي: “الله الواحد المعروف قبل الحدود وقبل الحروف سبحانه لا حد لذاته ولا حرف لكلامه” ا.هـ.
وقال الشيخ عبد الغني النابسلي: “من زعم أن الله يسكن السماء، أو أنه جسم قاعد فوق العرش فهو كافر” ا.هـ.
ويقول أيضًا:
معرفة الله عليك تفترض ** بأنه لا جوهر ولا عرض
وليس يحويه مكان لا ولا ** تدركه العقول جل وعلا
لا ذاته يشبه الذوات ** ولا حكت صفاته الصفات
ولا يُغتر بوجود هذه الكلمة: ما الكون إلا القيوم الحي، في ديوان الشيخ عبد الغني النابلسي أو ديوان الشيخ محي الدين بن عربي وهما بريئان منها ومن مثلها لأنهما من أكابر الموحدين فقد قال الشيخ عبد الغني في بيان كفر التشبيه وأنه يكفر من اعتقد واحدة منها في كتابه “الفتح الرباني” ص190 ما نصه: “أو أنه له الحلول في شيء من الأشياء أو في جميع الأشياء أو أنه متحد بشيء من الأشياء أو بجميع الأشياء أو أن الأشياء منحلة منه أو شيء منه وجميع ذلك كفر صريح والعياذ بالله، وسببه الجهل بمعرفة الامر على ما هو عليه” ا.هـ.
واعلم أن التصوف الحقيقي هو حق وصدق، وموافق لما عليه أهل السنة والجماعة من العقيدة الصافية ومن شوائب التشبيه والتكييف، ومما يدلنا على ذلك ما روي أن السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، كان صوفيًا كبيرًا محبًا لأهل التصوف مقربًا لهم أمر بأن تذاع عقيدة أهل السنة والجماعة على ما قرره الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله على المآذن، فقد كان أشعري العقيدة شافعي المذهب صوفي المشرب، وقد قال الحافظ السيوطي في كتابه “الوسائل إلى مسامرة الأوائل” ما نصه: “إن السلطان صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين على وقت التسبيح أن يعلنوا بذكر العقيدة الأشعرية فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة إلى وقتنا هذا” أي إلى وقت السيوطي المتوفى سنة 911هـ. ولا يخفى على كل مسلم مكانة السلطان المجاهد صلاح الدين بين المسلمين وشهرته وصلاحه وهو ظاهر ومشهور.
ولما كان للسلطان صلاح الدين هذا الاهتمام بعقيدة الأشعري [عقيدة أهل السنة والجماعة] ألف له الشيخ النحوي محمد بن هبة الله المكي رسالة سماها “حدائق الفصول وجواهر الأصول” وأهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في الكتاتيب، وصارت تسمى فيما بعد “بالعقيدة الصلاحية” وهي منظومة شعرًاحتى يسهل حفظها للصغار. ونذكر شيئًا منها لبيان ما كان عليه مشاهير المتصوفة من الاعتقاد السليم ما يدلك على صفاء معتقدهم ورقي منهجهم.
يقول الناظم محمد بن هبة المكي وهو من أهل القرن السادس الهجري:
فهذه قواعد العقائد *** ذكرت منها معظم المقاصد
جمعتها للملك الأمين *** الناصر الغازي صلاح الدين
إلى أن يقول:
وصانع العالم فرد صمد *** ليس له في خلقه مساعد
جل عن الشريك والأولاد *** وعز عن نقيصة الأنداد
ويقول عن الله عز وجل:
وهو قديم ما له ابتداء *** ودائم ليس له انتهاء
لأن كل ما استقر قدمه *** فيستحيل في العقول عدمه
ويقول في تنزيه الله عن الحد والمكان:
وصانع العالم لا يحويه *** قطر [13] تعالى الله عن تشبيه
قد كان موجودًا ولا مكانا *** وحكمه الآن على ما كانا
سبحانه جل عن المكان *** وعزّ عن تغير الزمان
فقد غلا وزاد في الغلو *** من خصه بجهة العلو
وحصر الصانع في السماء *** مبدعها والعرش فوق الماء
وأثبتوا لذاته التحيزا *** قد ضل ذو التشبيه فيما جوّزا
ويقول في تأويل ما تشابه من القرءان:
اعلم أصبت نهج الخلاص *** وفزت بالتوحيد والإخلاص
أن الذي يؤمن بالرحمن *** يثبت ما قد جاء في القرءان
من سائر الصفات والتنزيه *** عن سنن التعطيل والتشبيه
من غير تجسيم ولا تكييف *** لما أتى فيه ولا تحريف
فإن من كيّف شيئًا منها *** زاغ عن الحق وضلّ عنها
وهكذا ما جاء في الأخبار *** عن النبي المصطفى المختار
فكل ما يروى عن الآحاد *** في النص في التجسيم والإلحاد
فاضرب به وجه الذي رواه *** واقطع بأنه قد افتراه
فاحفظ حديث هذه الأصولا *** ثم الزَمْنَها ودعِ الفضولا
وقال بعضهم أصل الاتحاد باطل محال مردود شرعًا وعقلًا وعُرفًا بإجماع الأنبياء والأولياء ومشايخ الصوفية وسائر العلماء والمسلمين وليس هذا مذهب الصوفية وإنما قاله طائفة غلاة لقلة علمهم وسوء حظهم من الله تعالى.
وقال القاضي عياض في كتابه “الشفا” ما نصه: “فصل في بيان ما هو كفر”. ثم قال: “وكذلك من ادعى مجالسة الله والعروج إليه ومكالمته أو حلوله في بعض الأشخاص”.
ومثل ذلك نقل الملا علي القاري رحمه الله في كتابه “شرح الشفا” ص514.
ومما في كتاب منيرة قبيسي وجماعتها مما هو أشنع الكلام وأقبحه هذه الجمل في ص6 و7 و8:
أستغفر الله من سري ومن علني ** أستغفر الله من نفسي ومن بدني
أستغفر الله من روحي التي نفخت ** عن أمر خالقها في جسمي الوهن
أستغفر الله من عقلي إذا اختلفت ** به المعاني ومن فهمي ومن فطني
أستغفر الله من فكري وما سرحت ** خواطري فيه من باد ومكتمن
أستغفر الله مما يقظتي كسبت ** وما علي جرى في النوم والوسن
أستغفر الله مما باشرته يدي ** من كل شيء قبيح الفعل أو حسن
أستغفر الله من رجلي وما بطشت ** في الخير والشر تدنيني وتبعدني
أستغفر الله مما قد رأى بصري ** في طول عمري ومما قد وعت أذني
أستغفر الله مما قد نطقت به ** من كل لفظ شريف في الورى ودني
أستغفر الله من كفي وما وضعت ** عليه من ناعم في اللمس أو خشن
أستغفر الله مما قد شممت له ** من الروائح في الخضراء والدمن
أستغفر الله مما ذقته بفمي ** مما أراه كريها أو أراه هني
أستغفر الله من قولي: بلى ونعم ** ولا وكيف ويا ليتي وهل ومن
أستغفر الله مما قد دريت وما ** لم أدر من خبر في الناس يعجبني
أستغفر الله من كل الأمور ومن ** جميع مالي من الحاجات في زمني
أستغفر الله من كل المقاصد في ** دهري ومن أمل في الصدر محتقن
أستغفر الله من ما كان في عملي ** وما هممت به منه ولم يكن
أستغفر الله مما قد أتيت به ** من الفروض لوجه الله والسنن
أستغفر الله من تركي لمعصية ** ومن لسان بقول الحق مندهن
أستغفر الله مما في اعتقادي من ** توحيد ربي إذا ما قلت ينفعني
أستغفر الله من أهلي ومن ولدي ** ومن قريبي ومن صهري ومن ختني
أستغفر الله من بيت أبيت به ** ومن فراشي ومن ثوبي ومن سكني
أستغفر الله من كتبي ومن قلمي ** ومن دواتي ومن حبري ومن مهني
أستغفر الله من درس أقرره ** لطالب صادق فيه وممتحن
أستغفر الله من وقفي وما ملكت ** يدي وكل وظيفاتي ومن مؤني
أستغفر الله من كل الوقائع لي ** في غيبتي عن جماعاتي وفي وطني
أستغفر الله مما قد ركبت وما ** عليه أركب من خيل ومن أتن
أستغفر الله مما قد سمعت به ** للغير من صدقات لي ومن منن
أستغفر الله من فعل الجميل إذا ** فعلته مع غيري واصلا شطني
أستغفر الله من قوم أصحابهم ** على اختلاف لهم في الحب والأحن
أستغفر الله من أمر به فهموا ** سوءا ولم أدره مني ومن لدني
أستغفر الله من بري لوالدتي ** ووالدي حيث لم أخدم ولم أعن
أستغفر الله من أرض نزلت بها ** ومجلس قد غدا بالناس يجمعني
لأن فيها الاستغفار من العمل الحسن والاعتقاد الصحيح ومن ترك الذنوب وهذا عكس شريعة الله إنما شرع الله الاستغفار من الأمر القبيح وما هو تقصير في حق الله تعالى أو للرقي من الحسن إلى الأحسن هذا الذي أمر الله به عباده، أما الاستغفار من العمل الحسن فهو عكس الدين. فهنا يطلب المغفرة من الله من أشياء منها: فعل الخير وقول الخير وفعل الفروض لوجه الله والسنن ومن اعتقاد التوحيد فإذا كانت هذه ذنوب تستوجب الاستغفار أو نقائص يطلب الترقي عنها فما هي الطاعات والكمالات إذًا.
وهذا تحريف لدين الإسلام باسم الدين. ونظيرهن في هذا دعوة الوهابية، حيث إنهم يتظاهرون للناس باسم الدعوة إلى الدين ويفعلون ما هو ضد الدين حيث يدعون الناس إلى تكفير من يتوسل بالأنبياء والأولياء الذي هو متفق على جوازه عند المسلمين سلفهم وخلفهم فالوهابية باسم الدعوى إلى توحيد الله يحرمون هذا بل يكفرون فاعله وهم بهذا كفروا السلف والخلف من المسلمين فكأنهم يقولون لا مسلم إلا نحن، الله يكفي المسلمين شر هؤلاء وهؤلاء.
وفي ص34 من كتاب “مزامير داود” السالف الذكر ينسبن لابن الفارض أنه قال:
وصرت موسى زماني *** مذ صار بعضي كلي
وابن الفارض قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني: كان من أهل السُّكر أي من أهل الغيبة وما يصدر في حال السكر أي غيبوبة العقل لا يكتب عليه ولكن لا يُقلد في ذلك ولا يقتدي به غيره فيه، وهؤلاء يقتدين بما هو من كلام ابن الفارض مما قاله في حال سكره وهو في غير حال التكليف والولي إذا صدر منه في حال الغيبية كلام يخالف الشرع لا يُقرّ على ذلك الكلام بل ينهى عنه بل يُعزر كما قال الفقيه عز الدين بن عبد السلام.
وما ينسب إلى رابعة العدوية من أنها قالت:
حبيبي غاب عن بصري وجسمي *** ولكن ليس عن قلبي يغيب.
فهو أيضًا غير مقبول لأنه يدل على التجسيم، فيه إثبات التحيز لذات الله. ولا يصح عن رابعة.
ومما في كتابهن هذا من الكلام الفاسد ص74 ما نصه:
من لم يزر هذا النبي من شرق أو مغرب
تبًا له من مذنب معرّض للغضب
وهذا افتراء على الدين فزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة مؤكدة ولم يقل أحد من الائمة بأنها فرض. فهن بهذا أوجبن ما لم يجب بإجماع المسلمين وذلك ضلال مبين.
وفي ص76 من كتابهن هذا يقلن ما نصه:
صوت حبيب دعاني *** إلى الهدى والإيمان
قال لي تعال تعال تعال *** خليك معاي
عاتبني مرة بالليل وأنا وحدي *** قال لي نسيتني ليش يا عبدي
وهذا كذب على الله وافتراء، وهن ينشدن هذا في الليالي مع الترنم. وهن بهذا ينسبن الصوت إلى الله وهو مستحيل عليه لأن الصوت من صفات المخلوقين.
ومن شنيع كلامهن قولهن ص79 ما نصه:
طاعات أقوام معاصي غيرهم *** فاجعل فؤادك للغزالة مهبطا
ومن شنيع كلامهن قولهن في نفس الصحيفة ما نصه: طه الرسول تكونت من نوره كل البرية.
وهذا من أعظم الكذب على الله وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه رد لما جاء به القرءان قال الله تعالى: {قُلْ إنَّما أناْ بشرٌ مثلكم} [سورة الكهف] ومعنى ذلك أن الرسول خُلق من نطفة أبويه، والبشر ءاخر ما خلق الله من أنواع العالم فكيف يقال فيه صلى الله عليه وسلم إنه أصل العالم كله فكأنهم يقولون إنه أصل النور والظلمة والملائكة والبشر والجن وإبليس والخنازير والحشرات، هذا مؤدى كلامهن، ثم فيه مخالفة لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند علماء الحديث بالأسانيد الصحيحة أن أصل العالم الماء.
فمن سخافة عقولهن جعلن الرسول أصلًا للحسن والقبيح والخير والشر.
ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديث الصحيح إلا أولية الماء، ومن جملة ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم عند أهل الحديث بالإسناد الصحيح قوله: “إن الله خلق كل شيء من الماء” رواه الحافظ ابن حبان وغيره.
ولا عبرة بذكر هذا في أناشيد كثير من الناس لأن علماء الحديث ضعفوه وما أثبته أحد منهم فالمرجع في الحديث إلى علماء الحديث ليس إلى غيرهم.
ومن عادة بعض المنشدين أنهم لا ينظرون إلى أصل يرجع إليه بل يرددون ما يسمعونه من أفواه بعض الناس من غير نظر إلى الثبوت وعدم الثبوت ويتخذونه عادة لهم ووردًا ومن ذلك قول بعض الناس عقب الأذان يا أول خلق الله. وقول بعضهم إن عبد الرزاق الصناعي رواه في المصنف لا أصل له، إنما مذكور في تفسير عبد الرزاق أن الماء والعرش بدء الخلق أي أوله والعجب كيف يتعلقون بهذا ويتركون ما هو الصحيح الصدق من وصفه بأفضليته على العالم. فلو يقتصر على قول الصلاة والسلام عليك يا أفضل خلق الله كان صوابًا موافقًا للقراءن والحديث. وهذه الكلمة [يا أول خلق الله] قد يسمعها بعض الكفار إذا مروا بجانب المسجد من المؤذن فيقولون ما بال المسلمين يقولون محمد خاتم الأنبياء ثم يقولون يا أول خلق الله وقد حصل من بعض النصارى أنه قال لرجل من أهل بيروت كيف تقولون محمد خاتم الأنبياء ثم تقولون يا أول خلق الله. فأي خير في قول يؤدي إلى هذا.
ومن مستشنع كلامهن قولهن ص3:
والكل عندي جنات خلد *** ما دمت في حضرة الموالي
ومن مستهجن كلامهن قولهن في نفس الصحيفة:
ما لي سواهم روحي فداهم *** لهم حلال روحي ومالي
ومن أبشع أناشيدهن قولهن ص81 ما نصه:
يا إلهي أنا قلبي معاك *** طول الليل أسهر وياك
فهل سمعت أيها القارئ عالمًا قط قال أنا أسهر مع الله !!
وقولهن ص110 ما نصه:
نحن لو كنا أينما كنا *** شيختنا معنا لا تضيعنا
وهذا دليل على أن هذا الكتاب منها ومن إملائها ووما جمعنه بإذنها أي شيختهن منير قبيسي.
ومن كلامهن الفاسد ما يرددنه مما هو مشهور عند بعض المنشدين الذين لا يُعول على كلامهم ص139 ما نصه:
يا ظاهرًا في المظاهر *** يا باطنًا في البطون
وسياق الكلام صريح في أنهن يعنين الله، وتأويل هذا ليس مقبولًا بالمرة فالصادق في حب الله يكفيه أن يقول حبه سكن قلبي.
ومن كلامهن الفاسد الذي لم يسبقهن أحد إليه قولهن في ص142 ما نصه:
يا كل نظرة من حبيبي قدر ألفي ألف حجة.