السبت سبتمبر 7, 2024

ترجمةُ الحافِظِ زَينِ الدّينِ العِراقيّ

اسمُه ونسَبُه:

هو الإمامُ الحافظُ زَينُ الدِّينِ أبو الفَضلِ عبدُ الرّحيمِ بنُ الحسَينِ بنِ عبدِ الرّحمنِ بنِ أبي بكرِ بنِ إبراهيمَ العِراقيُّ الأصلِ الكُردِيُّ الرازيانيّ المهْرانيّ المَولِد المصريّ الشافعيّ.

نَشأتُه وطلَبهُ للعِلم:

وُلِد في الحادِي والعِشرِينَ مِن جُمادَى الأُولى مِن سنَةِ سَبعِمائةٍ وخمس وعِشرِينَ هِجريّة بمُنشأةِ المهرانيّ على شاطئ النِّيلِ.

نَشأ العِراقيّ في بيتِ فَضلٍ وعلِمٍ وصَلاحٍ، فأبُوه كان مُلازِمًا لبعضِ الصالحِينَ وأُمُّه كانتْ معروفةً بالعِبادةِ والصّلاحِ. اهتَمّ الحافِظُ العِراقيُّ بالعِلم ودأَبَ على تَحصِيله، فحَفِظ القرءانَ الكرِيمَ وعدَدًا مِن مُتونِ الفِقه والحديثِ عِندَ بُلوغِه الثّامِنة مِن عُمرِه، واشتَغل بعلومِ الشّرِيعة كافّةً وخاصّةً عِلمَ الحديثِ الشّريفِ حتّى غلَبَ عليه وتَوغَّل فيه فصار حافِظَ وَقتِه. ثُمّ رحلَ مُتنقِّلًا بين بُلدانٍ كثيرةِ فرحَل إلى مكّة والمدينةِ والإسكندرِيّة وبَعلبَكَّ وحَماه وحِمصَ وغَزّةَ ونابُلسَ ودِمشقَ وحلَبَ وطرابُلسَ وغيرِها مِن البلاد.

لازم الحافظُ العِراقيُّ شيخَه الحافِظَ صلاحَ الدِّين العلائيَّ (ت 761هـ) وأخذَ عنه عِلمَ الحديثِ، وكذلك أخَذ عِلمَ الحدِيث عن الحافِظ علاءِ الدّين بنِ التّركمانيّ (ت 750هـ) وصدرِ الدّين أبي الفَتح المَيْدُوِمي (ت 754هـ) وغيرِهم.

وأخذَ الفِقه وأُصولِه عَن الجَمالِ الإِسنَوِيّ (ت 772هـ) والشّمسِ ابنِ اللَّبّانِ (ت 749هـ)، فكان الإِسنَوِيّ يُثنِي على العراقيّ وفَهمِه للفِقهِ ويَستحسِنُ كلامَه في الأُصولِ ويُصغِي

لمَباحثِه فيه ويقول: إنّ ذِهنَه صَحِيحٌ.

تلامِيذه:

مِن أشهَرِه تَلامِذة الحافظ العِراقيّ:

o       برهانُ الدّين أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ موسى الأَبْناسي (ت 802هـ)، وهو مِن أقرانِ شَيخِه، مِن تصانيفه: «الشّذَا الفَيّاح مِن عُلومِ ابنِ الصّلاحِ».

o       الحافظ نور الدّين أبو الحسَن عليُّ بنُ أبي بكرٍ الهيثميُّ (ت 807هـ)، رفيقُه وصِهرُه، من تصانِيفه: «مَجمَع الزّوائِد».

o       ولَدُه الحافظُ وليُّ الدّين أبو زُرعةَ أحمدُ بنُ عبدِ الرّحيمِ العِراقيُّ (ت 826هـ)، من تصانيفه: «الغَيثُ الهامِع شرح جَمع الجَوامِع».

o       الحافظ بُرهان الدّين أبو الوفاءِ إبراهيمُ بن محمدٍ الحلَبِيّ المعروفُ بسِبْطِ ابنِ العجَمِيّ (ت 841هـ)، من تصانيفه: «التّوضِيح لِمُبْهَماتِ الجامِع الصّحِيح».

o       العلّامة الحافظُ شهابُ الدّين أبو الفَضلِ أحمدُ بنُ عليّ بنِ محمّدٍ بن حَجرٍ العسقلانيُّ (ت 852هـ)، من تصانيفه: «فَتح البارِي شَرح صَحِيح البُخارِي».

مؤلَّفاتُه:

ترَكَ الحافظُ الزّينُ العراقيُّ مُصنَّفاتٍ كثيرةً، منها:

1-       التّقييدُ والإيضاحُ لِمَا أُطلِق وأُغلِق في كتابِ ابنِ الصّلاح.

2-       المُغنِي عن حَملِ الأسفارِ في الأسفارِ في تخريجِ ما في الإحياءِ مِن الأخبارِ.

3-       تَكمِلةُ شَرحِ التّرمذِيّ لابنِ سيّد النّاس.

4-       طَرح التّثرِيب في شَرح التّقرِيب.

5-       مَحَجّة القُرَب إلى مَحَبّة العرَب.

6-       منظومة في غَرِيب القُرءانِ العَزِيز.

7-       التّبصِرة والتّذكِرة في مصطلَح الحديثِ.

8-       شَرح التّبصِرة والتّذكِرة.

9-       رسالةُ في مسألةِ قَصّ الشّارِب.

10-       «نَظمُ الدُّرَر السَّنِيّةِ في السِّيَرِ الزّكِيةّ»، وهي الألفيّةُ الأُرجوزةُ الّتي نشرَحُها في كِتابِنا هذا.

وفاته:

توُفّي الحافظُ الزّينُ العراقيُّ رحمَهُ الله عَقِبَ خُروجِه مِن المُغتسَلِ يومَ الأربعاءِ الثّامِنَ مِن شَعبانِ سَنةِ سِتٍّ وثَمانِمائةٍ مِن الهِجرة (806هـ) وقَد عَمَّر إحدَى وثمانِينَ سنَةً، وكانت جِنازَتُه يومَها مَشهودةٌ، ودُفِن رحمَهُ الله خارجَ القاهِرةَ.