الجمعة أكتوبر 18, 2024

تحَقُّقُ دَعوَتِه لأنَسٍ بطُولِ العُمرِ وكَثرةِ الولَدِ والمَالِ

473-        

فَـكَـانَ ذَا وَأَنَــسٍ بِـكَـثْـرَةِ


 

الْمَـالِ وَالـوُلْـدِ وَطُـولِ الْمُـدَّةِ


474-        

فِي عُـمْـرِهِ فَـعَـاشَ نَحـوَ المـائَةِ


 

وَكَـانَ يُـؤْتِـي نَخْلُهُ فِي السَّـنَةِ


475-        

حِمْلَيْنِ والـوُلْدُ لِصُـلْـبٍ مـائَةُ


 

مِنْ بَعْدِ عِشْـرِينَ ذُكُورًا أُثْبِتُوا


 










(وَ)مِن مُعجِزاتِه ﷺ دُعاؤُه لـ(ـأَنَسٍ) ابنِ مالِكٍ رضي الله عنه (بِكَثْرَةِ الْمَالِ) له (وَالوُلْدِ) بضمّ الواوِ وسكونِ اللّام لغةٌ في الوَلَد (وَ)بـ(ـطُولِ الْمُدَّةِ فِي عُمْرِهِ) بالعَيشِ في الدُّنيا، فاستجابَ الله دُعاءَ نَبِيِّه ﷺ (فَعَاشَ) أنَسٌ (نَحوَ المائَةِ) مِن السِّنِينَ، قيل: عاش تسعةً وتِسعينَ سنةً، وقيل: مائةً وثلاثِينَ سنةً، وقيل: مائةً وعِشرينَ، وقيل مائةً وسبعًا([1]).

(وَ)قد باركَ اللهُ عزّ وجلّ في مالِ أنَسٍ فـ(ـكَانَ) له بُستانٌ كبيرٌ بالبَصرةِ (يُؤْتِي) أي يُثْمِرُ (نَخْلُهُ) ببَساتِينِه (فِي السَّنَةِ حِمْلَيْنِ) مُتلاحِقَينِ، وكان له فيه رَيحانٌ يَجِيء منه رِيحُ المِسكِ، (و)جعَلَ الله عزّ وجلّ البرَكة في ذُرِّيّتِه فـ(ـالوُلْدُ) الّذين ولَدَهُم (لِصُلْبٍ) أي مِن صُلبِهِ (مائَةٌ مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ ذُكُورًا) على قولٍ كما (أَثْبَتُوا) أي أهلُ الحديثِ والسِّيَرِ في شأنِه رضي الله عنه، وقيل كانَ له مِن الأولادِ أكثَرُ مِن ذلكَ.

رَوَى البُخاريُّ في «الأدَب المُفرَد» وأبو يَعلَى في «مُسنَدِه» عن أنَسٍ رضي الله عنه قالَ: انطَلَقَت بِي أُمِّي إلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقالَت: يا رَسُولَ اللهِ، خُوَيدِمُكَ فادعُ اللهَ لَهُ، فَقالَ: «اللَّهُمَّ أكثِرْ مالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأطِل عُمُرَهُ، واغفِرْ لَهُ»، قالَ: فَكَثُرَ مالِي حَتَّى صارَ يُطعِمُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَينِ، وَكَثُرَ وَلَدِي حَتَّى قَد دَفَنتُ مِن صُلْبِي أكثَرَ مِن مِائَةٍ، وَطالَ عُمُرِي.



([1])  إرشاد السّاري، شهاب الدين القَسْطلّانيّ، (9/195).