الإثنين ديسمبر 15, 2025

تبرك أحمد بن حنبل بآثار رسول الله

اعلم رحمك الله بتوفيقه أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون بآثار النبي ﷺ في حياته وبعد مماته ولا زال المسلمون بعدهم إلى يومنا هذا على ذلك. وجواز هذا الأمر يعرف من فعل النبي ﷺ، وذلك أنه ﷺ حين حلق في حجة الوداع وزع شعره بين أصحابه ليتبركوا به، فأرشد الرسول ﷺ أمته إلى التبرك بآثاره وكان أحدهم أخذ شعرة والآخر أخذ شعرتين وهكذا، فكانوا يتبركون بشعره في حياته وبعد وفاته حتى إنهم كانوا يغمسونه في الماء فيَسقون هذا الماء بعض المرضى تبركا بأثر رسول الله ﷺ، وعلى هذا درج السلف والخلف وعلماء أهل السنة. ومما يدل على ذلك ما رواه الذهبي المتوفى سنة 748 هـ في كتابه “سير أعلام النبلاء” الجزء الحادي عشر من طبعة مؤسسة الرسالة. يقول في الصحيفة 212 : “قال عبد الله بن أحمد -أي ابن حنبل- رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبيفيضعها على فيه يقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به ورأيته أخذ قصعة النبي فغمسها في جب الماء ثم شرب فيها ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه”. ثم يقول : قلت -أي الذهبي-: أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي ويمس الحجرة النبوية، فقال -أي أحمد بن حنبل-: لا أرى بذلك بأسا. أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع“. انتهى ما قاله الذهبي. فلا التفات بعد هذا إلى دعوى منكري التبرك بآثاره الشريفة والحمد لله رب العالمين.