بَابُ مَا يَقُولُ عِنْدَ الْوَدَاعِ
رَوَى الْبَيْهَقِىُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُرِيدُ سَفَرًا فَزَوِّدْنِى قَالَ «زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى» قَالَ زِدْنِى قَالَ «وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ» قَالَ زِدْنِى بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى قَالَ «وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُ مَا كُنْتَ».
وَرَوَى التِّرْمِذِىُّ وَالْحَاكِمُ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِىَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّى أُرِيدُ سَفَرًا فَأَوْصِنِى فَأَخَذَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُ «فِى حِفْظِ اللَّهِ وَفِى كَنَفِهِ زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى وَغَفَرَ ذَنْبَكَ وَوَجَّهَكَ فِى الْخَيْرِ حَيْثُمَا كُنْتَ أَوْ أَيْنَ مَا كُنْتَ» شَكَّ سَعِيدٌ فِى أَيَّتِهِمَا. الْكَنَفُ هُوَ السِّتْرُ.
رَوَى التِّرْمِذِىُّ وَأَحْمَدُ وَغَيْرُهُمَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ إِذَا رَأَى الرَّجُلَ وَهُوَ يُرِيدُ السَّفَرَ قَالَ لَهُ ادْنُ مِنِّى حَتَّى أُوَدِّعَكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَدِّعُنَا قَالَ فَيَقُولُ «أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ». أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَامَانَتَكَ أَىْ أَطْلَبُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَحْفَظَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ.
وَرَوَى النَّسَائِىُّ وَأَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِىُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَرَادَ أَنْ يُوَدِّعَ رَجُلًا فَقَالَ أَلا أُعَلِّمُكَ يَا ابنَ أَخِى مَا عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قُلْ «أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ الَّذِى لا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ».