الأحد ديسمبر 22, 2024

بَابُ مَا جَاءَ فِى الِاسْتِغْفَارِ

   رَوَى النَّسَائِىُّ فِى عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ أَبِى مُوسَى رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنِّى لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِى الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ». قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنِّى لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ» تَرَقٍّ وَكَذَلِكَ الصَّبِىُّ يَتَرَقَّى سَيِّدُنَا يَحْيَى أُوتِىَ النُّبُوَّةَ وَكَانَ صَغِيرًا قَالَ تَعَالَى ﴿وَءَاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ وَالْحُكْمُ أَىِ النُّبُوَّةُ، قَالَ الشَّيْخُ الْعَبْدَرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ «الْمَغْفُورُ لَهُ يَجُوزُ أَنْ يُسْتَغْفَرَ لَهُ عَلَى مَعْنَى رَفْعِ الدَّرَجَاتِ». 

   وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِىُّ وَغَيْرُهُمَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى الْمَجْلِسِ يَقُولُ «رَبِّ اغْفِرْ لِى وَارْحَمْنِى وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ» بِقَدْرِ مِائَةِ مَرَّةٍ. وَالتَّوَّابُ هُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ كُلَّمَا تَكَرَّرَتْ.

   وَرَوَى النَّسَائِىُّ فِى عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ وَالطَّبَرَانِىُّ عَنِ الأَغَرِّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ فَوَاللَّهِ إِنِّى لَأَتُوبُ إِلَى رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ فِى الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ».

   وَرَوَى الْبَيْهَقِىُّ وَالْحَاكِمُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ قَالَ اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِى لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلاثًا غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَ فَارًّا مِنَ الزَّحْفِ». وَفَارًّا مِنَ الزَّحْفِ أَىْ هَارِبًا مِنَ صَفِّ الْقِتَالِ أَىْ بِلا عُذْرٍ.

   وَرَوَى الْبُخَارِىُّ وَالنَّسَائِىُّ فِى عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ وَأَحْمَدُ وَغَيْرُهُمْ عَنْ شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِى وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِى فَاغْفِرْ لِى فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِىَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ أَىْ أُقِرُّ بِنِعْمَتِكَ.