بَابُ الْحَسَنَاتِ وَاسِعٌ
قَالَ الإِمَامُ الْهَرَرِىُّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً. مِنْ أَيَّامِ ءَادَمَ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، بِعَدَدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ يُكْتَبُ لَهُ ثَوَابٌ، بِكُلِّ هَذَا عِنْدَمَا يَقُولُ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، بَابُ الْحَسَنَاتِ وَاسِعٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا سَلَّمَ فِى دُبُرِ الصَّلَوَاتِ يَقُولُ «لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، أَهْلُ النِّعْمَةِ وَالْفَضْلِ وَالثَّنَاءِ الْحَسَنِ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» اللَّفْظُ لِأَحْمَدَ.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَاخْتِمْ لَنَا بِالْخَيْرِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَاخْتِمْ لَنَا بِالْخَيْرِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَاخْتِمْ لَنَا بِالْخَيْرِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هَادِينَ مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ قَبِيصَةَ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَالَ لَهُ يَا قَبِيصَةُ إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُلْ ثَلاثًا «سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ تَعَافَى مِنَ الْعَمَى وَالْجُذَامِ وَالْفَالِجِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ مُعَاذٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمًا ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّى لَأُحِبُّكَ فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا أُحِبُّكَ، قَالَ «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ أَنْ لا تَدَعَنَّ فِى دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ هَؤُلاءِ الْمُتَحَابِّينَ فِيكَ الْمُتَرَاحِمِينَ فِيكَ الْمُتَنَاصِحِينَ فِيكَ الْمُتَوَاصِلِينَ فِيكَ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَحْيِنَا عَلَى السُّنَّةِ وَأَمِتْنَا عَلَيْهَا.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا وَقَالَ «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَام» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ وَرَّادٍ قَالَ كَتَبَ الْمُغِيرَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ وَسَلَّمَ قَالَ «لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِىَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ سَهْلِ بنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ «مَنْ قَعَدَ فِى مُصَّلاهُ حِينَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ حَتَّى يُسَبِّحَ رَكْعَتَىِ الضُّحَى لا يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْكُمْ بِإِعْدَادِ الزَّادِ لِلآخِرَةِ وَذَلِكَ بِالإِكْثَارِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ مِنْ تَهْلِيلٍ أَوْ تَسْبِيحٍ أَوْ تَحْمِيدٍ أَوْ تَكْبِيرٍ. شَخْصٌ سَأَلَ الرَّسُولَ فَقَالَ لَهُ «لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ». سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ كُلُّ هَذَا ذِكْرٌ. الَّذِى يَكُونُ لِسَانُهُ مُسْتَمِرًّا بِذِكْرِ اللَّهِ يَلْقَى خَيْرًا كَثِيرًا. إِنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ تُغْرَسُ لَهُ فِى الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ سَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ. الشَّجَرُ الَّذِى يَكُونُ فِى الْجَنَّةِ لا يَمُوتُ، يَبْقَى عَلَى الدَّوَامِ. الشَّجَرَةُ تُعْطِيهِ ثَمَرَةً لَوْنُهَا لا يَفْسُدُ، كُلَّمَا قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ تُغْرَسُ لَهُ شَجَرَةٌ سَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ. الذِّكْرُ فِيهِ نَفْعٌ كَبِيرٌ لِلآخِرَةِ. مِقْدَارُ سَوْطٍ مِنْ أَرْضِ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. السَّوْطُ مَاذَا يَأْخُذُ مِنَ الأَرْضِ إِذَا وُضِعَ عَلَى الأَرْضِ كَمْ يَأْخُذُ، قَدْرُ سَوْطٍ مِنْ أَرْضِ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ «مَنْ سَبَّحَ فِى دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لا إِلَهَ إِلَّا وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ مَنْ قَرَأَ الأَذْكَارَ مِنْ تَسْبِيحٍ وَتَحْمِيدٍ وَتَهْلِيلٍ وَتَكْبِيرٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ حَرْفًا أَوْ يُنْقِصُ حَرْفًا وَلَوْ لَمْ يَأْتِ بِأَحْكَامِ التَّجْوِيدِ مِنَ الْغُنَّةِ وَالتَّرْقِيقِ وَالتَّفْخِيمِ فَلَهُ ثَوَابٌ بِقِرَاءَتِهِ أَمَّا إِذَا تَرَكَ حَرْفًا أَوْ أَبْدَلَهُ بِغَيْرِهِ فَلا ثَوَابَ لَهُ بِالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ، وَأَمَّا بِقِرَاءَةِ الْقُرْءَانِ فَإِنْ تَرَكَ التَّجْوِيدَ بِالْمَرَّةِ فَلا ثَوَابَ لَهُ.