بيعةُ الصحابةِ لأبي بكر الصّديق بعد موت النبيّ صلى الله عليه وسلم
بعد موت الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم اهتمَّ الصحابة الكرام لنصب خليفة عليهم يكون إمامًا لهم وأميرًا ويقومُ مقامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في إدارة شؤون العباد والبلاد، فاجتمع بعضُ أكابر وأعيان الصحابةِ في سقيفةِ بني ساعدَة فبايعوا أبا بكرٍ رضي الله عنه خليفة عليهم، وكان ذلك يوم الاثنين وهو اليوم الذي تُوفّيَ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما كان الغدُ اجتمع الصحابة رِضوانُ الله عليهم في مسجد نبيّهم عليه الصلاة والسلام فبايع عامةُ المسلمين أبا بكرالصديق رضي الله عنه خليفة وإمامًا عليهم، فهم كانوا يعلمون أنّ أبا بكر رضي الله عنه هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار يوم هجرته عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة وهم يعلمون يقينًا أن الرسول المصطفى قدّمهُ ليُصلي بالناس إمامًا ، والصلاة هي أفضلُ الأعمال بعد الإيمانِ بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام، ولهذا قال الصحابة الكرام رضي الله عنهم عند بيعة الصّديق أبي بكر رضي الله عنه: رضيهُ الله لديِنِنَا أفلاَ نرضاهُ لدُنيانَا. لذلك رضيَ الصحابة الكرام كلهم ببيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكذلك رضي ببيعته أهل بيتِ النبيّ صلى الله عليه وسلم ومنهم الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه الذي ثبتَ أنه بايع أبا بكرٍ رضي الله عنه بعد ذلك على المِنبرِ.