بيان معنى التوسل
اعلم أنه لا دليل حقيقي يدل على عدم جواز التوسل بالأنبياء والأولياء في حال الغيبة أو بعد وفاتهم بدعوى أن ذلك عبادة لغير الله، لأنه ليس عبادة لغير الله مجرد النداء لحيّ أو ميت أي ليس شركًا.
والتوسل هو طلبُ حصول منفعةٍ أو اندفاعِ مضرةٍ من الله بذكر اسم نبي أو ولي إكرامًا للمتوسل به، والله تعالى جعل أمورَ الدنيا على الأسباب والمسببات مع أنه قادرٌ على أن يُعطينا الثواب من غير أن نقوم بالأعمال قال الله تعالى: {واستعينوا بالصبرِ والصلاةِ وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين} [سورة البقرة/45] وقال: {وابتغوا إليهِ الوسيلةَ} [سورة المائدة/35] أي كلّ شئٍ يُقربكم إليه اطلبوه يعني هذه الأسباب، اعملوا الأسباب فنحقق لكم المسببات، نحقق لكم مطالبكم بهذه الأسباب، وهو قادرٌ على تحقيقها بدونِ هذه المسببات.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى من الأسبابِ المعينةِ لنا لتحقيق مطالب لنا التوسل بالأنبياء والأولياء في حال حياتهم وبعد مماتهم، فنحنُ نسألُ الله بهم رجاءَ تحقيق مطالبنا، فنقول: اللهم إني أسألكَ بجاهِ رسول الله أو بحرمة رسول الله أن تقضي حاجتي وتفرّج كربي، أو نقول: اللهم بجاه عبد القادر الجيلاني ونحو ذلك، فإن ذلك جائزٌ وإنما حرم ذلك الوهابية فشذوا بذلكَ عن أهل السنة.