بسم الله الرحمن الرحيم
درسٌ ألقاهُ المحدثُ الشيخُ عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ العبدري الحبشي رحمهُ اللهُ تعالى ليلةَ الجمعة في الثاني عشرَ من ذي القَعدةِ سنة عشرين وأربعمائة وألف من الهجرة الموافق للسابع عشر من شهر شباط سنة ألفين ر في مركز جمعيةِ المشاريع الخيريةِ الإسلاميةِ في مدينة بيين في سويسرة قبلَ إعطاءِ الطريقةِ الرفاعيةِ وهوَ في بيانِ عقيدةِ أهلِ السنةِ والطريقةِ الرفاعيةِ. قال رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً:
الحمدُ لله ربّ العالَمينَ وصلاةُ الله وسلامُهُ على سيدنا محمدٍ وعلى ءاله وصحبهِ.
أما بعدُ فقد قال البخاريُّ العِلمُ قبلَ القول والعملِ واستدلَّ لذلك بهذه الآيةِ: ﴿فاعلَمْ أنَّهُ لا إلهَ إلا اللهُ واسْتَغفِرْ لذَنبكَ وللمُؤمِنينَ والـمُؤمِناتِ﴾([i]). معنى كلام البخاريّ أنَّ العلمَ هوَ أساسُ الدينِ، وأشرفُ العلم العلمُ باللهِ وبرسولهِ وبأمورِ دينهِ الاعتقاديةِ والعَمَليَّةِ. الاعتقاديةُ هيَ ما يجبُ اعتقادُهُ من أمورِ الدين بالقلبِ والعمَليةُ هيَ التي تُعمَلُ بالبدنِ كالصلاةِ والصيامِ والزكاة والحجّ والنطق بالشهادَتَين. والأساسُ من هذا الذي هوَ الأصلُ باللهِ وبرسولهِ أي معرفةُ اللهِ والإيمانُ بهِ وإفرادُهُ بالعبادةِ والإيامُ برسولهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم فلا تُقبَلُ صلاةٌ ولا زكاةٌ ولا صيامٌ ولا حجٌّ ولا شهادةٌ إلا بعدَ العلمِ باللهِ ورسولهِ بعدَ ذلكَ تنفعُ الشهادةُ أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ والصلاةُ والزكاةُ. كلُّ هذه الأشياءِ بعدَ معرفةِ الله ورسولهِ بعدَ الإيمانِ بهما تنفعُ لأنَّ في هذه الآية: ﴿فاعلَمْ أنَّهُ لا إلهَ إلا اللهُ واسْتَغفِرْ لذَنبِكَ وللمُؤمِنينَ والـمُؤمِناتِ﴾ قدَّمَ ذِكْرَ العلمِ باللهِ حتى يُفهِمَنا أنهُ لا يُقبل شيءٌ من العباداتِ إلا بعدَ العلمِ باللهِ فكانَ أفضل الأعمال التوحيد.
والآنَ أشرحُ لكُم بعَونِ اللهِ معرفةَ اللهِ. اللهُ تباركَ وتعالى مَوجودٌ ليسَ كالموجوداتِ. الموجوداتُ سِوَى اللهِ ما كانت موجودةً إلا بعدَ أن خلقَها اللهُ. ما كان عالَمٌ كثيفٌ ولا كان عالَمٌ لطيفٌ قبل أن يَخْلُقَهُما اللهُ. العالـمُ اللطيف هو ما لا يُجَسُّ باليدِ كالضوءِ، ضوءُ الشمسِ وضوءُ القمرِ وضوءُ الكهرباءِ وضوءُ النارِ هذا لا يُضْبَطُ باليدِ. أما الشمسُ والقمرُ والنجومُ يُمكِنُ أنْ تُجَسَّ باليدِ أما ضوءُ هذهِ الأشياءِ لا يُمكن ضبطُهُ باليد، والريحُ كذلكَ والظلامُ كذلكَ كلُّ هذه الأشياءِ لا تُضبَطُ باليدِ لا تُجَسُّ باليد. هذا العالـمُ اللطيفُ.
أما العالـمُ الكثيفُ فهو ما يُمكن جَسُّهُ باليدِ كالإنسانِ والشجرِ والحجرِ والشمسِ والقمرِ والنجومِ والأرضِ والسمواتِ والعرشِ.
هذه الأشياءُ كلُّها اللطائفُ والكثائفُ ما كانَت موجودةً قبلَ أن يخلُقَها اللهُ. وجودُها لهُ ابتداءٌ أما اللهُ تعالى وجودُه ليسَ لهُ ابتِداءٌ فلذلكَ لا يشبهُ الإنسانَ ولا الضوءَ ولا الظلامَ ولا الريحَ ليسَ حجمًا لطيفًا ولا حجمًا كثيفًا لأنَّ الحجمَ ما كانَ موجودًا قبلَ أنْ يخْلُقَهُ اللهُ فكيفَ يكونُ اللهُ حجمًا فهوَ أي اللهُ موجودٌ ليسَ حجمًا كثيفًا ولا حجمًا لطيفًا موجودٌ لا ابتداءَ لوجوده فلو كانَ اللهُ تعالى حجمًا لكانَ لهُ أمثالٌ كثيرٌ.
لو كانَ اللهُ تعالى حجمًا لم يكُن أولَى بالألوهيةِ من الشمس. هذه الشمسُ حجمٌ مُنيرٌ ومَنظرُهُ حسَنٌ ونَفْعُهُ كبيرٌ مع هذا لا يجوز أن تكونَ الشمس إلهًا فرَبُّ العالمينَ الذي خلقَ كلَّ شيءٍ لا يكون حجمًا. هيَ هذهِ الشمسُ مع كونها حجمًا كبيرًا وجميلاً وكثيرَ النّفعِ تنفعُ البشرَ تنفعُ النباتَ تنفعُ أجسامَ الناسِ وأجسامَ البهائمِ مع ذلك لا يجوزُ أنْ تكونَ إلهًا إذَنْ اللهُ ليسَ حجمًا بالمرةِ. لا يجوزُ أن يكون حجمًا كبيرًا ولا حجمًا صغيرًا. مَنِ اعتقدَ أنهُ حجمٌ كبيرٌ ما عرَفَهُ ومنِ اعتقدَ أنهُ حجمٌ صغيرٌ ما عرَفَهُ. الحجمُ إنْ كان كبيرًا أو صغيرًا أو لطيفًا أو كثيفًا فهوَ مخلوقٌ. اللهُ لا يكونُ كذلك فالذي يقولُ اللهُ جسمٌ قاعِدٌ على العرشِ كالوهابيةِ ما عرفَ اللهَ. عندَهُم اللهُ جسمٌ كبيرٌ ملأَ العرشَ وبعضُهم يقولُ أخذَ بعضَ العرشِ. هذا جهلٌ وضلالٌ. ما عرفَ اللهَ مَن يعتقدُ أنَّ الله جسمٌ قاعِدٌ على العرش. لا يوجدُ فوقَ العرشِ جسمٌ قاعِدٌ يُدَبِّرُ العالـمَ. اللهُ تعالى كان موجودًا قبلَ العرشِ وقبلَ الجهاتِ الستّ فوق وتحت ويمين وشِمال وأمام وخَلف قبلَ هذا كُلّهِ كانَ موجودًا بدون تحيُّزٍ في جهةٍ من الجهاتِ.
الحجمُ يكونُ لهُ تحيُّزٌ في جهةٍ من الجهاتِ. اللهُ خلقَ بعضَ العالَم وجعلَهُ في جهةِ فوق. العرشُ والملائكةُ الذينَ يطوفونَ بهِ كما نحنُ نطوفُ بالكعبةِ في مكةَ هؤلاء مركزهُمْ هناكَ يُصَلُّونَ صفوفًا ليسَ بينها اختِلافٌ يُصلُّونَ على العرشِ ويطوفونَ بهِ لكنْ ليسَ مَسْكَنُهُمُ العرشَ إنما للصلاةِ يُصلُّونَ عليه لأنهُ لا يمكن الصلاةُ في الهواءِ في الفراغِ كيفَ يكونُ السجودُ في الهواءِ، الصلاةُ لا بُدَّ لها من شيءٍ جامدٍ توضعُ عليهِ الوجوهُ فالملائكةُ عندما يطوفونَ بالعرشِ يكونونَ خارجَهُ حولَهُ وعندَما يُصلّونَ يُصلُّون عليهِ. أينَ يُصلّونَ إنْ لم يُصلُّوا على العرشِ، أما ربُّ العالمينَ ليسَ شيئًا متحيّزًا في مكانٍ لا في جهةِ فوقٍ ولا في جهةِ تحتٍ.
اللهُ تباركَ وتعالى خلقَ الحجمَ الصغيرَ كحبَّةِ الخَردلِ ثمّ خلقَ ما هو أكبرُ منها حبّة السمسمِ ثمَّ خلقَ ما هوَ أكبر من حبّة السمسم حبّة العدسِ ثم خلقَ ما هو أكبرُ من ذلك حبة القمحِ ثمَّ ما هوَ أكبر من ذلك كالبطيخ ثم ما هوَ أكبرُ من ذلك كالإنسانِ ثمَّ ما هو أكبر من ذلك كالسماءِ ثمَّ ما هوَ أكبر من ذلك كالكرسيّ الذي هوَ فوقَ السمواتِ السبعِ ثمَّ ما هوَ أكبر منَ الكرسيّ وهو العرشُ، فالشمسُ لِمَ لَمْ يكن حجمُها أكبرَ من هذا أو أصغرَ، ولِمَ لَمْ يكن لونُها غيرَ هذا البياضِ، ولِمَ لَمْ تكُنْ باردةً كالقمرِ، فهيَ بما أنها لها حجمٌ مخصوصٌ ولونٌ مخصوصٌ وصفةٌ مخصوصةٌ لا تصلُحُ أن تكونَ إلهًا إنَّما الإلهُ هوَ الذي خلقَها على هذا الشكلِ على هذا الحجمِ على هذه الصفةِ وخلقَ كلَّ شيءٍ على حجمهِ الذي هو عليه. حبةُ الخردلِ ما هيَ اختارتْ أنْ تكونَ على حجمِها الصغيرِ، والشمسُ ما اختارَتْ أنْ تكونَ على حجمِها هذا، والعرشُ ما اختارَ أن يكونَ على حَجْمِهِ الذي هو أكبرُ حجمٍ، كلُّ هذه الأشياءِ تحتاجُ لِمَنْ جعلَها أن تكونَ على حجمِها الخاصّ فالذي خلقَها لا يكونُ له حجمٌ.
ثمَّ أرادَ الشيخُ عبدُ اللهِ رحمهُ اللهُ أن يُعطيَ الطريقةَ فقالَ مَنْ يريدُ الطريقةَ وصلَّى ركعَتَي التوبةِ فلْيَسْتَقبلِ القبلةَ.
الطريقةُ الرفاعيةُ هيَ أولُ طريقةٍ ظهرَتْ وكذلكَ القادريةُ ثم بعدَهُما ظهرت طُرُقٌ كثيرةٌ.
الطريقةُ سُنَّةٌ حسنةٌ لأنَّ كلَّ شيءٍ أحدَثَهُ في الدينِ العُلماءُ الأتقياءُ وهوَ يوافقُ القرءانَ والحديثَ فهو سُنَّةٌ حسنةٌ يُقرِّبُ إلى اللهِ فالطريقةُ الرفاعيةُ والطريقةُ القادريةُ هما أوَّلُ طريقتين ثمَّ بعدَما ظهرَت طرُقٌ أخرى النقشبنديةُ والشاذليةُ والبَدَويةُ إلى عددٍ كثيرٍ.
زَمَنُ الشيخ أحمدَ الرفاعيّ هو زَمَنُ الشيخ عبدِ القادرِ الجِيلانيّ كانا بالعراقِ في عصرٍ واحدٍ الشيخُ عبدُ القادرِ ببغدادَ والشيخُ أحمدُ الرفاعيُّ في واسط. أولياءُ ذلكَ الزمنِ كانوا يقولونَ الشيخُ أحمدُ الرفاعيُّ أفضلُ أولياءِ ذلكَ الزمنِ. توفيَ الشيخُ أحمدُ الرفاعيُّ سنةَ خمسمائةٍ وثمانيةٍ وسبعينَ من الهجرةِ. ثمَّ في حياتِهِ خلَّفَ خلقًا كثيرًا فبلغَ عددُ خلفائهِ أي نُوَّابِهِ وخلفاءِ خلفائهِ مائةً وثمانينَ ألفَ خليفةٍ. في حياتهِ بلغَ عددُهم مائةً وثمانينَ ألفًا.
كانَ رضيَ اللهُ عنه لهُ خالٌ يُسمَّى الشيخَ منصورًا البطائحيَّ منَ الأولياءِ في العراقِ، خالُ السيدِ أحمدَ الرفاعيّ رأى الرسولَ صلى الله عليه وسلم في المنام فقالَ لهُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم: بَشّرْ أختَكَ بأنّها سَتَلِدُ بعدَ أربعينَ ليلةً ولدًا يكونُ سيدَ الأولياءِ كما أنا سيدُ الأنبياءِ. هذا دليلٌ على أنهُ أفضلُ أولياءِ ذلكَ الزمنِ وما بعدَ ذلكَ الزمن إلى يومِنا هذا.
هوَ رضيَ اللهُ عنهُ أحمدُ بنُ عليّ، حُسَينيٌّ من ذريةِ سيدنا الحسين بنِ عليّ ابنِ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهم. يُسمَّى أبا العباسِ ويُسمَّى أبا العَلَمَينِ لأنه أخذَ مرَّتَينِ علمَ الغَوثيةِ مرتَينِ أخذَ رئاسةَ الأولياءِ، علمَ الرئاسةِ مرَّتَينِ أخذَ، لذلكَ يسمونه أبا العَلَمين. ويُسمَّى أيضًا شيخَ العُرَيجاءِ. هذا أي تلقيبُهُ بشيخِ العُرَيجاءِ سببهُ أنهُ مرةً ذهبَ إلى قريةٍ فيها جماعتُهُ بالعراقِ يقالُ لها الحَدَّاديةُ فاستقبلهُ أهلُها وكان فيهم بنتٌ صغيرةٌ عرجاءُ حدباءُ ظهْرُها مُتَقَوِّسٌ قرعاءُ ليسَ على رأسِها شعرٌ فتوجَّعتْ إلى الشيخِ فقالت يا شيخي كرهتُ نفسي من شدّةِ ما تستهزئُ بي بناتُ القريةِ فدَعا لها سيدُنا أحمدُ فاستقامَتْ رِجْلُها في الحالِ وظَهرُها ونبتَ شعرُ رأسِها في الحالِ في الوقتِ فلمّا رأى الناسُ هذه الكرامةَ سمَّوهُ شيخَ العُرَيجاءِ معناهُ الشيخُ الذي شَفَى البنتَ العرجاءَ الصغيرةَ.
الآنَ نُلقِّنكُم الطريقةَ. قبلَ تلقينِ الطريقةِ أقولُ ثلاثَ مراتٍ ثم قرأَ: ﴿وأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إذا عاهَدتُّمْ ولا تَنقُضُوا الأيمانَ بعدَ تَوكِيدِها وقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ علَيكُمْ كفيلًا﴾([ii]) ﴿إنَّ الذينَ يُبايِعُونَكَ إنِّمَا يُبايِعُونَ اللهَ يدُ اللهِ فوقَ أيدِيهِمْ فمَن نَّكَثَ فإنَّما ينكُثُ على نفسِهِ ومَنْ أوفَى بِما عاهَدَ عليهِ اللهَ فسَيُؤتِيهِ أجرًا عظيمًا﴾([iii]) ثم قالَ لا إله إلا الله فردَّدَ الحاضرون خلفهُ ثمَّ مرةً ثانيةً ثمَّ ثالثة ثمَّ قالَ أجيزُكم بالطريقةِ الرفاعيةِ أن تقولوا صباحًا ومساءً أستغفرُ اللهَ العظيمَ وأتوبُ إليه مائةَ مرةٍ اللهم صلِّ على سيدِنا محمدٍ وعلى ءالهِ وصحبِهِ وسلّم مائةَ مرةٍ لا إله إلا الله مائةَ مرةٍ. هذه هيَ الطريقةُ الرفاعيةُ الاستغفارُ مائةَ مرةٍ صباحًا ومساءً بصيغةٍ مخصوصةٍ ثمَّ الصلاةُ على النبيّ مائةَ مرةٍ بصيغةٍ مخصوصةٍ ثمَّ لا إله إلا الله مائةَ مرةٍ تقرأ صباحًا بعدَ الفجرِ ويمتدُّ وقتُ الصباحِ إلى نحوِ أربعِ ساعاتٍ ومساءً ووقتُ المساءِ منَ الغُروبِ إلى نحوِ أربعِ ساعاتٍ. في هذا الوقتِ يقرأُ المريدُ الوردَ الرفاعيَّ. وَمَنْ فاتَهُ الوقتُ الأصليُّ يقرأُ في وقتٍ ءاخرَ.
ثمَّ مَنْ واظبَ على هذه الطريقةِ يلْقَى في الدنيا لُطفًا منَ اللهِ ولا سيّما عندَ الموتِ. يُنجيهِ اللهُ مِن أن يَتَخَبَّطَهُ الشيطانُ تلكَ الساعةَ وفي الآخرةِ يُرجَى لهُ ذُخْرٌ كبيرٌ. كانَ سيدُنا أحمدُ الرفاعيُّ في زمانِهِ يُدرّسُ أولَ النهارِ وءاخِرَ النهارِ في علمِ الدينِ. معَ الذّكرِ يُعلّمُ علمَ الدينِ لأنَّ علمَ الدين هو أساسُ العباداتِ. الطريقةُ دونَ أنْ يعرفَ الإنسانُ العقيدةَ لا تنفعُ، الطريقةُ لا تنفع إلا بعدَ تعلُّم العقيدةِ وبعضِ الضرورياتِ. ثمَّ يومَ الخميسِ كانَ يجلسُ في مجلس الوعظِ يجتمعُ عليه خَلْقٌ كثيرٌ. وفي ليلةٍ منَ السنةِ تُسَمَّى
ليلةَ الـمَحْيا يجتمعُ عنده مائةُ ألفِ شخصٍ يُطعِمهم ويَسقيهم كلَّ هذا الخلقِ بسِرٍّ ربَّانيّ.
ثمَّ بعدَ وفاةِ الشيخِ رضيَ اللهُ عنهُ ظهرتْ كراماتٌ لمشايخِ طريقتِهِ، اللهُ ذلَّلَ لهم الثعابينَ لا تؤذيهِمُ الثعابينُ، والعفاريتُ كِبارُ الشياطينِ يُهابونَهُم. كذلك النارُ كانوا إذا أرادوا أن يُقيموا حضرةً في بعضِ الأيام يُشعلونَ نارًا عظيمةً يدْخُلونها ويذكرونها اللهَ فيها حتى تنطفئَ لا تؤذيهم.
ثمَّ قالَ رحمه الله الآنَ أجيزُكم أي أعطيكُم الإذنَ بالطريقةِ أجَزتكم بالطريقة الرفاعيةِ قولوا قَبِلْنا فقالوا قَبِلنا.
ثم أوصى رحمه اللهُ قائلاً الصيغُ الثلاثُ لو كُتبَت بخطٍّ واضحٍ وعُلِّقَتْ هنا حتى ينظرَ الذي لم يحفظْها فيراها.
ثمَّ أوصيكُم بالاهتمامِ بهذا المركزِ لأنَّ هذا المركزَ يُعلّمُ علمَ أهلِ السنةِ.
ثمَّ عليكُم بالتّحابّ في اللهِ تعالى عليكُم بالتّحابّ والتّناصُحِ. إذا تحابَّ اثنانِ منَ الـمُسلمينَ في اللهِ تعالى ليَتعاونا على الخيرِ ويَتناهَيا عنِ الشرّ ليسَ للدنيا اللهُ يجعلُهما تحتَ ظلّ العرشِ يومَ القيامةِ. لا يُصيبُهما حرُّ الشمس.
انتهى والله تعالى أعلم وأحكم
[i])) سورة محمّد/الآية 19.
[ii])) سورة النحل/الآية 91.
[iii])) سورة الفتح/الآية 10.
الإشعارات