بلوغ السعادة بالتمسك بعقيدة الفاتحين والقادة
السلطان صلاح الدين الأيوبي [المتوفى سنة 589هـ]
السلطان محمد الثاني الفاتح [المتوفى سنة 886هـ]
* كان السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وجزاه عن المسلمين خيرًا، عالمًا من علماء أهل السنة يحفظ كتاب التنبيه في الفقه الشافعي وكتاب الحماسة وكان حافظًا للقرءان الكريم وقد اهتم رحمه الله بنشر عقيدة الأشاعرة، عقيدة توحيد الله وتنزيهه عن مشابهة خلقه.
يقول السيوطي: فلما ولي صلاح الدين بن أيوب أمرَ المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا بذكر العقيدة الأشعرية فواظب المؤذنون على ذكرها كل ليلة.
وقد قام الشيخ الفقيه النحوي محمد بن هبة الله بتأليف رسالة في بيان عقيدة أهل الحق أسماها حدائق الفصول وجواهر الأصول وأهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المكاتب وصارت تعرف فيما بعد بالعقيدة الصلاحية ومما جاء فيها:
وصانع العالم لا يحويه *** قُطر تعالى الله عن تشبيه
قد كان موجودًا بلا مكانا *** وحكمه الآن على ما كانا
سبحانه جلّ عن المكان *** وعز عن تغير الزمان
فقد غلا وزاد في الغلو *** مَن خَصَّهُ بجهة العلو
* ومن الماتريدية السلطان محمد الفاتح الذي كان ينزه الله تبارك وتعالى عن المكان والجهة والكيفية ويعتقد جواز زيارة قبور الأنبياء والصالحين والتبرك بآثارهم والتوسل إلى الله بذواتهم الفاضلة، شأنه في ذلك شأن الكثيرين من الملوك والأمراء. وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السلطان حين قال: “لتُفتَحَن القسطنطينية ولنعم الأميرُ أميرها ولنعمَ الجيشُ ذلك الجيش” رواه الحاكم.
وفتحت القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح، وما امتداح النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه لفاتح القسطنطينية ولجيشه إلا بشرى عظيمة للأشاعرة والماتريدية الذين كان الفاتح منهم ويعتقد معتقدهم.