ما يَقولُهُ بَعْضُ الناس من أَنَّ الصَّائِمَ يَسْتَطيعُ أَنْ يٌفْطِرَ على حسب تَوْقيتِ مَكَّة أَو غيرها من البلاد سوى بلده مَعْ أَنَّ الشَّمْسَ تَغيبُ في بَلَدِهِ ولكن تتأخر عن غيرها من البلاد مثلاً فَهذا غَيْرُ صَحيحٍ وَهُوَ مُخالِفٌ لشرع اللهِ تعالى
بعض الناس همّهم التلاعب بأحكام الدين
الحق أَن الصائم يفطر حين يغيب كامل قرص الشمس وليس قبل ذلك، والدليل قَوْلُهُ تَعالى (ثُمَّ أَتِمّوا الصِّيامَ إِلى اللَّيْلِ) (البَقَرَة 178) وَعَنْ سيدنا عُمَرَ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ قالَ رَسولُ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ (إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَهُنَا وأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَهُنا وغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ) رَواهُ البُخارِيُّ وَمُسْلِمُ.
ففي شرح صحيح البخارى للحافظ الفقيه ابن بطال (المتوفى 449 هـ) باب مَتَى يَحِلُّ فِطْرُ الصَّائِمِ (وَأَفْطَرَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِىُّ حِينَ غَابَ قُرْصُ الشَّمْسِ.
فيه عُمَرَ، قَالَ قَالَ عليه السلام (إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ).
وفيه ابْنِ أَبِى أَوْفَى كُنَّا مَعَ النبى فِى سَفَرٍ، وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قَالَ لِبَعْضِ الْقَوْمِ (يَا فُلانُ، قُمْ فَاجْدَحْ لَنَا)، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ،
لَوْ أَمْسَيْتَ، قَالَها ثلاثًا، فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُ، فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ (إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ) وترجم لحديث ابن أبى أوفى قال يفطر بما تيسر بالماء وغيره، قال ابن بطال رحمه الله (أجمع العلماء أنه إذا غربت الشمس فقد حل فطر الصائم، وذلك آخر النهار وأول أوقات الليل).
وَما يَقولُهُ بَعْضُ المُفْتَرينَ على دينِ اللهِ من أَنَّ الصَّائِمَ يَسْتَطيعُ أَنْ يٌفْطِرَ على حسب تَوْقيتِ مَكَّة المكرمة أَو غيرها من البلاد سوى بلده مَعْ أَنَّ الشَّمْسَ تَغيبُ في بَلَدِهِ ولكن تتأخر عن غيرها من البلاد مثلاً، فَهذا غَيْرُ صَحيحٍ وَهُوَ مُخالِفٌ لشرع اللهِ تعالى، أما إن لم تغب الشمس في بلده بالمرة في بعض أشهر السنة، ففي هذه الحال يأخذ بأقرب منطقة من بلده تغيب فيها الشمس وليس على حسب توقيت مكة المكرمة.
أما إن نوى الصيام مثلاً ودخل فيه ولكنه عجز عن إكمال هذا النهار لسبب شرعي، فهنا يفطر ثم يقضي يوماً مكان هذا اليوم، ولو قضاه في أيام الشتاء القصار فلا بأس، ولكن ليس له أن يصوم على حسب توقيت مكة المكرمة فضلاً عن غيرها كتركيا مثلاً.
الإفتاء مسؤولية في الدنيا والاخرة، نسأل الله التوفيق واتباع الحق وأهله والوفاة على الإيمان لكاتبها وناشرها، آمين.