الجمعة نوفمبر 22, 2024

براءة الأنبياء مما نُسِب كذبًا وزورًا للعلماء

براءة الحافظ ابن حبان مِن دَس المُحَرّفين: مما دسّوا عليه في صحيحه[(209)]، قولهم إن عددا من خيرة الأنبياء وهم آدم، نوح، إبراهيم، موسى وعيسى، يقولون يوم القيامة أنهم يخافون أن يُطرَحوا في النار.

والعياذ بالله من الافتراء على الأنبياء، فإذا كان الأولياء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فكيف بالأنبياء؟! قال الله تعالى في سورة الأنبياء: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ *لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ *لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمْ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *} ، وهذه الآيات الكريمة صريحة بأن الأنبياء والأولياء محفوظون من العذاب ومن دخول النار بأي شكل من الأشكال، فمن نسب للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأنهم يخافون من أن يطرحهم الله في النار فقد جعلهم كالعصاة الفاسقين الذين يخشى عليهم من العذاب في جهنم يوم القيامة، وجعلهم غير عارفين بمقامهم وبمرتبتهم العظيمة كما قال الله عنهم في سورة الأنعام: {…وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ *}» .

والأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم أحبّ الخلق إلى الله، والله لا يعذّب أحبابه، وهم في أعلى مرتبة في الجنة، فمن قال إنهم يخشون على أنفسهم من عذاب النار في الآخرة فقد كذّب صحيح المنقول وصريح المعقول، فهو كافر بالله غير عارف بعصمة الأنبياء.

والحافظ ابن حبان رحمه الله بريء من ذلك. براءة الإمام النووي مِن دَس المُحَرّفين: ممّا دسّوا عليه في كتاب الأذكار[(210)]، قولهم[(211)] وكذا[(212)]، إن نبيًا من الأنبياء أصاب قومه بالعين فمات منهم سبعون ألفًا.

والعياذ بالله من الافتراء على الأنبياء عليهم السلام، فقد عصمهم الله من ذلك، فإذا كان من المصالح العامة أن الذين يصيبون بالعين يحجزهم الخليفة عن الناس، فكيف يجوز ذلك على الأنبياء وقد أمرهم الله تعالى أن يخالطوا الناس لتعليمهم مصالح دينهم ودنياهم، وهذا ينفي أن يكون نبي من الأنبياء يصيب الناس بالعين، ولو أصابوا بالعين لكان ذلك سببا لنفور الناس وهربهم منهم، ثم إن الذي يصيب بالعين ويؤذي الناس ويقتلهم هو صاحب نفس خبيثة، وهذا مستحيل على أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام فهم أزكى خلق الله نفوسا وأطهر خلق الله باطنا وظاهرا، نقاءً وصفاءً، وأبعد خلق الله عن خبث النفس ورذالة الأعمال، فمن نسب إليهم غير ذلك فإنه منتقص لهم مكذب للإسلام يلزمه أن يتراجع عن ذلك وينطق بالشهادتين للرجوع إلى الإسلام.

والإمام النووي رحمه الله بريء من ذلك.

ـ[209]       (طبعة دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى سنة 1407هـ، المجلد الثامن ص130).

ـ[210]       الأذكار (طبعة دار المنهاج الطبعة الأولى سنة 1425هـ).

ـ[211]       الأذكار (ص/515).

ـ[212]       الأذكار (طبعة مكتبة المتنبي – القاهرة ص284).