(الـمنْصُوبَاتُ خَمْسَةَ عَشَرَ وَهِىَ: الـمفْعُولُ بِهِ) (عَدَّ أَوَّلًا في الأَوَّل الـمرفوعات عَدًّا، ثُمَّ فَصَّلَ كُلًّا مِنْها، كَذلِكَ يَعُدُّ الـمنصُوبات عَدًّا) نـحو: ضَربتُ زيدًا (الـمفْعُولُ بِهِ هُوَ الذي وَقَعَ عَلَيْهِ الفِعْل)، فَزَيْدًا مفْعولٌ بِهِ منصوبٌ، (والـمصْدَرُ) نـحو: ضَرَبْتُ ضَرْبًا (الـمصْدَرُ هُوَ اسـم الفِعْل. ضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْبًا، ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهابًا، جاءَ يَجِيءُ مـجيئًا هذا هُو الـمصْدَر وَيَكونُ مَنْصُوبًا وعلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَة الظاهِرَةُ في ءاخِرِهِ في هذه الـحال. أَمَّأ إِذا قُلْتَ “ذَهابُ عَمْرٍ ما أَعْجَبَنِي”، هنا لا تَقُول “ذَهابُ” مَصْدَر مَنْصُوب، بَل مبتَدأ مَرفوع)، فَضَرْبًا مَصْدَرٌ مَنصُوبٌ، ويُعَبَّر عَنْهُ بالـمفْعُول الـمطْلَق، (وَظَرْفُ الزَّمانِ) (أي الذي يَدُلّ على وَقْت حُصُول الفِعْل. الوَقت الذي حَصَل الفِعْلُ فِيهِ. في اللُغَةَ الظَّرْف ما يَحْتَوِي غَيرَهُ. ظَرْفُ الشىء أي ما الشىءُ فِيهِ. ظَرْفُ الزَّمان يَعْنِي ما يَدُلَّ على الزَّمان الذي جَرَى فِيهِ الفِعْل) نـحو: صُمْتُ اليوْمَ، فَصُمْتُ فعلٌ وفاعِل، واليومَ مَنْصُوبٌ على الظَّرْفيةِ الزَّمانِيةِ، (وَظرفُ الـمكانِ) (هُوَ كَظَرْف الزّمان لَكِنْ يَدُلُّ على الـمكان الذي جَرَى فِيهِ الفِعْل مِثْل: أمام، فَوْق، تَحْت، عِنْدَ) نـحو: جَلَسْتُ أَمامَ الكَعْبَةِ، فجَلَسْتُ فِعلٌ وفاِعل، وأمامَ منْصوبٌ على الظَّرفيةِ الـمكانِيةِ، والكعبةِ مُضافٌ إليهِ، (والـحالُ) نـحو: جاءَ زيدٌ راكبًا (الـحال يَدُلُّ على الـحالِ عِنْدَ حُصُولِ الفِعْل. يَدُلُّ على مَا انبَهَمَ مِنَ الهَيْئات. تَكون هَيْئَة غَير مُبَيَّنَة كما لَوْ قُلْتَ جاءَ زَيْدٌ، لا يُعْرَف على أَيِّ هَيْئة جاءَ، فَإذا قُلْتَ راكِبًا، بَيَّنْتَ الهَيْئةَ التي جاءَ عَلَيْها. “راكِبًا” يَكونُ حالًا)، فَجاءَ زَيدٌ فِعلٌ وفاعِل، وراكبًا حالٌ مِنْ زيدٌ منْصوبٌ بجاءَ، (والتَّميزُ) نـحو: ﴿وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونَاً﴾ [سورة القمر/12] (يَدُلُّ على مَا انبَهَمَ مِنَ الذَّوات) فَفَجَّرْنا فعلٌ وفاعِل، والأرْضَ مفعولٌ بهِ، وعُيُونًا تمييزٌ منصوبٌ بفَجَّرْنا، (والـمسْتَثْنَى) (الـمسْتَثْنَى يَكونُ مَنْصُوبًا والـمستَثْنَى هُوَ لـما تَذْكُرُ حُكْمًا ثُمّ تستَثْنِي شيئا مِنْ هذا الـحكُم بِأَداة مِنْ أَدَوات الاسْتِثْناء يَعِني تُبَيِّن أَنَّ شيئا غيرُ داخِل تَحْتَ هذا الـحكم. “قامَ القَوْمُ إلّا زيدًا”، هُنا بَيَّنْتَ أَنَّ زَيْدًا ما دَخَلَ في القِيام، ما قامَ) نـحو: قامَ القَوْمُ إلّا زيدًا، فالقوْمُ فاعِلُ قامَ، وإلّا أداةُ استثناءٍ، وَزيدًا منْصُوبٌ على الاسْتثناءِ بإلّا، (واسـم لا) نـحو: لا غُلامَ رَجُلٍ حاضِرٌ، (هذه لا النّافيةُ للـجنسِ اسـمها يَكونُ مَنْصُوبا. ليسَت هي لا التي هِيَ حَرْفُ عَطْف. هُناك لا التي تَنْفِي الـجنْس. لا أَحَدَ في الدّار. لا رَجُلَ قائِم.) فَلا نافِيَةُ للـجنسِ تنْصِبُ الاسـم وترفعُ الـخبرَ، وغلامُ اسـمها منصوبٌ بالفتحةِ، ورجلٌ مضافٌ إليهِ، وَحاضرٌ خَبرُها مَرفوعٌ بالضّمة، (والـمنادَى) نـحو: يا غُلامَ زَيْدٍ، فَيا حَرْفُ نِداءٍ، وغُلامَ مُنادى منْصوبٌ بالفتحة لأنَّهُ مُنادَى مُضاف، وَزيْدٍ مُضافٌ إِليهِ (لـما تُنادِي بِيا مَثَلًا الـمنادَى يَكونُ في مَحَلّ نَصْب. “يا غُلامَ زَيْدٍ”. غُلامَ مُنادَى مَنْصُوبٌ وَعلامَةُ نَصْبِهِ الفتْحَةٌ الظاهِرَة في ءاخِرِه، يَأْتِي تَفْصِيلُها إنْ شاءَ الله)، (وَخَبرُ كانَ وأخواتِها) نـحو: كانَ زيدٌ قائِمًا، فكانَ فِعلٌ ماضٍ ناقِص يَرفعُ الاسـم وينْصِبُ الـخبر، وزَيدٌ اسـمها مَرفوعٌ، وقائِمًا خبرُها منصوبٌ، (واسـم إِنَّ وأَخَواتِها) نـحو: إنَّ زَيدًا قائمٌ، فإنَّ حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَنَصْبٍ تَنْصِبُ الاسـم وَتَرْفَعُ الـخبَر، وَزيدًا اسـمها مَنصوبٌ، وقائمٌ خَبرُها مَرفوعٌ، (والـمفعولُ مِنْ أَجْلِهِ) (يَعْنِي الذي مِنْ أَجْلِهِ فُعِلَ الفِعْل يَدُلُّ عَلَيْهِ اسـمهُ. زُرْتُكَ مَحَبَّةً فِيكَ. لأَجْلِ ماذا زُرْتُكُ؟ محبَّةً مَفعولٌ لأجْلِهِ) نـحو: قامَ زَيْدٌ إِجْلالًا لِعَمْرو، فَقامَ زيدٌ فِعْلٌ وَفاعِلٌ، وَإجْلالًا مَفعولٌ لأجْلِهِ مَنْصوبٌ بِقامَ، لِعَمرٍو جارٌ ومـجرور مُتَعَلّقٌ بإجْلالًا، (والـمفعولُ مَعَهُ) نـحو: سِرْتُ وَالنِّيلَ (المفعول معه هُوَ الذي حَصَلَ مَعَهُ الفِعْل، أَيْ سِرْتُ أَنا مع النِّيل. عِنْدما يُعْطِي الـمعَنى “مع” هذا يَكونُ مَفْعُول مَعَهُ. جاءَ الأمِيرُ والـجيشَ أَيْ مَعَ الـجيْشِ. أَمّا لـما تَقُولُ جاءَ الأَمير والـجيشُ هُنا قَدْ يَكونانِ أَتَيا مَعًا وقَدْ يَكونانِ لـم يَأْتِيا مَعًا. هذه واو العطف ليست واو المعية)، فَسِرْتُ فعلٌ وفاعِلٌ، والنِّيلَ الواوُ واوُ الـمعِيَّة وَالنيلُ مفعولٌ مَعَهُ مَنصوبٌ بِسِرْتُ، (والتّابِعُ لِلـمنْصُوبِ وهُو أَربعةُ أشياءٍ: النَّعْتُ) نـحو: رَأَيْتُ زَيدًا العاقِلَ، (وَالعَطْفُ) نـحو: رَأيتُ زيدًا وعمرًا، (والتَّوْكِيدُ) نـحو: رأيتُ زيدًا نفسَهُ، (والبَدَلُ) نـحو: رَأَيْتُ زيدًا أَخاكَ، وإِعرابُ الأمثلةِ ظاهِرٌ. واللهُ سبحانه وتعالى أَعلـم وَأحْكَم.