الإثنين ديسمبر 8, 2025

باب ما يقول عند الـمريض إذا عاده

  • عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن النبي r قال: «من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مراتٍ: «أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك» إلا عافاه الله من ذلك الـمرض». هذا حديث حسن أخرجه أبو داود. وقال الترمذي: حسن غريب.
  • عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «إذا عاد أحدكم مريضا([1]) فليقل: اللهم اشف عبدك، ينكأ([2]) لك عدوا أو يمشي لك إلى الصلاة». هذا حديث حسن أخرجه أبو داود.
  • عن عبد الله بن سلمة([3]) أن عليا اشتكى فقال: اللهم إن كان أجلي حضر فأرحني، وإن كان نازلا فصبرني، وإن كان لي أجل فعافني، قال: فمر النبي r علي وأنا أقول ذلك فقال: «كيف قلت؟»، قال: فأعدت عليه الكلام، فقال: «اللهم اشفه وعافه»، قال: فشفيت فما شكيت ذلك الوجع بعد. وفي روايةٍ: فضربني برجله([4]) وقال: «كيف قلت؟». هذا حديث صحيح أخرجه أحمد.
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي r دخل على أعرابي يعوده، كان النبي r إذا دخل على مريضٍ يعوده قال: «لا بأس([5]) طهور إن شاء الله([6])»، فقال: «لا بأس طهور إن شاء الله»، قال: قلت: طهور؟! بل حمى تفور([7]) أو تثور على شيخٍ كبيرٍ تزيره القبور، فقال النبي r: «فنعم إذا»([8]). هكذا أخرجه البخاري.
  • عن شرحبيل الجعفي رضي الله عنه قال: كنا عند النبي r إذ جاءه أعرابي طويل ينتفض، فقال: يا رسول الله، شيخ كبير به حمى تفور تزيره القبور، فقال النبي r: «شيخ كبير فيه حمى تفور وهي له كفارة وطهور»، فأعادها فقال له النبي r: «أما إذا أبيت فهو كما تقول، وما قضى الله فهو كائن»، فما أمسى من الغد إلا ميتا. هذا حديث حسن غريب أخرجه أبو نعيمٍ في «الصحابة» عن الطبراني.
  • عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه أن رسول الله r دخل على أعرابي وهو محموم فقال: «كفارة وطهور»، فقال الأعرابي: بل حمى تفور على شيخٍ كبيرٍ تزيره القبور، فقام النبي r وتركه. هذا حديث حسن غريب أخرجه أحمد.
  • عن سلمان رضي الله عنه قال: عادني رسول الله r وأنا عليل فقال: «يا سلمان شفى الله سقمك([9])، وغفر ذنبك، وعافاك في دينك وجسمك إلى ءاخر مدة أجلك».

هذا حديث غريب أخرجه الحاكم في كتاب الدعاء من «الـمستدرك» وصححه، وقال الذهبي في «مختصره»: سنده جيد. وليس كما قال، وقد تم التوهم فيه عليه وعلى الحاكم قبله، فإنه سقط من السند بين شعيب وأبي هاشم رجل.

وقد أخرجه ابن السني عن أحمد بن محمودٍ الواسطي عن محمد بن الحسين الكوفي عن جندلٍ عن شعيبٍ عن أبي خالدٍ، قال: حدثنا أبو هاشم. وأبو خالد هذا هو محمد بن خالدٍ الواسطي، وهو ضعيف جدا، كذبه أحمد وابن معينٍ وغيرهما.

[1])) أي: زاره في مرضه.

[2])) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (9/608): «وقال ابن سيده: نكأ العدو نكاية أصاب منه».

وقال المناوي في فيض القدير (1/402): «(إذا عاد أحدكم مريضا)، أي: زاره في مرضه (فليقل) في ذهابه له ندبا (اللهم اشف عبدك ينكأ) من النكاية بالكسر القتل والإثخان وهو مجزوم على أنه جواب الأمر ويجوز رفعه بتقدير فإنه ينكأ (لك عدوا) من الكفار (أو يمشي لك إلى صلاةٍ) وفي روايةٍ إلى «جنازةٍ» جمع بين النكاية وتشييع الجنازة لأن الأول كدح في إنزال العقاب على عدو الله والثاني في إنزال الرحمة». مختصرا.

[3])) قال ابن سيد الناس في النفح الشذي (3/299): «وسلمة بكسر اللام».

[4])) أي: تنبيها على وجه الـملاطفة.

[5])) أي: لا بأس عليك مما تجده.

[6])) أي: مرضك بلاء وصبرك عليه مطهر لك من ذنوبك إن شاء الله.

[7])) أي: حمى تغلي في البدن كغلي القدور. قال البدر العيني في عمدة القاري (25/148): «(بل هي حمى تفور) من الفوران وهو الغليان. قوله: (تزيره) من أزاره إذا حمله على الزيارة والضمير الـمرفوع فيه يرجع إلى الحمى، وهذه اللفظة كناية عن الـموت». مختصرا.

[8])) يفسرها رواية الطبراني في «الكبير» وفيها: «قال النبي r: «أما إذا أبيت فهي كما تقول، وما قضى الله فهو كائن»، قال: فما أمسى من الغد إلا ميتا».

[9])) قال ابن علان في الفتوحات الربانية (4/72): «بفتحتين، أي: سقمك وضم فسكون، أي: سقمك، أي: مرضك».