وأخرَج أحمَدُ مِن حَديثِ مالِكٍ الأشعَرِيّ أنّه([2]) جَمَعَ قَومَه فصَلَّى بهِم الظُّهرَ، فكَبَّرَ فقَرأَ ثُمّ كَبَّر فَركَعَ ثُمّ كَبَّر فَخَرَّ ساجِدًا ثُمّ كَبَّر فَرَفَع، وذكَرَ الحدِيثَ وقال: «إنَّها صَلاةُ رَسولِ اللهِ r».
وأخرَجَه ابنُ ماجهْ مِن حَديثِ أبِي مُوسَى الأشعَرِيّ بلَفظِ: «كانَ رَسُولُ اللهِ r يُكَبِّرُ في كُلِّ رَفْعٍ وخَفْضٍ وقِيامٍ وقُعُودٍ».
وأَخرجَ البَزّارُ عن أبِي مُوسَى أنّه قال: «لقَد صلَّى بِنا عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ صَلاةً كُنّا نُصَلِّيها معَ رَسولِ اللهِ، فكانَ يُكَبِّرُ إذَا سَجَدَ وإذَا رَفَعَ» وذَكَر الحديثَ.
وأسانِيدُ هذِه الطُّرُق كُلِّها حِسانٌ.
هذا حديثٌ صحِيحٌ أخرجَه ابن خُزيمة في صحيحه، وزاد ابن حِبّانَ: «وَبَرَكاتُهُ» وكذا زادها أبو العبّاس السَّرّاجُ ولَفظُه: كان النَّبِيُّ r يُسَلِّمُ عَن يَمِينِه وعَن يَسارِه حتَّى يُرَى بَياضُ خَدِّه: «السَّلَامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ»، وقد أخرجه أبو داود عن مُسدَّدٍ ع أبِي الأحوَصِ وليسَ فِيه: «وَبَرَكاتُهُ».
هذا حدِيثٌ حسَنٌ أخرجَه أبو داود عن عَبْدةَ بنِ عبدِ الله والسَرَّاجُ عن محمّدِ بنِ رافعٍ كلاهُما عن يَحيَى بن ءادمَ، ولَم أرَ عِندهُم: «وَبَركاتُهُ» في الثانِية.
[1])) قال الحافظ العسقلانيّ في الفتح (2/270): «هو عامٌّ في جَمِيع الانتِقالاتِ في الصّلاةِ لكِن خُصَّ مِنهُ الرَّفعُ مِن الرُّكوعِ بالإجماعِ فإنّه شُرعَ فيه التَّحمِيدُ».
[2])) أي: مالِكًا الأشعرِيَّ.
[3])) بِفَتح الحاء المهمَلة، كذا ضبطَه الـمَجدُ بن الأثير في جامع الأصول (12/894).
الإشعارات