الأحد ديسمبر 7, 2025

باب ما يقوله من به صداع أو حمى أو غيرهما
من الأوجاع

  • عن يونس بن يزيد عن الزهري أن نافع بن جبير بن مطعمٍ أخبره قال: حدثنا عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله r وجعا يجده في جسده منذ أسلمن فقال لي: «ضع يدك على الذي يألمك من جسدك وقل: بسم الله، ثلاثا، وقل سبع مراتٍ: أعوذ بعزة الله([1]) وقدرته من شر ما أجد وأحاذر([2])». هذا حديث صحيح أخرجه مسلم والنسائي في «الكبرى».
  • عن الأغر أبي مسلمٍ عن أبي هريرة وأبي سعيدٍ أنه شهد عليهما أنهما شهدا على رسول الله r قال: «إذا قال العبد: لا إلـٰـه إلا الله والله أكبر، قال الله([3]): صدق عبدي لا إلـٰـه إلا أنا وأنا أكبر([4])، وإذا قال العبد: لا إلـٰـه إلا الله وحده، قال الله، صدق عبدي لا إلـٰـه إلا أنا وحدي، وإذا قال العبد: لا إلـٰـه إلا الله لا شريك له، قال الله: صدق عبدي، لا إلـٰـه إلا أنا ولا شريك لي، وإذا قال العبد: لا إلـٰـه إلا الله، له الـملك وله الحمد، قال الله: صدق عبدي، لا إلـٰـه إلا أنا، لي الـملك ولي الحمد، وإذا قال العبد: لا إلـٰـه إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله: صدق عبدي لا إلـٰـه إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بي». وفي روايةٍ: «من قاله في مرضه([5]) ثم مات لم يدخل النار». وفي روايةٍ: «من رزقهن عند موته لم تمسه النار». هذا حديث صحيح أخرجه النسائي في «الكبرى» وابن ماجه.
  • عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام أتى النبي r فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: «نعم»، فقال: بسم الله أرقيك من كل شيءٍ يؤذيك من شر كل نفسٍ وعين حاسدٍ والله يشفيك. زاد عفان في روايته: بسم الله أرقيك. زاد عفان في روايته: بسم الله أرقيك. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.
  • عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله r أن جبريل عليه السلام أتاه وهو موعوك([6]) فقال: «بسم الله أرقيك من كل أذى يؤذيك ومن كل حاسدٍ إذا حسد ومن كل عينٍ والله يشفيك». هذا حديث حسن أخرجه أحمد.
  • عن عمار بن ياسرٍ رضي الله عنهما أنه دخل على رسول الله r وهو يوعك، فقال له رسول الله r: «ألا أعلمك رقية علمنيها جبريل عليه السلام؟»، قال: بلى يا رسول الله، قال: فعلمه: «بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داءٍ يعنيك([7])، خذها فلتهنيك([8])». هذا حديث حسن أخرجه الطبراني في «الدعاء».
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله r يعلمنا من الأوجاع كلها ومن الحمى أن نقول: «بسم الله الكبير([9])، أعوذ بالله العظيم من شر عرقٍ نعارٍ([10]) ومن شر حر النار». هذا حديث غريب أخرجه أحمد.

[1])) قال شيخنا رحمه الله: «هذا توسل، معناه: أسألك يا رب بعزتك وقدرتك أن تحميني من شر هذا المرض. وقوله: «عزة الله» هي سلطانه وقهره، عزة الله صفته، ولا يوصف بها الخلوق، {والله عزيز ذو انتقامٍ} [سورة ءال عمران: 4]، أي: له العزة، أي: موصوف بالعزة».

[2])) قال الطيبي في شرح المشكاة (4/1337): «الحذر هو الاحتراز عن مخوفٍ منه».

[3])) وكلام الله عز وجل الذي هو صفته أزلي أبدي لا يتخلله انقطاع أو تعاقب؛ بل هو كلام واحد لا يبتدأ ولا يختتم، ليس حرفا ولا صوتا ولا لغة، وليس معنى ما في الحديث أن الله يردد الكلام خلفنا، تنزه الله عن مشابهة الخلق.

[4])) أي: أعظم من كل عظيم قدرا وشأنا لا جثة وحجما، فإن الله عز وجل ليس جسما ولا يشبه الأجسام.

[5])) أي: الذي يموت فيه.

[6])) أي: محموم. قال ابن الأثير في النهاية (3/434): والوعك الحمى، والـموعوك الـمحموم».

[7])) قال ابن الأثير في النهاية (3/314): «(من كل داءٍ يعنيك)، أي: يقصدك، يقال: عنيت فلانا عنيا إذا قصدته، وقيل: معناه من كل داءٍ يشغلك».

[8])) أي: ليكون لك بها الهناء.

[9])) قال شيخنا رحمه الله: «الله أكبر من كل كبيرٍ قدرا وعظمة لا حجما، لأن الله منزه عن الحجم».

[10])) قال ابن الأثير في النهاية (5/81): «نعر العرق بالدم إذا ارتفع وعلا، وجرح نعار ونعور إذا صوت دمه عند خروجه». وقال ابن الجوزي في غريب الحديث (2/419): «يقال نعر العرق بالدم إذا سال دمه».