باب ما يقوله من مات له ميت
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيرا منها“، قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف الله لي خيرا منه: رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم[1].
وعن أبي زيد أسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه وابن حبه رضي الله عنهما قال: أرسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم إن ابني قد احتضر فاشهدنا. فأرسل يقرئ السلام ويقول: “إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب” فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي ابن كعب وزيد بن ثابت ورجال رضي الله عنهم، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي، فأقعده في حجره ونفسه تقعقع ففاضت عيناه. فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: “هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده. وفي رواية: في قلوب من شاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء“. متفق عليه[2].
[1] صحيح مسلم، كتاب الجنائز.باب ما يقال عند المصيبة.
[2] صحيح البخاري،كتاب الجنائز، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته. صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت.