الخميس مارس 28, 2024

باب ما يقوله زائر القبور

ففي صحيح مسلم[1]، عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون؛ اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد“.اهـ

وفي سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه[2]، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج إلى المقبرة فقال: “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون“.اهـ

وفي سنن الترمذي[3]، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة، فأقبل عليهم بوجهه فقال: “السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر” قال الترمذي: حديث حسن.اهـ

وفي صحيح مسلم[4]، عن بريدة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: “السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية“.اهـ

قال النووي في الأذكار[5]: ويستحب للزائر الإكثار من قراءة القرآن والذكر، والدعاء لأهل تلك المقبرة وسائر الموتى والمسلمين أجمعين. ويستحب الإكثار من الزيارة، وأن يكثر الوقوف عند قبور أهل الخير والفضل.اهـ

قلنا: ويستحب كذلك رفع اليدين عند القبر للدعاء للميت، ففي صحيح مسلم[6] عن السيدة عائشة رضي الله عنها  قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع. فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج. ثم أجافه رويدا. فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري. ثم انطلقت على إثره. حتى جاء البقيع فقام. فأطال القيام. ثم رفع يديه ثلاث مرات. ثم انحرف فانحرفت. فأسرع فأسرعت. فهرول فهرولت. فأحضر فأحضرت. فسبقته فدخلت.اهـ وفي ءاخره أخبرها أن جبريل عليه السلام جاءه: فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم. قالت: قلت: كيف أقول لهم – تعني في زيارة القبور- يا رسول الله،  قال: “قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منكم ومنا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون “.اهـ

قال النووي في شرح صحيح مسلم[7]: قولها: (جاء البقيع فقام، فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات) فيه: استحباب إطالة الدعاء وتكريره، ورفع اليدين فيه.اهـ

[1]  صحيح مسلم ، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها.

[2]  سنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب ما يقول إذا زار القبور أو مر بها. سنن النسائي، كتاب الطهارة، حلية الوضوء. سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الحوض. وإسناده صحيح كما قال الحافظ النووي في الأذكار (1/192) وغيره.

[3] سنن الترمذي، أبواب الجنائز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، باب ما يقول الرجل إذا دخل المقابر.

[4]  صحيح مسلم ، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها.

[5]  الأذكار،كتاب أذكار المرض والموت وما يتعلق بهما، باب ما يقوله زائر القبور. (1/193).

[6]  صحيح مسلم ، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها.

[7]  شرح صحيح مسلم للنووي، تتمة كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها.(7/43، الطبعة المصرية بالأزهر)