باب ما ورد في قراءة القرءان عند القبر
روى الحافظ البيهقي في السنن الكبرى[1]: أن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما استحب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة البقرة وخاتمتها.اهـ
وحسنه الحافظ النووي في الأذكار[2]، وقال الحافظ ابن حجر في أماليه: هذا موقوف حسن أخرجه أبو بكر الخلال. اهـ ونقله المحدث ابن علان الصديقي في شرح الأذكار[3]. وفي الروض المربع في الفقه الحنبلي للشيخ منصور البهوتي ما نصه[4]: وصح عن ابن عمر أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عنده بفاتحة البقرة وخاتمتها قاله في المبدع.اهـ وقال الحافظ النووي في رياض الصالحين[5]: قال الإمام الشافعي رحمه الله: ويستحب أن يقرأ عنده شيء من القرءان وإن ختموا القرءان كله كان حسنا. اهـ وسنعقد إن شاء الله بابا خاصا في بيان أن قراءة القرءان تنفع أمواتنا المسلمين.
[1] السنن الكبرى، جماع أبواب التكبير على الجنائز، باب ما ورد في قراءة القرءان عند القبر (4/93، دار الكتب العلمية)
[2] الأذكار،كتاب أذكار المرض والموت وما يتعلق بهما، باب ما يقوله بعد الدفن، (1/187، مكتبة الباز)
[3] الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية، كتاب أذكار المرض والموت وما يتعلق بهما، باب ما يقوله بعد الدفن (4/194، دار إحياء التراث العربي)
[4] الروض المربع بشرح زاد المستنقع، كتاب الجنائز، فصل في حمل الميت ودفنه.(1/160، دار الجيل)، وإلى أولئك المانعين بغير حق قراءة القرءان على القبر، ويقدسون ابن القيم، نقول لهم: قال ابن القيم في كتابه الروح (ص/17، دار الكتب العلمية) المسئلة الأولى وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا: وقد ذكر عن جماعة من السلف أنهم أوصوا أن يقرأ عند قبورهم وقت الدفن، قال عبد الحق: يروى أن عبد الله بن عمر أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة. وممن رأى ذلك المعلى بن عبد الرحمن، وكان الإمام أحمد ينكر ذلك أولا حيث لم يبلغه فيه أثر ثم رجع عن ذلك. ثم أورد آثارا ذكرها الخلال في كتاب الجامع، القراءة عند القبور، منها: وقال الحسن بن الصباح الزعفراني: سألت الشافعي عن القراءة عند القبر، فقال: لا بأس بها، وذكر الخلال عن الشعبي قال: كانت الأنصار إذا مات لهم الميت اختلفوا إلى قبره يقرءون عنده القرآن. اهـ
[5] رياض الصالحين، كتاب عيادة المريض وتشييع الميت والصلاة عليه وحضور دفنه والمكث عند قبره بعد دفنه، باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة للدعاء له والاستغفار والقراءة، (ص/386، دار إحياء الكتب العربية)