باب ما روي عن جماهير الصحابة وأعلام الدين وأئمته رضي الله عنهم في إثبات القدر
باب ما روي عن جماهير الصحابة وأعلام الدين وأئمته رضي الله عنهم في إثبات القدر [1]
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، نا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، نا الحاكم بن نافع الحمصي، نا عطاف بن خالد، عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أبيه قال: سمعت أبي يذكر أنه سمع أبا بكر الصديق يقول: قلت: يا رسول الله أنعمل على ما قد فرغ منه أم على أمر مؤتنف؟ فقال: “على أمر قد فرغ منه” قلت: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال: “كل ميسر لما خلق له“.
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني الحافظ، أنا أبو نصر العراقي، نا سفيان بن محمد الجوهري، نا علي بن الحسن، نا عبد الله بن الوليد، نا سفيان الثوري، عن [فطر] [2] بن خليفة، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي بكر الصديق قال: “خلق الله الخلق فكانوا قبضته [3]، فقال لمن في يمينه ادخلوا الجنة بسلام وقال لمن في الآخرى ادخلوا النار ولا أبالي فذهبت إلى يوم القيامة”.
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا أبو المثنى، نا محمد بن المنهال، نا يزيد بن زريع، نا كهمس، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر قال: خرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن حاجين أو معتمرين قال: فلقينا عبد الله بن عمر فقلنا: يا أبا عبد الرحمن قد ظهر فينا أناس يقرءون القرءان يزعمون أن لا قدر وإنما الأمر أنف، قال: حدثني عمر بن الخطاب أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجاء رجل فقال له: أخبرني ما الإيمان؟ قال: “أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره وحلوه ومره وبالبعث بعد الموت” قال: صدقت [4].
فهذا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أيضا مناظرة موسى مع ءادم عليه السلام وقد مضى ذكره [5]، وروي عنه أنه قال: موقوفا عليه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد [عن] [6] إبراهيم بن حميد الأسناني، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا سليمان بن حرب، نا حماد بن زيد، عن مطر الوراق، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر قال: لما تكلم معبد ها هنا فيما تكلم به من القدر فحججت أنا وحميد بن عبد الرحمن فلما قضينا حجنا قلنا: لو ملنا فلقينا من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما جاء به معبد من القدر، فذهبنا نؤم أبا سعيد وابن عمر فلما دخلنا المسجد إذا نحن بابن عمر فاكتنفناه فقدمني حميد وكنت أحرص [7] على المنطق منه، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إن قوما نشئوا قبلنا من أهل العراق وقرأوا القرءان وتفقهوا في الإسلام يقولون لا قدر، قال: فإن لقيتهم فأخبرهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء وهم منه براء، والله لو أن لأحدهم جبال الأرض ذهبا فأنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر، حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن ءادم وموسى اختصما إلى الله في ذلك فقال موسى: أنت ءادم الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة، فقال ءادم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه وأنزل عليه التوراة فهل وجدته قدر علي قبل أن يخلقني؟ قال: نعم، فحج ءادم موسى، فحج ءادم موسى ثلاثا.
ثم ذكر عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الإيمان [8].
وروينا عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسح ظهر ءادم وإخراج ذريته منه وقوله: “خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، وخلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون” [9].
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان، نا أبو قلابة، نا عبد الصمد، نا شعبة، عن سليمان بن أبي المغيرة، عن عمرو بن ميمون قال: سمعت عمر رضي الله عنه لما طعن قال: {وكان أمر الله قدرا مقدورا} [سورة الاحزاب/38].
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق، أنا الحسن بن علي بن زياد، نا ابن أبي أويس، نا محمد بن علية [10] الخزاز، عن حماد بن عمرو الأسدي، عن حماد بن ثلج، عن ابن مسعود قال: كان عمر بن الخطاب كثيرا ما يقول على المنبر:
خفض عليك فإن الأمور *** بكف الإله مقاديرها
فليس يأتيك منهيها *** ولا قاصر عنك مأمورها [11]
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، نا أحمد بن سلمان، نا محمد بن عبد الله بن سليمان، نا هناد، نا أبو الاحوص، عن عطاء بن السائب، عن ميسرة، عن علي رضي الله عنه أنه قال: “إن أحدكم لن يخلص الإيمان إلى قلبه حتى يستيقن يقينا غير ظن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ويقر بالقدر كله”.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا بشر بن موسى، نا أبو عبد الرحمن المقرئ، نا أبو حنيفة، عن الهيثم، عن الشعبي، عن علي أنه خطب الناس على منبر الكوفة فقال: “ليس منا من لم يؤمن بالقدر خيره وشره”.
أخبرنا أبو القاسم الحرفي، نا أحمد بن سلمان، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني قال: حدثني أبي، نا هاشم بن القاسم، نا عبد العزيز يعني ابن أبي سلمة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين قال: ذكر عده القدر يوما فأدخل أصبعه السبابة والوسطى فيه فرقم بهما باطن يده فقال: “أشهد أن هاتين الوقمتين كانتا في أم الكتاب”.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الفقيه، أنا أبو سهل المهرجاني، أنا أبو جعفر الحذاء، نا علي بن المديني، نا حماد بن أسامة، نا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه قال: قال علي: “والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لإزالة الجبال عن أماكنها أهون من إزالة ملك مؤجل”.
وأخبرنا محمد بن أبي المعروف قال: نا أبو سهل الإسفرايني، نا أبو جعفر الحذاء، نا علي بن المديني، نا محمد بن خازم، نا الاعمش، عن شقيق قال: قال عبد الله هو ابن مسعود: “لأن أعالج جبلا راسيا أحب إلي من أن أعالج ملكا مؤجلا”.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الحسن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن جعفر بن موسى بن جعفر المعروف بالموسوي بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الروضة يقول: سمعت أبي يذكر عن ءابائه أن علي بن موسى الرضا كان يقعد في الروضة وهو شاب ملتحف بمطرف خز فيسأله الناس ومشايخ العلماء في المسجد فسئل عن القدر فقال: قال الله عز من قائل: {إن المجرمين في ضلال وسعر* يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر* إنا كل شئ خلقناه بقدر} [سورة القمر/47-48-49] ثم قال الرضا: كان أبي يذكر عن ءابائه أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كان يقول: إن الله خلق كل شئ بقدر حتى العجز والكيس وإليه المشيئة وبه الحول والقوة.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو الطيب يوسف بن أحمد الديرعاقولي، نا أبو القاسم حمزة بن القاسم السمسار، نا الصلت بن الهيثم الضرير، نا الحسن بن علي الشعراني، نا أبي، نا أبو جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه قال: قال أبي الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: والله ما قالت القدرية بقول الله ولا بقول الملائكة ولا بقول النبيين ولا بقول أهل الجنة ولا بقول أهل النار ولا بقول صاحبهم إبليس، فقالوا له: تفسره لنا يا ابن رسول الله؟ فقال: قال الله عز وجل: {والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء} [سورة يونس/25] الآية، وقالت الملائكة: {سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا} [سورة البقرة/32]، وقال نوح عليه السلام: {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم} [سورة هود/34] الآية، فأما موسى عليه السلام فقال: {إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء} [سورة الأعراف/155] الآية، وأما أهل الجنة فإنهم قالوا: {الحمد لله الذي هدانا لهذا} [سورة الأعراف/43] الآية، وأما أهل النار فإنهم قالوا: {لو هدانا الله لهديناكم} [سورة إبراهيم/21] الآية، وأما أخوهم إبليس قال: {فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم} [سورة الأعراف/16] الآية. فزعمت القدرية بأن الله لا يغوي.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا محمد بن إسحاق الصغاني، نا أبو الجواب، نا عمار بن زريق، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد قال: قال علي: فذكر الحديث في تركه الاستخلاف فقال له عبد الله بن سبع فما تقول لربك إذا لقيته وقد تركتنا هملا، قال: أقول: اللهم استخلفتني فيهم ما بدا لك ثم قبضتني وتركتك فيهم فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو العباس، نا محمد، نا أبو الجواب، نا عمار، عن محمد بن علي السلمي قال: جاء رجل إلى علي فذكر الحديث إلى أن قال علي: أنا عبد الله: كتب الله علي أعمالا لا بد أن أعملها.
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو عمرو بن مطر، أنا جعفر بن محمد بن الليث الزيادي، نا الربيع بن يحيى الأشنائي أبو الفضل، نا سفيان الثوري، عن محمد بن جحادة، عن قتادة، عن أبي السوار العدوي قال: قال الحسن بن علي: قضي القضاء وجف القلم وأمور تقضى في كتاب قد سبق.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفان، نا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن خيثمة، عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة فذكروا قول عبد الله: من أحي لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت عائشة: رحمة الله على ابن أم عبد حدثكم أول حديث لم تسألوه عن ءاخره، إن الله إذا أراد بعبد خيرا قيض له ملكا قبل موته بعام فسدده ويسره حتى يموت وهو خير ما كان ويقول الناس: مات فلان وهو خير ما كان، فإذا حضر أري ثوابه من الجنة فجعل يتهوع بنفسه ود لو خرجت فلذلك حيث أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإذا أراد بعبد شرا قيض الله له شيطانا قبل موته بعام يفتنه ويصده ويضله حتى يموت حين يموت وهو شر ما كان ويقول الناس: مات فلان وهو شر ما كان فإذا حضره رأى ما أعد الله له في النار فجعل يبتلع نفسه كراهية للخروج فعند ذلك يبغض لقاء الله والله للقائه أبغض.
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو عمرو بن السماك، نا محمد بن الفرج، نا أبو همام الدلال، نا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عبيد بن سعد، عن عائشة أنه ذكر لها خروجها فقالت: كان بقدر.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن خشيش المقرئ بالكوفة، أنا إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأزدي، أنا أحمد بن حازم، أخبرنا أبو نعيم، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الله بن ربيعة قال: كنا جلوسا عند عبد الله فذكر القوم رجلا من خلفه فقال عبد الله: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تعيدوه؟ قالوا: لا، قال: فيده؟ قالوا: لا، قال: فرجله، قالوا: لا، قال: فإنكم لا تستطيعون أن تغيروا خلقه حتى تغيروا خلقه، إن النطفة تستقر في الرحم أربعين ليلة ثم تنحدر دما ثم تكون علقة ثم تكون مضغة ثم يبعث إليه ملك فيكتب رزقه وخلقه وأجله وشقي أو سعيد.
أخبرنا أو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق بن أبي الفوارس الصيدلاني قالوا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الحسن بن مكرم، نا سعيد بن عامر، عن ابن عون قال: دخلنا على أبي وائل فقلنا: حدثنا ما سمعت من عبد الله قال: سمعت عبد الله يعني ابن مسعود يقول: الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره، فقلنا: يا أبا وائل ما تقول في الحجاج؟ قال: سبحان الله نحن نحكم على الله [12].
أخبرنا أبو القاضي وأبو سعيد الصيرفي قالا: نا أبو العباس الأصم، نا العباس بن محمد الدوري، نا أبو الجواب، نا عمار بن رزيق، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق قال: قال عبد الله وهو ابن مسعود: “لا يؤمن العبد حتى يؤمن بالقدر [و] [13] يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ولأن أعض على جمة حتى تطفأ أحب إلي من أن أقول لأمر قضاه الله ليته لم يكن”.
أخبرنا أبو [الحسين] [14] بن بشران العدل ببغداد، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، نا الحسن بن مكرم، نا إسحاق بن سليمان، نا أو سنان سعيد بن سنان الشيباني قال: سمعت وهب بن خالد الحمصي، يحدثنا عن ابن الديلمي قال: وقع في نفسي شئ من القدر فأتيت أبي بن كعب فقلت: يا أبا المنذر وقع في نفسي شئ من القدر خفت أن يكون فيه هلاك ديني أو أمري، فقال: يا ابن أخي إن الله عز وجل لو عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم، ولو أن لك مثل أحد ذهبا أنفقته في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار، ولا عليك فلسألته فقال كثل ذلك. قال إسحاق: قص القصة كلها كما قال أبي غير أني اختصرته وقال لي ولا عليك أن تأتي حذيفة بن اليمان فتسأله، فأتيت حذيفة بن اليمان فسألته فقال لي مثل ذلك. قال ابو يحيى: فقص أيضا القصة كما قال أبي، وقال ائت زيد بن ثابت فسله، فأتيت زيد بن ثابت فسألته فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله عز وجل لو عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كنت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أن لك مثل أحد ذهبا أنفقته في سبيل الله عز وجل ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنه إن مات على غير هذا دخل النار” [15].
وروينا قبل هذا عن كثير بن مرة عن ابن الديلمي عن سعد بن أبي وقاص مثل هذا [16].
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا موسى بن الحسن بن عباد، أنا القعنبي، نا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي الاسود الدئلي قال: قلت لعمران بن حصين: إني جلست مجلسا ذكروا فيه القدر فقال عمران: يعلم الله الذي لا إله إلا هو، لو أن الله عذب أهل السموات والأرض عذبهم وهو غير ظالم لهم حين يعذبهم ولو رحمهم كانت رحمته أوسع لهم، وستقدم المدينة فسل عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب عن ذلك. فقدمت المدينة فجلست مجلسا فيه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب فسألت أبي بن كعب فقال أبي: والله الذي لا إله إلا هو لو أن الله عذب أهل السموات وأهل الأرض لعذبهم حين عذبهم وهو غير ظالم لهم، وحدثني ابن مسعود بمثل ذلك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي الإسفرايني الحاكم، نا محمد بن أحمد بن يوسف، نا بشر بن موسى، نا خلاد بن يحيى، نا [فطر] [17]، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا الحجاج الأزدي قال: لقيت سلمان الفارسي بأصبهان فقلت له: يا أبا عبد الله ألا تخبرني عن الإيمان بالقدر كيف هو؟ قال: أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولا تقل لو كان كذا لكان كذا” [18].
وأخبرنا أبو القاسم الحرفي ببغداد، نا أحمد بن سلمان، نا معاذ بن المثنى، نا عبد الله بن سوار، نا حماد بن ثابت أن أبا الدرداء ذهب مع سلمان الفارسي يخطب عليه امرأة من بني ليث فذكر فضل سلمان وسابقته وإسلامه وذكر بأنه يخطب إليهم فتاتهم فلانة فقالوا: أما سلمان فلا نزوجه ولكنا نزوجك، ثم خرج فقال: يا أخي إنه قد كان شئ وإني لأستحي أن أذكره لك، قال: وما ذاك؟ قال: فأخبره أبو الدرداء بالخبر، فقال سلمان: أنا أحق أن أستحي منك أن أخطبها وكان الله تعالى قضاها لك.
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، نا أحمد بن عبيد [19]، نا أحمد بن علي الخزاز، نا علي بن الجعد الجوهري، نا عبد الواحد بن [سليم] [20] قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سألت الوليد بن عبادة بن الصامت كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت؟ قال: دعاني فقال لي: يا بني اتق الله واعلم أنك لن تتقي الله ولن تبلغ العلم حتى تؤمن بالله وحده وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: كيف لي أن أؤمن بالقدر خيره وشره، قال: تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك على هذا القدر فإن مت على غير هذا دخلت النار، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن أول ما خلق الله خلق القلم [21] فقال له اكتب، فقال له ما أكتب يا رب؟ قال: القدر، قال: فجرى في تلك الساعة بما كان وبما هو كائن إلى الأبد” [22].
أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة، أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، أنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، أنا وكيع، عن الأعمش، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس قال: ذكرت القدرية عند ابن عباس فقال: ها هنا منهم أحد، فقلت: لو كان ما كنت تصنع؟ قال: كنت ءاخذ برأسه ثم أقرأ عليه ءاية كذا وءاية كذا، قال طاوس: فتمنيت أن كل قدري كان عندنا.
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو عثمان البصري، نا محمد بن عبد الوهاب، أنا يعلى بن عبيد، نا سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: “لو أخذت رجلا من هؤلاء الذين يقولون لا قدر لأخذت برأسه ثم قلت لولا ولولا”.
قال: ونا سفيان، عن أبي هاشم، عن مجاهد قال: قيل لابن عباس: إن أناسا يقولون في القدر، قال: يكذبون بالكتاب، لئن أخذت بشعر أحدهم [لأنصونه] [23] إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا ثم خلق القلم فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه.
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو محمد دعلج بن أحمد، نا محمد بن إبراهيم الكناني قال: حدثني يحيى بن واقد الطائي، أنا هشيم بن بشير.
أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور النضروي، نا أحمد بن نجدة، أنا سعيد بن منصور، نا هشيم، نا منصور بن زاذان، عن الحكم بن عيينة، عن أبي ظبيان قال: سمعت ابن عباس قال: “إن أول ما خلق الله القلم وأمره أن يكتب ما هو كائن فكتب فيما كتب: {تبت يدا أبي لهب} [سورة المسد/1] لفظ حديث سعيد.
أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أحمد بن إسحاق بن أيوب، نا بشر بن موسى، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن الليث، عن شهر بن حوشب، قال: قال ابن عباس لعائشة: “ما سميت أم المؤمنين إلا لتسعدي وإنه لاسمك قبل أن تولدي”.
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أنا أبو الحسن الطرائفي، نا عثمان بن سعيد، نا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: {وبشر الذين ءامنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم} [سورة يونس/2] يقول: “سبقت لهم السعادة في الذكر الأول” [24].
وفي قوله: {وهم لها سابقون} [سورة المؤمنون/61] يقول: “سبقت لهم السعادة” [25].
وفي قوله: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} [سورة التغابن/11]: “لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه” [26].
وفي قوله: {وهديناه النجدين} [سورة البلد/10] قال: “الضلالة والهدى” [27].
أنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني علي بن حمشاذ، نا إسماعيل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا حماد بن زيد، عن الزبير بن الخريت، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان الهدهد يدل سليمان على الماء، فقلت: وكيف ذلك والهدهد ينصب له الفخ يلقى عليه التراب، فقال: اعضك [28] الله بهن أبيك ولم يكن [29]، إذا جاء القضاء ذهب البصر [30].
ورواه أيضا سعيد بن جبير عن ابن عباس [31].
أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجان، أنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي، نا محمد بن إبراهيم البوشنجي، نا ابن بكير، نا مالك، عن زياد بن سعد، عن عمرو بن مسلم، عن طاوس اليماني قال: أدركت أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شئ بقدر، قال طاوس: وسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل شئ بقدر حتى العجز والكيس” أو “الكيس والعجز” [32].
قال: ونا مالك، عن يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان عام حج وهو على المنبر يقول: “أيها الناس لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع، ولا ينفع ذا الجد منه الجد، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين”، ثم قال: سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأعواد [33].
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الحسن بن علي [بن] [34] عفان، نا أبو داود، عن سفيان، عن زياد بن فياض، عن أبي حازم قال: دخلت أم الدرداء المسجد فرأت الشيخ يجئ فيصلي ويجيء الشباب فيجلس، فذكرت ذلك لأبي الدرداء فقال: كل يعمل في ثواب قد أعد له.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي المقرئ رحمه الله ببغداد، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نا عبد الرحمن بن مهدي، نا منصور بن سعد، عن عمار مولى بني هاشم قال: سألت أبا هريرة عن القدر فقال: “كيف بآخر سورة القمر”.
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسن المصري، نا مقدام بن داود، نا عمي موسى، نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص: لقد عجبت لك في ذهنك وعقلك كيف لم تكن من المهاجرين الأولين؟ فقال له عمرو: وما أعجبك يا عمر من رجل قلبه بيد غيره لا يستيقن التخلص منه إلا إلى ما أراد الذي هو بيده، فقال عمر: صدقت.
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني، أنا أبو الشيخ، نا محمد بن العباس بن أيوب، نا أحمد بن الفرج الكندي، نا بقية قال: حدثني حبيب بن عمر الأنصاري، عن أبيه قال: سألت واثلة بن الأسقع، عن الصلاة خلف القدري قال: لا تصل خلف القدري أما أنا لو صليت خلفه لأعدت صلاتي.
أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا هلال بن العلاء، نا أبي [35]، نا أبو الوليد، نا أبي، نا الوليد بن مسلم، عن الليث بن سعد، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن عمرو بن العاص قال: عجبت من الرجل يفر من القدر وهو مواقعه، ومن الرجل يرى القذاة في عين أخيه ويدع الجذع في عينه، ومن الرجل يخرج الضغن من نفس أخيه ويدع الضغن في نفسه، وما تقدمت على أمر قط فلمت نفسي على تقدمي عليه وما وضعت سري عند أحد فلمته على أن أفشاه، وكيف ألومه وقد وضعت. وفي رواية أبي سعيد: وقد ضقت.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه والثوري، عن علي بن بذيمة، عن مجاهد في قوله عز وجل: {إني أعلم ما لا تعلمون} [سورة البقرة/30] قال: “علم من إبليس المعصية وخلقه لها” [36].
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا: نا أبو العباس هو الأصم، نا العباس بن محمد، نا محمد بن عبيد، نا العلاء بن عبد الكريم، عن مجاهد في قوله: {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون} [سورة المؤمنون/63] قال: “أعمال لا بد لهم من أن يعملوها” [37].
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، نا أبو العباس الأصم، نا يحيى بن أبي طالب، نا أبو منصور وهو الحارث بن منصور الواسطي، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح وعلي بن بذيمة، عن مجاهد أنه كان يقرأ: غلبت علينا شقاوتنا.
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا الحجاج، نا حماد، عن حميد قال: قدم الحسن مكة، فكلمني فقهاء أهل مكة أن أكلمه فيجلس لهم يوما، فكلمته، فقال: نعم، فاجتمعوا وهو على سرير فخطب يومئذ، فوالله ما رأيته قبل ذلك اليوم ولا بعد ذلك اليوم ما بلغ منه يومئذ، فقال له رجل: يا أبا سعيد من خلق الشيطان؟ قال: سبحان الله، وهل من خالق غير الله، خلق الشيطان وخلق الشر وخلق الخير، فقال الرجل: ما لهم قاتلهم الله كيف يكذبون على هذا الشيخ [38].
وأخبرنا أبو الحسين، أنا عبد الله، نا يعقوب، نا الحجاج، نا حماد بن زيد، عن خالد قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، ءادم خلق للأرض أن للسماء؟ قال: ما هذا يا أبا منازل قال: فقال: خلق للأرض، قال: فقلت: أرأيت لو أنه استعصم فلم يأكل من الشجرة؟ قال: لم يكن له بد من أن يأكل منها لأنه خلق للأرض [39].
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، نا أحمد بن سلمان الفقيه، نا محمد بن سليمان، نا الحجاج بن المنهال، نا حماد بن سلمة، عن حميد قال: قرأت القرءان كله على الحسن في بيت أبي خليفة ففسره على الاثبات، فسألته عن قوله: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين} [سورة الشعراء/200] قال: “الشرك بالله، سلكه الله في قلوبهم” [40].
وسألته عن قوله عز وجل: {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون} [سورة المؤمنون/63] قال: أعمال سيعملونها ولم يعملوها.
وسألته عن قوله عز وجل: {ما أنتم عليه بفاتنين* إلا من هو صال الجحيم} [سورة الصافات/162-163] قال: “ما أنتم عليه بمضلين إلا من هو صال الجحيم” [41].
[أخبرنا] [42] أبو [الحسين بن بشران] [43] العدل ببغداد، أنا أبو جعفر الرزاز، نا محمد بن عبد الله، نا يونس بن محمد، نا حماد هو ابن سلمة، عن خالد الحذاء، عن الحسن في قوله: {ولذلك خلقهم} [سورة هود/119] قال: “خلق هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه” [44].
أخبرنا أبو الحسين بن [بشران] [45]، نا أحمد بن سلمان الفقيه، نا أبو داود سليمان بن الأشعث، عن الحسن في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} [سورة الحجر/12] قال: “الشرك بالله” [46].
أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا أبو بكر بن داسة، نا أبو داود، نا ابن كثير، نا سفيان، عن رجل قد سماه غير ابن كثير، عن سفيان [عن] [47] عبيد الصيد، عن الحسن في قول الله عز وجل: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} [سورة سبإ/54] قال: “بينهم وبين الإيمان” [48].
قال: ونا أبو داود، نا موسى بن إسماعيل، نا حماد، أخبرني حميد قال: كان الحسن [يقول] [49]: لأن يسقط من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يقول: الأمر بيدي [50].
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الربيع بن سليمان، نا أسد بن موسى، نا سعيد بن سالم، عن رباح بن أبي معروف، عن مروان موسى، نا سعيد بن سالم، عن رباح بن أبي معروف، عن مروان مولى هند بنت المهلب قال: دعا معبد إلى القدر علانية فما كان أحد أشد عليه في التفسير والرواية والكلام من الحسن، فغبت في وجه خرجت فيه ثن قدمت فألقى معبدا فقال لي: أما شعرت أن الشيخ قد وافقني فاصنعوا ما شئتم بعد يعني الحسن، فقلت في نفسي: أما والله على ذلك أبدأ بأول منه ءاتيه فذهبت حتى أتيته، فاستأذنت عليه فلما دخل قلت: يا أبا سعيد قول الله تبارك وتعالى: {تبت يدا أبي لهب وتب* ما أغنى عنه ماله وما كسب* سيصلى نارا ذات لهب} [سورة المسد/1-2-3] كان في أم الكتاب قبل أن يخلق الله عز وجل أبا لهب؟ فقال: سبحان الله ما شأنك، نعم والله، وقبل أن يخلق أبا أبيه، قال: فقلت: فهل كان أبو لهب يستطيع أن يؤمن حتى لا يصلى هذه النار؟ قال: لا والله ما كان يستطيع، قال: أحمد الله هذا الذي كنت عهدتك عليه، إن الذي دعاني إلى ما سألتك أن معبدا الجهني أخبرني أنك قد وافقته، قال: كذب لكع كذب لكع.
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا سليمان بن حرب، نا حماد بن زيد، عن خالد الحذاء: أن رجلا من أهل الكوفة كان يقدم البصرة فكان لا يأتي الحسن من أجل القدر، فلقيه يوما في الطريق فسأله فقال: يا أبا سعيد: {ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك} [سورة هود/118-119] قال: نعم، أهل رحمته لا يختلفون، قال فقوله: {ولذلك خلقهم} [سورة هود/119] قال: خلق هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار، قال: فقال الرجل لا أسأل عن الحسن بعد اليوم.
وبإسناده قال: نا سليمان بن حرب، نا أبو هلال قال: دخلت أنا ونصر أبو خزيمة على الحسن وذاك يوم الجمعة ولم يكن جمع، فقلت: يا أبا سعيد أما جمعت؟ فقال: أردت ذاك ولكن منعني قضاء الله عز وجل.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا يحيى بن أبي طالب، نا عبد الوهاب بن عطاء، نا عوف، عن الحسن قال: خلق الله الخلق بقدر وخلق الآجال بقدر وخلق الأرزاق بقدر وخلق العافية بقدر وخلق البلاء بقدر، وأمر ونهى [51].
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف المهرجاني، أنا بشر بن أحمد المهرجاني، نا أحمد بن بن الحسين بن نصر الحذاء، نا علي بن المديني، نا محمد بن [خازم] [52]، نا عاصم الأحول، عن الحسن قال: إن الله خلق خلقا وقدر رزقا وقدر المصيبة وقدر عافية فمن كذب بشئ من هذا فقد كذب بالقرءان.
قال: وحدثنا علي، نا عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن: من كذب بالقدر كذب بالقرءان [53].
أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا أبو بكر بن داسة، نا أبو داود، نا محمد بن عبيد، أنا [سليم] [54]، عن ابن عون قال: كنت أسير بالشام فناداني رجل من خلفي فالتفت فإذا رجاء بن حيوة فقال: يا أبا عون ما هذا الذي يذكرون عن الحسن؟ قال: قلت: إنهم يكذبون على الحسن كثيرا [55].
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو النعمان، نا حماد بن زيد، عن أيوب قال: كذب على الحسن ضربان من الناس: قوم القدر رأيهم فينحلونه [56] الحسن لينفقوه في الناس، وقوم في صدورهم شنان [57] وبغض للحسن فيقولون: أليس يقول الحسن كذا أليس يقول كذا [58].
أخبرنا أبو القاسم الحرفي، نا أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، نا إسماعيل، عن منصور بن عبد الرحمن [الغداني] [59] قال: قلت للحسن: قوله عز وجل: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} [سورة الحديد/22] قال: سبحان الله ومن يشك في هذا، كل مصيبة من [60] السماء والأرض ففي كتاب الله: قبل أن نبرأ النسمة [61].
أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو عبد الله [الحسين بن عمر] [62] بن برهان في ءاخرين قالوا: أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا الحسن بن عرفة، نا علي بن ثابت الجزري، عن عكرمة بن عمار اليمامي قال: سمعت سالم بن عبد الله يلعن القدرية.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا محمد بن علي، نا عبد الله بن رجاء، نا عكرمة يعني ابن عمار قال: سمعت القاسم وسالما يلعنان القدرية، قالوا لعكرمة: من القدرية؟ قال: الذين يزعمون أن المعاصي ليست بقدر.
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطان، نا أحمد بن يوسف، نا محمد بن يوسف قال: ذكر سفيان عن عمر بن محمد قال: جاء رجل إلى سالم بن عبد الله قال: رأيت رجلا زنى، فقال: يستغفر الله، قال: كتبه الله عليه؟ قال: نعم، قال: فيعذبه وقد كتبه عليه؟ فأخذ كفا من حصا فحصبه.
أخبرنا أبو بكر القاضي، أنا أبو سهل بن زياد القطان، نا بشر بن موسى الأسدي، نا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن ابن لهيعة قال: حدثني عمرو بن شعيب قال: كنت عند سعيد بن المسيب إذ جاءه رجل فقال: يا أبا محمد إن أناسا يقولون قدر الله كل شئ ما خلا الأعمال، فغضب سعيد غضبا لم أره غضب مثله قط حتى هم بالقيام ثم قال: فعلوها فعلوها ويحهم لو يعلمون، أما إني قد سمعت فيهم حديثا كفاهم به شرا، فقلت: وما ذلك يا أبا محمد رحمك الله؟ فقال: حدثني رافع بن خديج، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “سيكون في أمتي أقوام يكفرون بالله وبالقرءان وهم لا يشعرون” فقلت: يا رسول الله كيف يقولون؟ قال: “يقرون ببعض القدر ويكفرون ببعض، يقولون الخير من الله والشر من الشيطان” وذكر الحديث بطوله [63].
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق، أنا الحسن بن علي بن زياد، نا سعيد بن سليمان، نا عبد الواحد بن [سليم] [64] قال: سألت عطاء بن أبي رباح فقلت: إن أناسا من أهل البصرة يقولون في القدر، قال: تقرأ القرءان؟ قلت: نعم، قال: إقرأ الزخرف فقرأت: {حم* والكتاب المبين} [سورة الزخرف/1-2] قال: أتدري ما القرءان العربي؟ قلت: نعم والحمد لله، قال: وما هو؟ قلت: الفرقان الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، قال: صدقت، ثم قرأت: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} [سورة الزخرف/4] قال: أتدري ما أم الكتاب؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هو الكتاب الذي كتبه قبل أن يخلق السموات وقبل أن يخلق الأرض، فيه أن فرعون من أهل النار، و{تبت يدا أبي لهب وتب} [65] [سورة المسد/1].
أبو نصر بن قتادة، أنا أبو عمرو بن مطر، أنا جعفر بن محمد بن الليث، نا عثمان بن الهيثم، نا ابن جريج، عن عطاء قال: ما لقيت قدريا قط إلا لقيته منظوما بحمقه.
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو النعمان، نا مهدي، نا غيلان قال: سمعت مطرفا يقول: إني إنما وجدت ابن ءادم كالشئ الملقى بين الله وبين الشيطان فإن أراد الله أن ينعشه [66] اجتره [67] إليه وإن أراد به غير ذلك خلى بينه وبين عدوه.
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا مسلم بن إبراهيم، نا حماد بن زيد قال: قلت لداود بن أبي هند: يا أبا بكر ما تقول في القدر؟ قال: أقول كما قال مطرف بن عبد الله: “لم توكلوا إلى القدر وإلى القدر تصيرون”.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن [عبيد] [68] الله الحرفي، ما أحمد بن سلمان، نا معاذ بن المثنى، نا عبد الله بن سوار وحوثرة قالا: أنا حماد، أنا ثابت، عن مطرف قال: لو كان الخير في كف أحد ما استطاع أن يفرغه في قلبه حتى يكون الله عز اسمه هو الذي يفرغه.
قال: ونا عبد الله بن سوار، نا حماد بن ثابت البناني أن عامر بن عبد الله قال لابني عم له: فوضا أمركما إلى الله تستريحا.
وأخبرنا أبو القاسم الحرفي، نا أحمد بن سلمان، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، نا أبي، نا عبد الله بن الوليد، نا سفيان، عن داود، عن ابن سيرين قال: إن لم يكن أهل القدر من الذين يخوضون في ءايات الله فلا أدري من هم.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق، أنا صالح بن محمد الرازي، نا محمود بن خداش، نا ابن القاسم يعني هاشم، نا صالح المري قال: جاء سلم بن قتيبة إلى محمد بن سيرين فسأله عن شئ من القدر فقال محمد: اختر إما أن تقوم عني وإما أن أقوم عنك.
أخبرنا أبو القاسم الحرفي، نا أحمد بن سلمان، نا عبد الله بن أحمد، حدثني عفان، نا حماد، أنا أبو جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي أن الفضل الرقاشي قعد إليه فذاكره شيئا من القدر فقال له: تشهد. فلما بلغ: من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، رفع محمد عصا معه فضرب بها رأسه وقال: قم، فلما قام قال: لا يرجع هذا عن رأيه أبدا.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا أبو عتبة، نا بقية، نا ابن ثوبان، عن بكر بن أسيد، عن أبيه قال: حضرت محمد بن كعب وهو يقول: إذا رأيتموني أنطق في القدر فغلوني فإني مجنون فوالذي نفسي بيده ما أنزلت هؤلاء الآيات إلا فيهم، ثم قرأ: {إن المجرمين في ضلال وسعر} [سورة القمر/47] إلى ءاخر الآية.
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا منصور النضروي، نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا عتاب بن بشير، عن خصيف قال: انطلقت أنا ومجاهد وذر إلى محمد بن كعب القرظي فسأله ذر عن قوله: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} [سورة المطففين/7] قال: وقد رقم الله عليهم ما هم عالمون في سجين فهو أسفل، والفجار منتهون إلى ما قد رقم الله عليهم. وعن {كتاب الأبرار لفي عليين} [سورة المطففين/18] قال: قد رقم عليهم ما هم عاملون في عليين وهو فوق، فهم منتهون إلى ما قد رقم الله عليهم في عليين [69].
وقال القرظي: وجدت في القرءان ءاية أنزلت في أهل القدر: {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر* إنا كل شئ خلقناه بقدر} [سورة القمر/48-49].
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الرازي، أنا إبراهيم بن زهير [70] الحلواني، نا مكي بن إبراهيم، نا موسى بن عبيدة الربذي، عن محمد بن كعب القرظي في هذه الآية: {قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم} [سورة هود/48] قال: لم يبق مؤمن ولا مؤمنة في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلا قد دخل في ذلك السلام والبركات إلى يوم القيامة، ولم يبق كافر ولا كافرة إلا قد دخل في ذلك المتاع والعذاب الأليم إلى يوم القيامة.
أخبرني أبو عبد الرحمن السلمي فيما قرأت عليه من أصله، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن رجال البزاري، نا أبو الحسين محمد بن إبراهيم الغازي قال: سمعت عمرو بن علي أبا حفص يقول: سمعت ميمون بن زيد يقول: نا [حرب بن سريج] [71] البزار قال: قلت لمحمد بن علي: يا أبا جعفر، إن لنا إماما يقول في هذا القدر فقال: يا ابن الفارسي انظر كل صلاة صليتها خلفه فأعدها، إخوان اليهود والنصارى قاتلهم الله أنى يؤفكون.
فسألت أبو الوليد هشام بن عبد الملك عن حرب بن [سريج] [72] فقال: كان جارنا ولم يكن به بأس.
أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا أبو بكر بن داسة، نا أبو داود، نا ابن كثير، نا سفيان قال: كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر.
قال أبو داود: ونا الربيع بن سليمان المؤذن، نا أسد بن موسى، نا حماد بن دليل قال: سمعت سفيان الثوري يحدثنا، عن النضر. ح. قال أبو داود: وحدثنا هناد بن السري عن قبيصة، نا أبو رجاء، عن أبي الصلت، وهذا لفظ حديث ابن كثير ومعناهم، قال: “كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر فكتب: أما بعد أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره واتباع سنة رسوله وترك ما أحدث المحدثون بعدما جرت سنته وكفوا مؤنته فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها، فإن السنة إنما سنها من قد علم ما في خلافها من الخطإ والزلل والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم فإنهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا ولهم على كشف الأمور كانوا أقدر وبفضل ما فيه كانوا أولى، فإن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم: إن ما حدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم أو رغب بنفسه عنهم فإنهم هم السابقون وقد تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا ما يشفي فما دونهم من مقصر وما فوقهم من محسر [73]، قد قصر قوم دونهم فجفوا وطمح عنهم أقوام فغلوا وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم. كتبت تسأل عن الإقرار بالقدر فعلى الخبير بإذن الله وقعت، ما أعلم [ما] [74] أحدث الناس من محدثة ولا ابتدعوا من بدعة هي أبين أثرا ولا أثبت أمرا من الإقرار بالقدر، لقد ذكره في الجاهلية الجهلاء يتكلمون به في كلامهم وفي شعرهم يعزون به أنفسهم على ما فاتهم ثم لم يزده الإسلام بعد إلا شدة، ولقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير حديث ولا حديثين قد سمعه منه المسلمون يتكلمون به في حياته وبعد وفاته يقينا وتسليما لربهم عز وجل وتضعيفا لأنفسهم أن يكون شئ لم يحط به علمه ولم يحصه كتابه بذلك ولم يمض فيه [قدره] [75] وإنه لمع ذلك في محكم كتابه لمنه اقتبسوه ولمنه تعلموه ولئن قلتم: لم أنزل الله عز وجل ءاية كذا؟ ولم قال الله كذا؟ لقد قرءوا منه ما قرأتم وعلموا من تأويله ما جهلتم وقالوا بعد ذلك: كله بكتاب وقدر وما يقدر يكن وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا، ثم رغبوا بعد ذلك ورهبوا”. ولم يقل ابن كثير: من قد علم [76].
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أحمد بن سهل، نا إبراهيم بن معقل [77]، نا حرملة، نا ابن وهب قال: حدثني مالك أن عمر بن عبد العزيز كان حكيما يقول: لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس، وكان يقول: إن في كتاب الله عز وجل لهؤلاء القدرية علما بينا علمه من علمه وجهله من جهله قوله تعالى: {فإنكم ومت تعبدون* ما أنتم عليه بفاتنين* إلا من هو صال الجحيم} [سورة الصافات/161-162-163] قال مالك: القدرية شر الناس وأرذلهم وقرأ قول نوح عليه السلام: {يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا} [سورة نوح/27] قال مالك: والأنبياء لا يقولون إلا الحق.
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور النضروي، نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا أبو معاوية، نا عمر بن ذر قال: خرجت وافدا إلى عمر بن عبد العزيز في نفر من أهل الكوفة وكان معنا صاحب لنا نتكلم في القدر فسألنا عمر بن عبد العزيز عن حوائجنا ثم ذكرنا له القدر فقال: لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس، ثم قال: قد بين الله ذلك في كتابه: {فإنكم وما تعبدون* أنتم عليه بفاتنين* إلا من هو صال الجحيم} [سورة الصافات/161-162-163]. فرجع صاحبنا ذلك عن القدر.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن أبي نصر الداربردي بمرو، نا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، نا القعنبي فيما قرأ على مالك عن عمه أبي سهيل قال: كنت أمشي مع عمر بن عبد العزيز فاستشارني في القدرية فقلت: أرى أن تستتيبهم فإن تابوا وإلا عرضتهم على السيف، فقال عمر بن عبد العزيز: وذلك رأيي، قال مالك: وذلك رأيي.
أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو عبد الله بن برهان وغيرهما قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا الحسن بن عرفة، نا إسماعيل بن علية، عن مخزوم [78]، عن يسار قال: قال عمر بن عبد العزيز في أصحاب القدر يستتابون فإن تابوا وإلا نفوا من ديار المسلمين.
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور النضروي، نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور قال: نا حماد بن زيد، عن أبي مخزوم النهشلي قال: قال عمر بن عبد العزيز: يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله فمن أحسن فليحمد الله ومن أساء فليستغفر الله فإن عاد فليسغفر الله، فإنه لا بد لأقوام أن يعملوا أعمالا كتبها الله عليهم ووضعها في رقابهم [79].
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أنا أبو عبد الله الصفار، نا أحمد بن محمد البرتي، نا مسلم بن إبراهيم، نا الحارث بن عبيد أبو قدامة الإيادي، نا مطر الوراق، عن رجاء بن حيوة قال: قال عمر بن عبد العزيز لمكحول: إياك أن تقول في القدر ما يقول هؤلاء، يعني غيلان وأصحابه.
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطان، نا أحمد بن يوسف، نا محمد بن يوسف قال: ذكر سفيان عن ثور، عن خالد بن معدان قال: ما من عبد إلا له عينان في وجهه يبصر بهما أمر الدنيا وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللذين في قلبه فأبصر بهما ما وعد بالغيب فأمن الغيب بالغيب، وإذا أراد الله بعبد غير ذلك تركه على ما فيه ثم قرأ: {على قلوب أقفالها} [80] [سورة محمد/24].
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفان، نا حسين بن علي، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن موسى بن أبي كثير أبي الصباح قال: الكلام في القدر [والإرجاء] [81]: الزندقة.
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا العباس بن الوليد بن صبح، نا عبيد بن أبي السائب قال: حدثني أبي قال: قال لي رجاء بن حيوة إذا أتيت بلال بن سعد فقل له إن رجاء بعثني إليك وقد كره أن يقرأ عليك السلام ويقول: اللهم إنه بلغني أنك تكلم الكلام من كلام المكذبين بمقادير الله عز وجل فإن كان وقع ذلك في نفسك فقد وقع في نفسك شر، وإن يك ذلك زيغا أو خطأ فراجع من قريب حتى يعلم المكذبون بمقادير الله أن قد فارقتهم وتركت ما هم عليه.
قال: وحدثنا العباس، نا مروان بن محمد قال: حدثني سعيد بن عبد العزيز قال: رمي بلال بن سعد بالقدر فأصبح فتكلم في قصصه فقال: رب مسرور مغبون والويل لمن له الويل ولا يشعر بأكل وشرب وقد حق عليه في علم الله أنه من أهل النار أو نحوه.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا أبو سهل بن زياد القطان، نا عبد الله بن روح، نا شبابة بن سوار، نا الحكم بن عمر الرعيني قال: أرسلني خالد بن عبد الله إلى قتادة وهو بالحيرة أسأله عن مسائل فكان فيما سألت قلت: أخبرني عن قول الله عز وجل: {إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصائبين والنصارى والمجوس والذين أشركوا} [سورة الحج/17] هم مشركو العرب؟ قال: لا ولكنهم الزنادقة المنانية الذين يجعلون لله شريكا في خلقه، قالوا: إن اللخ يخلق الخير وإن الشيطان يخلق الشر وليس لله على الشيطان قدرة.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا محمد بن يونس، نا سعيد بن عامر، نا جويرية بن أسماء، عن سعيد بن أبي عروة قال: سألت قتادة عن القدر قال: تسألني عن رأي العرب والعجم، إن العرب في جاهليتها وإسلامها كانت تثبت القدر. وأنشدني في ذلك بيت شعر:
ما كان يطغى غول [82] كل تنوفة *** إلا في كتاب قد خلا مسطور
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد، أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزاق، أنا معمر قال: كان ابن طاوس جالسا فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم قال: فأدخل ابن طاوس إصبعيه في أذنيه وقال لابنه: أي بني أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد لا تسمع من كلامه شيئا. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف.
قال: ونا عبد الرزاق قال: قال لي إبراهيم بن أبي يحيى: إني أرى المعتزلة عندكم كثيرا، قال: قلت: نعم وهم يزعمون أنك منهم قال: أفلا تدخل مهي هذا الحانوت حتى أكلمك؟ قلت: لا، قال: لم قلت لأن القلب ضعيف وإن الدين ليس لمن غلب.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، نا أبو عبد الرحمن بن إبراهيم القماط، نا أبو سعيد الاشج، نا الحكم بن سليمان الكندي قال: سمعت الأوزاعي وسئل عن القدرية فقال: لا تجالسوهم، قيل: أرأيت إن كانوا معنا في قرية أو مدينة فدعونا إلى طعام؟ قال: أجبهم ولا تأكل.
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: سمعت ابن بكير يحدث، عن الليث، عن عبيد الله بن عمر قال: تلا يحيى بن سعيد هذه الآية يوما: {وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم} [سورة الحجر/21] فقال جميل بن نباتة العراقي: يا أبا سعيد أرأيت السحر من خزائن الله التي ينزل؟ فقال يحيى: مه ما هذا من مسائل المسلمين وأفحم القوم، فقال عبد الله بن أبي حبيبة: إن أبا سعيد ليس من أصحاب الخصومة إنما هو إمام من أئمة المسلمين ولكن علي فأقبل، أما أنا فأقول: إن السحر لا يضر إلا بإذن الله، فتقول أنت غير ذلك؟ قال: فسكت ولم يقل شيئا. قال عبد الله: فكأنما كان علينا جبل فوضع عنا.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو جعفر أحد بن عبيد الأسدي بهمذان، نا إبراهيم بن الحسين، نا إسحاق بن محمد الفروي قال: سمعت مالكا يقول: كان عدة من أهل الفضل والصلاح قد ضللهم غيلان بن عبد الله.
قال: وسئل مالك عن تزويج القدري فقال: {ولعبد مؤمن خير من مشرك} [سورة البقرة/221].
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي، نا إبراهيم بن محمود بن حمزة قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت أشهب بن عبد العزيز يقول: قال مالك بن أنس: القدرية لا تناكحوهم ولا تصلوا خلفهم ولا تحملوا عنهم الحديث، وإن رأيتموهم في ثغر فأخرجوهم عناه.
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو العباس الضبعي، نا الحسن بن علي بن زياد، نا عبد العزيز بن عبد الله، نا مالك قال: ما أضل من كذب بالقدر لو لم يكن عليهم حجة إلا قول نوح: {خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن} [سورة التغابن/2] لكفى بها حجة.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو بكر بن إسحاق، أنا الحسن بن علي بن زياد، نا أحمد بن يونس قال: سمعت رجلا يقول لسفيان الثوري: إن لنا إماما قدريا قال: لا تقدموه، قال: ليس لنا إمام غيره، قال: لا تقدموه.
وأخبرنا أبو عبد الله قال: حدثني أبو محمد الحسن بن إبراهيم الفارسي، نا الحسين بن مردويه الفارسي، نا هلال بن العلاء الرقي، نا إدريس بن موسى الينبغي [83]، نا أبي، عن جدي [قال] [84]: جاءت جارية برقعة مختومة دفعتها إلى سفيان يعني الثوري ففضها، وقرأها فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم من داود بن يزيد الأودي إلى سفيان بن سعيد الثوري ما تقول في رب قدير قدر علي وقدر على إرشادي وإصلاحي وعصمتي وتوفيقي فمنعني عن ذلك بقدرته وحجبني بقوته وقد عزم على أن يعذبني بالنار، جار علي أن عدل؟ فكتب سفيان: بسم الله الرحمن الرحيم السلام على من اتبع الهدى وأقر بأن محمدا رسول رب العلى، إن يكن الإيمان والإرشاد والإصلاح والعصمة والتوفيق حقا لك على الله لازما ودينا واجبا فمنعك بقدرته وحجبك بقوته ما هو لك عليه وقد عزم على أن يعذبك بالنار، قلنا: إنه جار عليك ولم يعدل، ومن المحال أن يجوز الله على أحد من خلقه أو لا يعدل عليه، وإن يكن ذلك كله فضلا من الله فالله يؤتي فضله من يشاء والله ذو الفضل العظيم، فإن يكن ها هنا حجة أدحضناها بالحق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال: فكتب إليه داود تائبا إلى الله مما كان عليه مقيما وأنه فوض الأمور كلها إلى رب العالمين.
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، نا أبو الطيب المظفر بن سهل [85] الخليلي، نا إسحاق بن أيوب، عن أبيه أيوب بن حسان قال: سأل رجل ابن عيينة عن القدرية فقال: يا ابن أخي قالت القدرية ما لم يقل الله عز وجل ولا الملائكة ولا النبيون ولا أهل الجنة ولا أهل النار ولا ما قال أخوهم إبليس، قال الله عز وجل: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} [سورة التكوير/29]، وقالت الملائكة: {سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا} [سورة البقرة/32]، وقال النبيون: {وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء} [86] [سورة الأعراف/89]، وقال أهل الجنة: {الحمد لله الذي هدانا لهذا} [سورة الأعراف/43]، وقال أهل النار: {ربنا غلبت علينا شقوتنا} [سورة المؤمنون/106]، وقال أخوهم إبليس: {رب بما أغويتني} [سورة الحجر/39].
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، نا عبد الكبير بن محمد بن عبيد الله بن جعفر بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاري بحلب، نا أبو يوسف البغدادي قال: جاء رجل إلى سفيان بن عيينة فقال: إن ها هنا رجلا يكذب بالقدر، قال: كذب عدو الله وما يقول، لقد سمعت أعرابيا بالموقف وهو أفقه: اللهم إليك خرجت وأنت أخرجتني وعليك قدمت وأنت أقدمتني أطيعك بأمرك ولك المنة علي، وأعصيك بعلمك ولك الحجة علي فأنا أسألك بواجب حجتك وانقطاع حجتي إلا رددتني بذنب مغفور.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر البستي يقول: نا أبو العباس أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي بنيسابور، قدم عليهم حاجا نا سعد بن معافى، نا إبراهيم بن رستم قال: سمعت أبا عصمة نوح بن أبي مريم يقول: سألت أبا حنيفة: من أهل الجماعة؟ قال: من فضل أبا بكر وعمر وأحب عليا وعثمان وءامن بالقدر خيره وشره من الله ومسح على الخفين ولم يكفر مؤمنا بذنب ولم يتكلم في الله بشئ.
أخبرنا أبو القاسم الحرفي، نا أحمد بن سلما، نا عبد الله بن أحمد، نا الوليد بن شجاع، نا علي بن الحسن بن شقيق قال: قلت لعبد الله بن المبارك: سمعت من عمرو بن عبيد؟ فقال هكذا بيده أي كثرة، قلت: فلم لا تسميه وأنت تسمي غيره من القدرية؟ قال: لأن هذا كان رأسا.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله العدل بمرو قال: نا أبو رجاء محمد بن حمدويه السنجي، نا أحمد بن علي قال: سمعت أبا روح يقول: قال ابن المبارك: إن البصراء لا يأمنون من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع الرب، وعمر قد بقي لا يدري ماذا فيه من الهلكات، وفضل قد أعطي لعله مكر واستدراج، وضلالة قد زينت له فيراها هدى، ومن زيغ القلب ساعة أسرع من طرفة عين قد يسلب دينه وهو لا يشعر.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني الحسن بن عيسى [نا حماد بن قيراط] [87] قال: سمعت إبراهيم بن طهمان يقول: الجهمية والقدرية كفار.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا عبد الله بن محمد بن حيان القاضي، نا محمد بن عبد الرحمن بن زياد، أنا أبو يحيى الساجي أو فيما أجاز لي مشافهة، نا الربيع قال: سمعت الشافعي رحمه الله يقول: “لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك بالله عز وجل خير من أن يلقاه بشئ من هذه الاهواء [88]”، وذلك أنه رأى قوما يتجادلون في القدر بين يديه فقال الشافعي: في كتاب الله المشيئة له دون خلقه، والمشيئة إرادة الله، يقول الله عز وجل: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} [سورة التكوير/29] فأعلم خلقه أن المشيئة له، وكان يثبت القدر [89].
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني الزبير بن عبد الواحد الحافظ، نا أبو أحمد حامد بن عبد الله المروزي، نا عمران بن فضالة، نا الربيع بن سليمان قال: سئل الشافعي عن القدر فأنشأ يقول:
ما شئت كان وإن لم أشأ *** وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت *** ففي العلم يجري الفتى والمسن
فمنهم ضقي ومنهم سعيد *** ومنهم قبيح ومنهم حسن
على ذا مننت وهذا خذلت *** وهذا أعنت وذا لم تعن
وفي رواية الربيع قدم البيت الرابع على البيت الثالث.
ورويناه بإسناد ءاخر موصولا عن الربيع عن الشافعي في كتاب “الأسماء والصفات” [90].
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر قال: أنشدني محمد بن أحمد بن حاصر [91] قال: أنشدني أبو علي الهمذاني قال: أنشدنا أبو يعلى الموصلي قال: أنشدونا للشافعي:
قدر الله واقع حيث يقضي وروده *** قد قضى فيك حكمه وانقضى ما يريده
فأراد ما يكون إن لم يكن ما تريده [92].
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الله الجوهري قال: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن يحيى يقول: السنة عندنا أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وهو قول أئمتنا مالك بن أنس وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وسفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة الهلالي، وأن الأعمال والفرائض وأعمال الجوارح في طاعة الله أجمع من الإيمان، وأن القدر خيره وشره من الله عز وجل وقد جف القلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، علم الله من العباد ما هم عاملون وإلى ما هم صائرون، وأمرهم ونهاهم فمن لزم أمر الله عز وجل وءاثر طاعته فبتوفيق الله، ومن ترك أمر الله وركب معاصيه فبخذلان الله إياه، ومن زعم أن الاستطاعة قبل العمل بالجوارح إليه إن شاء عمل وإن شاء لم يعمل فقد كذب بالقدر ورد كتاب الله نصا وزعم أنه مستطيع لما لم يرده الله ونحن نبرأ إلى الله عز وجل من هذا القول، ولكن نقول: الاستطاعة في العبد مع الفعل، فإذا عمل عملا بالجوارح من بر أو فجور علمنا أنه كان مستطيعا للفعل الذي فعل، فأما قبل أن يفعله فإنا لا ندري لعله يريد أمرا فيحال بينه وبين ذلك، والله تبارك وتعالى مريد لتكوين أعمال الخلق، ومن ادعى خلاف ما ذكرنا فقد وصف الله بالعجز وهلك في الدارين، وأن القرءان كلام الله غير مخلوق، وأن الله يرى في الآخرة بالأبصار يراه أهل الجنة، بهذا ندين لله بصدق نية، عليه نحيا وعليه نموت إن شاء الله، وأن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمقدم في التفضيل أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا يعلى حمزة بن محمد العلوي النهدي يقول: سمعت أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن القاسم الحسني وما رأيت علويا أفضل منه زهدا وعبادة يقول: “المعتزلة قعدة الخوارج عجزوا عن قتال الناس بالسيوف فقعدوا للناس يقاتلوهم بألسنتهم أو يجاهدونهم” أو كما قال” انتهى كلام البيهقي.
الهوامش:
[1] انظر المنتقى من كتاب القدر للحافظ البيهقي [ص/234-264].
[2] في الأصل “قطر” والصواب ما أثبتناه كما في ترجمته.
[3] أي في ملكه وقدرته.
[4] أخرجه المصنف أيضا في “شعب الإيمان” [1/202]، وعزاه الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” [1/117] لابن منده.
[5] انظر الرقم التسلسلي [23] و[147].
[6] هنا انتهى النص من الوجه الأول من الورقة رقم 20، وابتدأ الوجه الثاني من الورقة رقم 80 بلفظ: “إبراهيم بن حميد” من غير ذكر لفظ الحديث أو عن.
[7] في الأصل “أحرص منه” فحذفنا كلمة “منه” لأنها وردت فيما بعد.
[8] انظر الرقم التسلسلي [147].
[9] انظر الرقم التسلسلي [50].
[10] كذا في الأصل، وفي “الأسماء والصفات” للمصنف: عتبة.
[11] أخرجه المصنف في “الاسماء والصفات” [ص/332] وقال: “إن صح” اهـ، ثم قال: “قال أهل النظر: قوله: “بكف الإله” أي في ملك الإله وقدرته” اهـ.
[12] أخرج أوله الطبراني في “المعجم الكبير” [9/100].
[13] سقطت من الأصل، انظر الرقم التسلسلي [164].
[14] في الأصل “الحسن” والصواب ما أثبتناه كما في ترجمته.
[15] وانظر الرقم التسلسلي [160] و[304].
[16] انظر الرقم التسلسلي [304].
[17] في الأصل “قطر” والصواب ما أثبتناه كما في ترجمته.
[18] أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير” [6/220] وانظر الرقم التسلسلي [168].
[19] في الأصل: “عبيد الرحمن” مضروبا على لفظ “الرحمن”.
[20] في الأصل “سليمان” والصواب ما أثبتناه كما في ترجمته و”سنن الترمذي” و”مسند الطيالسي”.
[21] معنى هذه الأولية الأولية أي بالنسبة لما بعده.
[22] أخرجه الترمذي في سننه: كتاب القدر: باب [18]، وأبو داود الطيالسي في مسنده [ص/79] عن عبد الواحد بن سليم، وانظر الرقم التسلسلي [169].
[23] في الأصل “لأنصرنه” ولا يستقيم المعنى بذلك، ولعل الصواب ما أثبتناه، قال ابن منظور في “لسان العرب” [مادة: ن ص1، 15/327] ما نصه: “وفي حديث ابن عباس: قال للحسين حين أراد العراق: لولا أني أكره لنصوتك أي أخذت بناصيتك ولم أدعك تخرج” اهـ.
[24] أخرجه ابن جرير في تفسيره [م7/ج11/ص82]، وابن أبي حاتم في تفسيره [6/1922-1923].
[25] أخرجه ابن جرير في تفسيره [م10/ج18/ص34].
[26] أخرجه ابن جرير في تفسيره [م14/ج28/ص123].
[27] أخرجه ابن جرير في تفسيره [م15/ج30/ص200].
[28] في المطبوع “عضك” وهو خلاف الأصل.
[29] كذا في الأصل، وقال المعلق في المطبوع: “في الأصل [ولم] وما أثبت من المستدرك للحاكم” اهـ، والذي أثبته في المتن “أو لم”. قلنا: لا حاجة إلى ما ذهب إليه فإن رواية الأصل سليمة موافقة لمعنى الحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده [5/126] والبغوي في “شرح السنة” [13/120-121] واللفظ له: “سمع رجلا قال: يال فلان، فقال له: اعضض بهن أبيك، ولم يكن، فقال له: يا أبا المنذر ما كنت فحاشا، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا”.
[30] أخرجه الحاكم في “المستدرك” [2/405]، وابن أبي حاتم في تفسيره عن عكرمة بنحوه [9/2859-2860]، وانظر الرقم التسلسلي [224].
[31] أخرجه ابن جرير في تفسيره [م11/ج19/ص/144]، والمصنف أيضا في “شعب الإيمان” [1/232-233].
[32] انظر الرقم التسلسلي [142].
[33] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [19/338-339]، وأخرجه أحمد في طرق أخرى [4/92-93، 97، 98].
[34] سقطت من الأصل، وما أثبتناه من كتب الرجال.
[35] في الأصل تكررت كلمة أبي مرتين.
[36] أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره [1/65]، وابن جرير في تفسيره [م1/ج1/ص213].
[37] أخرجه ابن جرير في تفسيره [م10/ج18/ص/36].
[38] أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب لزوم السنة.
[39] أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب لزوم السنة.
[40] أخرجه ابن جرير في تفسيره [م11/ج19/ص115].
[41] أخرجه ابن جرير في تفسيره [م12/ج23/ص109]، وأخرجه أبو داود في سننه من طريق ءاخر: كتاب السنة: باب لزوم السنة.
[42] في الأصل “أخبر”.
[43] في الاصل ما صورته “إسحاق بن سران”، وما أثبتناه من ترجمته، وقد روى عنه المصنف في كتابه هذا مرات عديدة.
[44] أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب لزوم السنة، وأخرجه ابن جرير في تفسيره [م7/ج12/ص143]، وابن أبي حاتم في تفسيره بنحوه [6/2095].
[45] في الأصل ما صورته: “سران”.
[46] أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب لزوم السنة.
[47] في الأصل “و”، والصواب “عن” كما في سنن أبي داود، و”تحفة الأشراف” [13/167] للمزي.
[48] أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب لزوم السنة.
[49] كلمة “يقول” سقطت من الأصل وأثبتناها من السنن لأبي داود.
[50] أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب لزوم السنة.
[51] أخرجه الفسوي في “المعرفة والتاريخ” [2/47] عن أبي عامر الخزاز عن الحسن، وعن عوف عن الحسن.
[52] في الأصل “حازم” بالحاء المهملة والصواب بالخاء المعجمة كما في ترجمته، وكثيرا ما يرد في الأصل أسماء مهملة من التنقيط فيلتبس الأمر على المعلق على المطبوع، وقد وقع هنا خطأ فاحش فحرف الأصل وأبدل الصواب بالخطإ، فقال ما نصه: “في الأصل [محمد] وما أثبت من مصادر ترجمته” اهـ، والذي أثبته المعلق [عمر بن حازم]، ولم يذكر المصادر التي زعم أنه رجع إليها، فتنبه.
[53] أخرجه عبد الرزاق في مصنفه [11/119]، وأخرجه يعقوب بن سفيان في “المعرفة والتاريخ” [2/44] من طريق ابن عون عن الحسن بلفظ: “من كذب بالقدر فقد كفر”.
[54] في الأصل “سليمان” والصواب ما أثبتناه كما في “سنن أبي داود”، و”تحفة الأشراف” [13/192] للمزي.
[55] أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب لزوم السنة.
[56] نحله القول كمنعه: نسبه إليه [انظر “القاموس” مادة ن ح ل، ص/1371].
[57] الشنان بالفتح البغض، لغة في الشنآن [انظر “مختار الصحاح”/ مادة ش ن ن، ص/146].
[58] أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب لزوم السنة.
[59] في الأصل ما صورته “الغري”، والصواب ما أثبتناه كما في ترجمته.
[60] في الشعب: “بين”.
[61] أخرجه المصنف في “شعب الإيمان” [7/140-141] عن منصور بن عبد الرحمن.
[62] في الأصل “الحسن بن عرفة عمر” والصواب ما أثبتناه كما في ترجمته من “السير” [17/265]، وتابع المعلق على المطبوع تصحيف الأصل وزاد في التحريف، فجاء عنده: “الحين بن عرفة وعمر بن برهان”، أما التحريف فزيادته حرف الواو قبل لفظ عمر، فجعله من مشايخ البيهقي. وانظر الرقم التسلسلي [472] فقد ورد على الصواب.
[63] أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير” [4/245-246]، وانظر الرقم التسلسلي [161].
[64] في الأصل “سليمان” والصواب “سليم” كما في سنن الترمذي، وكتب الرجال.
[65] أخرجه الترمذي في سننه مع زيادة: كتاب القدر: باب [17].
[66] في لسان العرب: “ونعش الإنسان ينعشه نعشا: تداركه من هلكة. وقال ابن السكيت: نعشه الله أي رفعه”. [مادة ن ع ش، 6/356].
[67] في لسان العرب: “الجر الجذب، جره يجره جرا، واجتر واجدر، قلبوا التاء دالا” اهـ [مادة: ج ر ر، 4/125].
[68] في الأصل “عبد” والصواب ما أثبتناه كما في ترجمته، وقد تصحف في المطبوع تبعا للأصل.
[69] انظر “الدر المنثور” للسيوطي [8/444].
[70] تحرفت في المطبوع إلى “ذعير”.
[71] في الأصل: “حارث بن شريح” والتصويب من كتب الرجال.
[72] في الأصل: “شريح” والتصويب من كتب الرجال.
[73] حسره يحسره حسرا: كشفه [انظر القاموس: مادة ح س ر، ص/479] وتحرفت في المطبوع إلى “محسن”.
[74] الزيادة من “سنن أبي داود”.
[75] في الأصل “قدرته” وما أثبتناه من “سنن أبي داود”.
[76] أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب لزوم السنة.
[77] أو مغفل.
[78] كذا بالأصل.
[79] أخرجه الدولابي في “الكنى والأسماء” [2/108].
[80] أخرجه ابن جرير في تفسيره [م13/ج26/ص57]، وأبو نعيم في “حلية الأولياء” [5/212-213].
[81] في الأصل “أبو جاد” والصواب ما أثبتناه كما في “تهذيب التهذيب” [10/327-328] للحافظ ابن حجر بعد البحث في تراجم رواة السند، وقد تصحفت في المطبوع تبعا للأصل.
[82] كذا في الأصل، وفي “العقد الفريد” [2/380]: “قطعي هول”.
[83] كذا بالأصل، ولعلها: الينبعي نسبة إلى ينبع وهي قرية بناحية المدينة.
[84] في الأصل “قالت”.
[85] في شعب الإيمان [1/499] للمصنف: سهيل.
[86] في الأصل “ما كان لنا أن نعود في ملتكم إلا أن يشاء الله”.
[87] في الأصل لا توجد هذه الزيادة، وقد أثبتناها من كتاب “السير” للذهبي [7/381].
[88] بين الحافظ البيهقي مراد الإمام الشافعي بهذا الكلام فقال ما نصه: “إنما أراد الشافعي رحمه الله بهذا الكلام حفصا وأمثاله من أهل البدع، وهذا مراده بكل ما حكي عنه في ذم الكلام وذم أهله، غير أن بعض الرواة أطلقه وبعضهم قيده، وفي تقييد من قيده دليل على مراده” اهـ، [انظر مناقب الشافعي” 1/454].
[89] أخرجه المصنف في “مناقب الشافعي” [1/452-453].
[90] انظر “الأسماء والصفات” [ص/172-173]، ومناقب الشافعي [1/412-413].
[91] في “المناقب” المطبوع: حاضر.
[92] أخرجه المصنف في “مناقب الشافعي” [1/417-418].