باب في ذكر الموت وقصر الأمل
قال الله تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}الآية[الجمعة:8]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أكثروا من ذكر هاذم اللذات ” يعني الموت، رواه الترمذي[1] وقال حديث حسن، وروى البخاري[2] عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بـمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. وعن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن[3].
ويروى[4] عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وتزينوا للعرض الأكبر، وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا.اهـ
[1] سنن الترمذي، كتاب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، باب ما جاء في ذكر الموت.
[2] صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).
[3] انظر مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي، كتاب الزهد. (أبواب في الموعظة ونحوها). باب الإيجاز في الموعظة.
[4] سنن الترمذي، أبواب صفة القيامة.
الإشعارات