باب ذكر وفد نجران
بفتح النون وسكون الجيم بلدة من بلاد همدان من اليمن سميت باسم بانيها نجران بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان، والوفد بسكون الفاء الجماعة الواردون على نحو أمير أو وزير أو ملك بنحو رسالة أو تعرف خبره.
وجاءَ من نجرانَ قومٌ أسلموا *** عِدَّتُهُم عشرونَ لما عَلِموا
بصدقِهِ جاءَ أبو جهل فسَبْ *** وأقْذَعَ القولَ لهم بلا سببْ
فأعرضوا وقولُهُم سلامُ *** ليسَ لنا معْ جاهلٍ كلامُ
قال ابن إسحاق: جاء من نصارى نجران عشرون رجلًا إلى رسول الله وهو بمكة حين بلغهم خبره من الحبشة فوجدوه بالمسجد فقعدوا إليه وكلموه وسألوه عن أشياء فدعاهم إلى الله وتلا عليهم القرءان ففاضت أعينهم من الدمع مما عرفوا من الحق واستجابوا له وأسلموا لما علموا بصدقه وعرفوه بوصفه في كتبهم، وكان رجال من قريش حول الكعبة ينظرون فجاء أبو جهل فسب الوفد وقال: هيبكم الله من ركب بعثكم مَنْ وراءكم من أهل دينكم لتأتوهم بخبر الرجل فلم يطمئن مجلسكم عنده فارقتم دينكم.
وقول الناظم: “وأقذع” بسكون القاف وفتح الذال المعجمة أي أفحش أبو جهل القول لهم بالسب بغير سبب موجب لذلك فاعرضوا عنه وكان قولهم له سلامٌ عليكم لا نجاهلكم ليس لنا مع من هو جاهل كلام لنا ما نحن عليه ولكم ما أنتم عليه قبل، وفيهم نزل: {سلامٌ عليكُم لا نَبْتَغي الجاهلينَ} [سورة القصص].