باب ذكر فراشه ﷺ
أي كيفيته وهو بكسر الفاء وشين معجمة المتاع يوضع تحت الإنسان لينام عليه يقي عنه البرد وأذى الحر.
فِراشُهُ مِنْ أَدَمٍ وحَشْوُهُ *** ليفٌ فلا يُلهي بِعُجبٍ زَهْوُهُ
وربَّما نامَ على العباءةِ *** بثَنْيَتَيْنِ عندَ بعضِ النّسوةِ
وربما نامَ على الحصيرِ *** ما تحتهُ شيءٌ سِوى السَّريرِ
كان فراشه من أدم لفتحتين جمع أديم وهو الجلد المدبوغ وحشوه ليف رواه الشيخان [1]، وقوله: “فلا يُلهي” بضم أوله وكسر ثالثه، بعجب: بالتنوين، زهوه: أي حسن منظره أي لا يؤدي بمنظره الحسن إلى عُجب وكِبْر بل يؤدي إلى تواضع، وربما نام على العباءة يثنيها ثنتين عند بعض نسائه أي تفرش له العباءة إذا نام طاقين تحته، وفي الترمذي عن حفصة [2]: “كان فراشه مِسحًا يثنيه ثنيتين فينام عليه، فلما كان ذات ليلة قلت لو ثنيته بأربع ثنيات كان أوطأ لك فثناه بأربع فلما أبح أمر بردّه لحالته الأولى”، وربما نام على الحصير ما تحته شيء غيره سوى السرير الذي ينام عليه كما جاء نومه على الحصير في الصحيحين وغيرهما [3].
[1] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الرقاق: باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا، ومسلم في صحيحه: كتاب اللباس والزينة: باب التواضع في اللباس والاقتصار على الغليظ منه واليسير في اللباس والفراش وغيرهما.
[2] الشمائل المحمدية [ص/261].
[3] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب اللباس: باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجوز من اللباس والبسط، ومسلم في صحيحه: كتاب الطلاق: باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن، والترمذي في سننه: كتاب الزهد [باب 44].