الخميس نوفمبر 21, 2024

باب ذكر أولاده من الذكور والإناثِ

كانَ لهُ ثلاثةٌ بَنونا *** القاسِمُ الذي به يَكْنونا

بمكةٍ قبلَ النُّبوةِ وُلِدْ *** والطّيّبُ الطَّاهرُ وهْوَ واحِدْ

وهْوَ الصحيحُ واسمهُ عبدُ الله *** وقيلَ بلْ هذانِ فابنانِ سواهْ

والثالثُ ابراهيمُ بالمدينةِ *** عاشَ بها عامًا ونصف سنةِ

وقيلَ معْ نُقصانِ شهرٍ وقضى *** ستةَ عشْرَ فرَطًا لهُ رِضا

وماتَ قاسمٌ لهُ عامانِ *** وعدَّةُ الأولادِ مِنْ نِسوانِ

كان له ثلاثة بنين الأول القاسم الذي كانوا يكنونه به بمكة قبل النبوة، وولد القاسم هذا بمكة قبل النبوة وهو أول أولاده، واختلف هل مات قبل البعثة أو بعدها وبه كان يكنى أبا القاسم.

الثاني: الطيب الطاهر وهو ولد واحد سُمي معًا لأنه ولد في الإسلام على الصحيح واسمه الذي سمي به أولًا عبد الله ثم سمي الطيب الطاهر، وقيل: الطيب والطاهر اثنان سوى عبد الله ذكره ابن عساكر.

الثالث: إبراهيم ولد بالمدينة في ذي الحجة سنة ثمان وعاش بها سنة ونصف سنة على الأشهر، وقيل: مع نقصان شهر يعني سبعة عشر شهرًا ثم قضى أي مات فرطًا أي سابقًا لأبويه له رضي الله تعالى عنه، ومات ابنه القاسم وله عامان كما في طبقات ابن سعد [1]، وقيل: أقل، وقيل: أكثر. وقوله: “وعدة الأولاد” إلى ءاخره يأتي شرحه.

أربعةٌ فاطمةُ البتولُ *** زوَّجها عليًّا الرَّسولُ

وزينبٌ زوَّجها أبا العاصْ *** إبنَ الرَّبيعِ وافيًا ذا إخلاصْ

بوعدهِ وزوَّجَ اثْنتَيْنِ *** تعاقُبًا عُثمانَ ذا النورينِ

رُقيَّةٌ فأمُّ كلثوم تَلِبيْ *** ونِعْمَ ذاكَ الصهرُ عثمانُ الوَليْ

وجملةُ الأولادِ مِنْ خديجةِ *** لكنَّ إبراهيمَ من ماريةِ

وليسَ في بناتِهِ مَنْ أعْقبا *** إلا البتولَ طابَ أمًّا وأبا

أي وعدة أولاده من البنات أربعة اتفاقًا، فاطمة البتول سميت به لأن الله فطمها وذريتها عن النار، زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم عليًّا رضي الله عنه وسنها خمس عشرة سنة ونحو نصف وعمر علي يومئذ نحو العشرين.

وزينب زوجها أبا العاص لقيط بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس وهو ابن خالتها، وافيًا بما يعد صاحب إخلاص بوعده فإنه شهد بدرًا مع الكفار فأسر فأطلقه المصطفى على أن يخلي سبيل ابنته ففعل، وبعد زمن طويل أسلم فردها عليه بنكاح جديد.

وزوج اثنتين تعاقبًا أي واحدة عقب أخرى عثمان ذا النورين سمي به لزواجه إياهما واسمهما رقية وأم كلثوم.

وقول الناظم: “أم كلثوم تلي” أي بعد موت رقية، ونعم ذاك الصهر عثمان الولي لله تعالى.

وجملة أولاده من الذكور والإناث من زوجته خديجة لكن إبراهيم من سريته مارية القبطية، وليس في بناته من أعقب أي عاش بعده إلا فاطمة فعاشت بعده ستة أشهر على الأصح.

وقول الناظم: “طاب” أي طابت فحذف التاء للوزن على حد ولا أرض أبقل إبقالها أي طاب أصلاها أبوها وأمها.

[1] طبقات ابن سعد [1/106].