(الـمبْتَدأُ هُوَ الاسـم الـمرْفُوعُ الْعَارِي عَنِ الْعَوَامِلِ اللّفْظِيَّةِ (أَيْ الذي ما دَخَلَ عَلَيْهِ عامِل لَفْظِيّ رَفَعَهُ. فَهُوَ مَرْفُوع بِعامِل مَعْنَوِيّ، عامِل لا نَلْفِظُهُ في الكلام. وهذا العامل هُوَ الابْتِداء، مَرْفُوع لأَنَّنا ابْتَدَأْنا بِهِ لِنُخْبِرُ عَنْهُ. هذا هُوَ الـمبْتَدَأ) يَعني أنَّ الـمبتدأَ هُوَ الاسـم الـمرفُوعُ العارِي أي الـمـجرَّد عنِ العَوامِلِ اللَّفْظِيَّةِ، فَخَرَجَ بِالاسـم الفِعْلُ والـحرْفُ باعْتِبارِ مَعْناهُما (“قامَ زَيْدٌ” مَثَلًا لا يُقالُ “قامَ” مُبتدَأ. “في الدارِ زَيْدٌ” لا يُقالُ “في” مُبتَدأ. قَدْ يَكون الفِعلُ مُبْتَدَأً لَكِن ليسَ مِنْ حَيثُ مَعنَاهُ كقولك: قَامَ فِعْلٌ مَاضٍ)، فَكُلٌّ مِنْهما لا يَقَعُ مُبْتَدَأً، وَخَرَجَ بِالـمرْفُوعِ الـمنْصُوبُ والـمـجرُورُ بِغيرِ حرفٍ زائِدٍ (الـمنصوب لا يكُونُ مبتَدأً والـمـجرُورُ بِغيرِ حرفٍ زائِدٍ لا يكُونُ مبتَدأً. أَحْيانًا يَدْخُلُ على الاسـم حَرْفُ جَرّ يَكونُ زائِدًا. يَعنِي لَوْ حَذَفْتَهُ لا يَتَغَيَّرُ الـمعنَى. هذا الـحرْفُ الـجرِّ الزائِد يَجُرُّ لَفْظًا لَكِنْ يَكونُ الاسـم مِنْ حَيْثُ الـمعنَى مُبتَدَأً أَحينًا يَحْصُل. فَإنْ لـم يَكُن زائِدًا الـمـجرُورُ لا يَكُونُ مُبتَدَأً. الـمبتَدَأُ مَرفُوع) فَكلٌّ مِنْهُما لا يَقَعُ مُبْتَدَأً، وَخَرجَ بِقَوْلِهِ العارِي عَنِ العَوامِلِ اللَّفْظِيَّةِ ما اقْتَرَنَ بِهِ عامِلٌ لَفْظِيٌّ كَالفاعِلِ وَنائِبِ الفاعِلِ فَلا يُسـمى كُلٌّ منْهُما مُبْتَدَأً (لأنَّ الذي رَفَعَ الفاِعل عامِل لَفْظِيّ وَهُوَ الفِعْل ونائِبُ الفاعِل أَيْضًا الذي رَفَعَهُ هُوَ الفِعْل). (والـخبَرُ هو الاسـم الـمرْفُوعُ الـمسْنَد إِلَيْهِ) (أي إلى الـمبتَدَأ) يَعني أَنَّ الـخبَرَ هُوَ الاسـم الـمرْفُوعُ الـمسْنَدُ إلى الـمبْتَدَأ (أَيْ الذي تُرْجِعُهُ إلى الـمبتَدَأ، تَصِفُ بِهِ الـمبتَدَأ، تَنْعَتُ بِهِ الـمبتَدَأ، تُخْبِرُ بِهِ عَنِ الـمبتَدأ، يقوم بالمبتدأ). (نـحوِ قَوْلِكَ: زَيْدٌ قائِمٌ) (أَسْنَدَتَ القِيامَ إلَى زَيْد فَقائِمٌ اسـم مَرفوعٌ أَسْنَدْتَهُ إلى الـمبتَدَأ فَيَكونُ خَبَرا) هَذا تَمْثيلٌ للـمبتدأ والـخبرِ الـمفْرَدَيْن (زَيْد مُفْرَد وقائِم مُفْرَد)، فَزَيْدٌ اسـم مَرفوعٌ مـجرَّدٌ عَنِ العَوامِلِ اللَّفْظِيَّةِ فَهُوَ مُبْتَدَأ، وَرافِعُهُ الابْتِداء، وَهُو عامِلٌ مَعْنَوِيٌّ لا لَفْظِيٌّ، وَقائمٌ اسـم مَرفوعٌ مُسندٌ إلى الـمبتدأ فهوَ خبرٌ عنهُ مَرْفُوع، ورافِعُهُ الـمبْتَدَأ. (وَالزيدانِ قائِمان) وَهذا مثالٌ لِلـمبتدأ والـخبرِ الـمثَنَّيَيْنِ، فالزيدانِ مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ وعَلامَةُ رفْعِهِ الألِف نِيابَةً عَنِ الضَّمَّةِ لأنَّهُ مُثَنَّى، وَقائِمانِ خَبَرُ الـمبْتَدَأ مَرفوعٌ بِهِ وعَلامَةُ رفعِهِ الألف لأنَّهُ مُثنى. (وَالزَّيدُونَ قائِمونَ) وهَذا مثالٌ للـمبتدأ والـخبَرِ الـمـجمُوعَيْنِ جمعَ مُذكرٍ سالـما، فَالزيدونَ مبتدأٌ مرفوعٌ بالواوِ، وقائِمُونَ خَبَرُهُ كذلكَ مرفوعٌ بالواوِ لأنَّ كُلًّا مِنهُما جمعَ مذكرٍ سالـم (بَدَلًا عَنِ التَّنْوِينِ في كُلٍّ مِنْهُما). (والـمبْتدأُ قِسـمان: ظاهِرٌ ومُضْمَر:) كَما تَقَدَّمَ أَنَّ الفاعِلَ ظاهِر وَمُضْمَر (كذلك نائِبُ الفاعِل ظاهِر وَمُضْمَر، الظّاهِر ما دَلَّ عَلى مُسـماه بِغَيرِ قَرينَة، مِثْل زَيْد وَرَجُل وَباب وَدار وَحيوان وَبَهِيـمة أَمّا الـمضْمَر يَعِنِي الضَّمِير. ما دَلَّ على التَكَلـم أو الـمـخاطَبَ أَوِ الغائِب ما دَلَّ عَلى مُسـماهُ بِقَرِينَةٍ التَّكَلـم أَو الـخطاب أو الغَيْبَة مِثل أنا، أنتَ، هُوَ، والـ “تَ” والـ “تُ” والـ “نا” أو نـحنُ، هُما، هم، تُم). (فالظّاهِرُ ما تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ) يَعني مِنْ قَوْلِهِ: (زَيدٌ قائِمٌ وَالزَّيْدانَ قائِمانَ والزَّيْدُونَ قائِمُونَ). والظاهرُ هو ما دَلَّ لَفْظُهُ علَى مُسـماهُ بِلا قَرينةٍ نـحو: زَيْدٌ، فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلى الذّاتِ الـموْضُوعِ لَها بِلا قَرينَة، والـمضْمَرُ ما دَلَّ علَى مُتَكلـم أو مـخاطَبٍ أو غائِبٍ بِقَرِينَةِ التَّكَلـم أَوِ الـخطابِ أوِ الغَيْبَةِ نـحو: أَنا وأنتَ وهُو، وَهُو يَنْقَسـم إلى: مُتَّصِلٍ وَمُنْفَصِل (يَعنِي الضَّمائِر قِسـمان، قِسـم متَّصِل وَقِسـم مُنْفَصِل. إذا قُلْتَ ضَرَبْتُ التُّ مُتَّصِل وَإذا قُلْتَ هُوَ ضَرَبَ هُوَ مُنْفَصِل)، فالـمتَّصلُ هو ما يجبُ اتِّصالُهُ بِعاملِهِ وَلا يَقَعُ بَعْدَ إِلّا في الاخْتِيار (لا يَكَونُ إلاّ مُتَّصِلًا في عامِلِهِ. ضَرَبْتُ: ضَرَبَ فِعْل ماضٍ يَحْتاجُ إلى فاعِل الـ “تُ” فاعِل والتُ في مَحَلّ رَفْع. يَعنِي العامِل هُوَ ضَرَبَ وَلا يَقَعُ بَعْدَ إِلّا في الاخْتِيار. لا تَقُول ضَرَبَ إلا تُ!! ضَرَبَكَ. لا تَقُول ضَرَبَ إلّا كَ. ضَرَبَهُ لا تَقول ضَرَبَ إلا هُ. في الاخْتِيار يَعنِي أَحْيانًا يَأْتِي مِثْلُ هذا لِضَرورَةِ الشِّعر فقط)، وَتَقَدَّمَتْ أَمْثِلَتُهُ في بابِ الفاعِلِ في قَوْلِهِ: ضَرَبْتُ وَضَرَبْنا إلى ءاخِرِ ما تَقَدَّمَ (هذا مُتَّصِلًا ولا يَكونُ مبتَدأً لأنَّهُ يَأْتِي مُتَّصِلًا بِعاملِهِ اللفظي، أمّا الـمبتَدَأ عامِلُهُ ليسَ لَفْظِيًّا)؛ وَالـمنْفَصِلُ ما يَبْتَدِأُ بِهِ (المنفَصِلُ يَكُونُ فاعِلًا يَكونُ مَفْعولًا بِهِ لَكِنْ لا يَكونُ مبتَدَأً وَيَصِحُّ أَنْ تبتدِأَ بِهِ مِثل أنا أنتَ نـحنُ هما هو هم) وَيَقَعُ بَعْدَ إلّا في الاخْتيار (مِثْل ما ذَهَبَ إلّا أَنتَ)، وَهو ما أشارَ إليهِ بِقَوْلهِ) :وَالـمضْمَرُ اثْنا عَشَرَ (هُنا أرادَ الـمنفَصِل الذي يَكُونُ مبتَدَأً) وَهِيَ: أَنا (الدّالُّ عَلَى الـمتَكَلـم في نـحوِ قَوْلِكَ: أَنا قائِمٌ، فَأَنا ضَمِيرُ رفعٍ (لأَنَّهُ يَكون في محَلّ رَفْع) مُنْفَصِلٌ (لأَنَّهُ لَيْسَ مُتَّصِل) مُبْتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى السُّكُونِ في محَلِّ رَفْعٍ، وَقائِمٌ خبَرُهُ مرْفُوعٌ بِالضّمةِ الظّاهِرَةِ. (وَنـحنُ) الدّالُّ على الـمتكلـم وَمَعَهُ غَيْرُهُ أَوِ الـمعَظِّمِ نَفْسَهُ في نـحوِ قولِكَ: نـحنُ قائِمُونَ، فنـحنُ ضميرُ رفعٍ مُنفصلٌ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِ رفعِ مبتدأ، وقائمونَ خبرُهُ مَرْفُوعٌ بالواوِ لأَنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سالـم. (وَأَنْتَ) -بِفتحِ التاءِ- الدّالُّ عَلى الـمـخاطَبِ في نـحوِ قولِكَ: أَنْتَ قائِمٌ، فَأَنْ ضَمْيرٌ رَفْعٍ مُنْفَصِلٌ مبنيٌّ عَلَى السُّكُونِ في مَحَلِّ رَفْعِ مُبتدأ، والتاءُ حَرفُ خِطابٍ (أَحيانًا يَقُولونَ أَنْتَ ضَمِير مُنْفَصِل هذا يَصِحّ وإنْ أَرَدْتَ زِيادَة التَّفْصيل تَقُول أَنْ هُوَ الضَّمير والتاءُ للـخطاب، وَأنْتِ كَذِلك أنْ الضَّمير والتاء خِطاب الـمؤَنَّثَ)، وقائِمٌ خبرُ الـمبتدأ مَرفوعٌ بالضَّمةِ الظاهرة. (وَأَنْتِ) -بكسرِ التاءِ- للـمـخاطبةِ الـمؤنثةِ نـحو قولِك: أنتِ قائِمةٌ، فأَنْ ضميرُ رَفعٍ مُنْفَصِلٌ مَبنيٌ على السكونِ في محلِ رفعِ مبتدأ، والتاءُ حرفُ خِطاب، وقائمة خبر الـمبتدأ مرفوع ٌبالضمةِ الظّاهرة. (وأَنْتُما) للـمثنى سواء كان ذكرًا أو مؤَنَّثًا في نـحو قَوْلِكَ: أَنْتُما قائِمان، فأنْ ضميرُ رفعٍ منفصلٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ مبتدأ، والتاءُ حَرفُ خِطاب، والـميـم حَرفُ عِماد، والألِفُ حَرْفٌ دالٌّ على التَّثْنِيّة، وَقائِمانِ خَبَرُ الـمبتدأ مَرفوعٌ بالألفِ لأنهُ مُثنى. (وَأنتُم) لـجمعِ الذُّكورِ الـمـخاطَبِينَ في نـحوِ قولِك: أَنتُم قائِمون، فأنْ ضميرُ رفع منفصلٌ مبْتَدَأٌ مَبْنِيٌّ علَى السكونِ في مَحَلِّ رَفْع، وَالتاءُ حرفُ خطاب، والـميـم عَلامةُ الـجمْع، وقائمونَ خبرُ الـمبْتدأ مرفوعٌ بالواوِ لأنهُ جَمْعُ مُذكَّرٍ سالـم، (وأَنْتُنَّ) لـجمعِ الإناثِ الـمـخاطِباتِ في قوْلِك: أنتنَّ قائِماتٌ، فأنْ ضَميرُ رفعٍ منفصلٌ مُبتدأٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ، والتاءُ حرفُ خِطاب، والنونُ علامةُ جمعِ النِّسوة، وقائماتٌ خبرُ الـمبتدأ مرفوعٌ بالضمةِ الظاهرةِ (لأَنَّه جَمْعُ مؤَنَّث سالـم يُرْفَع بالضَّمَّة) (وهُو) للـمفْرَدِ الغائِبُ في نـحوِ قَوْلِكَ: هُوَ قائِمٌ، فَهُوَ ضَمِيرُ رفعٍ منفصلٌ مبتدأٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رَفع، وقائِمٌ خبَرُهُ مَرْفُوعٌ بِالضَّمةِ الظّاهِرَةِ. (وهِيَ) للـمفردَةِ الغائِبَةِ في نـحوِ قَوْلِكَ: هِيَ قائِمَةٌ، فهِي ضميرُ رفعٍ منفصلٌ مبتدأٌ مبنيٌّ على الفَتْحِ في محلِّ رَفْع، وقائِمةٌ خبرُهُ مرفوعٌ بالضَّمةِ الظاهِرَةِ. (وَهُما) للـمثنى الغائِب سواءٌ كان مُذكرًا أو مؤنَّثًا في نـحو قولِك: هُما قائمانِ (يَعنِي تَقُول هُما قائِمانِ وَهُما قائِمَتانِ)، فَهُما ضميرُ رفعٍ مُنفصلٌ مبتدأٌ مبنيٌ على السُّكونِ في محلِ رفْع (السُّكون أَي التي على الألِف في ءاخِر هُما)، وقائمانِ خبرُهُ مَرْفُوعٌ بِالأَلِفِ لأنَّهُ مُثَنَّى. (وهم) لـجمعِ الذكورِ الغائبينَ في نـحوِ قولِكَ: هم قائِمونَ، فَهُمْ ضَميرُ رَفعٍ مُنْفَصلٌ مُبتدأٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رَفع، وقائِمونَ خَبَرُهُ مرفوعٌ بالواوِ لأَنهُ جَمعُ مُذكرٍ سالـم. (وَهُنَّ) لـجمْعِ الإناثِ الغائباتِ في نـحو قولِك: هُنَّ قائِماتٌ، فَهُنَّ ضَميرُ رفْعٍ مُنْفَصلٌ مبتدأٌ مبنيٌ على الفتحِ في محلِّ رفع (هُنَّ ءاخِرُهُ فَتْحَة)، وَقائِماتٌ خَبرُهُ مَرْفُوعٌ بِالضَّمةِ الظّاهِرة. ثمَّ إنَّ الـمصَنِّفَ رحمَهُ اللهُ تعالى مَثَّلَ لوُقُوعِ بَعْضِها مُبتدأً بِقَوْلِهِ: (نـحوِ قَوْلِكَ: أَنا قائِمٌ ونـحنُ قائِمُونَ) وَتَقَدَّمَ إِعْرابُ الـمثالَيْن. (وَما أَشْبَهَ ذَلِكَ) مِنَ الأَمْثِلَةِ السّابِقَة. (وَالـخبَرُ قِسـمانِ: مُفْرَد وَغَيْر مُفْرَد) والـمرادُ بِالـمفردِ هُنا ما لَيْسَ جُمْلَة وَلا شِبْهَها، وَلَوْ كانَ مُثَنَّى أَوْ مـجمُوعًا (مُرادُهُ بالـمفْرَد هُنا ما لَيْسَ جُمْلَة وَلا شِبْهَ جُمْلَة، يَعْنِي كَلـمة واحِدَة، معَ أَنَّهُ قَدْ يَكونُ جَمْع. الزَّيْدُونَ قائِمونَ هذا مُفْرَد قائِمونَ الـخبَر والـمبتَدَأ الزَّيْدُونَ مُفْرَد. بِهذا الاعْتِبار. باعْتِبارِ أَنَّهُ ليسَ جُمْلَةً ولا شِبْهَ جُمْلَة)؛ وَالـمرادُ بِغَيْرِ الـمفْرَدِ الـجمْلة أوْ شِبْهُها، والـجملةُ الكلامُ الـمركبُ مِنْ فِعْلٍ وفاعِل نـحو: قامَ زَيْدٌ أَوْ مِنْ مُبْتَدَأ وَخَبر نـحو: زَيدٌ قائِم، والـمركبُ مِنْ فِعْلٍ وَفاعِل يُسـمى جُملة فِعْلِيَّة، وَالـمركّبُ مِنْ مُبتدأ وخَبَرٍ يُسـمى جُملَةً إِسـميَّة (زَيْدٌ يَقُومُ جُمْلَةٌ إسـميَّة لأنَّها تَرَكَّبَت مِنْ مبتدأ وَخَبَر لأنَّ زَيْدٌ مُبْتَدَأ وَيَقُومُ خَبَرُهُ جُمْلَة يَقُومُ هِيَ الـخبَر وجُملَة “يَقُومُ” هِيَ جُمْلَة فِعْلِيَّة)، وَشِبْهُ الـجمْلَةِ الظّرْفُ وَالـجارُّ والـمـجرُور كَما سَيَذْكُرُهُ (الـخبَر قَدْ يَكونُ مُفْرَدًا، كَلـمة واحِدَة كَانَ جَمْعًا مُثَنًى أَوْ مُفْرَدًا لَكِنْ قَدْ يكونُ كَلـمة واحِدَة وَقَدْ يَكونُ جُملَة فِعْلِيَّة وَقَدْ يَكونُ جُمْلَةً إسـميَّة وَقَدْ يَكُونُ شِبْهَ جمْلَة. وشبه الجملة قد يكون للظرف كَقَوْلِكَ مثلا: زَيْدٌ تَحْتَ الطاوِلَة أَو جارّا وَمـجرورا كَقَوْلِكَ: زَيْدٌ في الدّارِ. في الـحقِيقَة شِبْه الـجمْلَة يَرْجِعُ الأمر فيه إلى الـمفْرَد لأنَّكَ إذا قُلْتَ زَيْدٌ في الدّارِ التَقْدِير زَيْدٌ كائِنٌ في الدّارِ وَحَقِيقةً كائِنٌ هوَ الـخبَر. إذا قُلْتَ زَيْدٌ فَوْقَ الـجبَل التَقْدِير كائِنٌ فَوْقَ الـجبَل وَحَقِيقةً الـخبَر هوَ اسـم مُفْرَد مَحْذُوف). (فاَلـمفْرَدُ نـحو: زَيْدٌ قائِمٌ) فَزَيْدٌ مُبتدأٌ وقائِمٌ خَبَرُهُ. (وَالزَّيْدانِ قائِمانِ) فَالزَّيدانِ مُبتدأٌ مرفوعٌ بالألفِ لأنهُ مثنى، وقائِمان خبرُهُ مرفوعٌ بالألفِ أيضًا لأنهُ مُثنى. (والزيدون قائِمُونَ) فالزيدونَ مبتدأٌ مرفوعٌ بالواوِ لأنهُ جمعُ مذكرٍ سالـم، وقائِمُونَ خَبَرُهُ مَرْفوعٌ أَيْضًا بِالواوِ لأنَّهُ جمعُ مذكرٍ سالـم. فَالـخبرُ في هذه الأمثلةِ مُفردٌ لأنهُ ليس جُملةً ولا شِبْهَها. (وَغيْرُ الـمفْرَدِ أَرْبَعَةُ أَشْياءَ) لأَنَّ شِبْهَ الـجمْلةِ شَيْئانِ الظَّرْفُ والـجارُّ والـمـجرُور، والـجملةُ شَيْئانِ الـجملة الإسـمية والـجمْلة الفِعْلِية (فَإذًا إنْ لـم يَكُنِ الـخبَرُ مُفْرَدًا، فَهُوَ إِمّا جُملةٌ إسـمية وإِمّا جمْلةٌ فِعْلِية وَإمّا جارُّ وَمـجرُور وَإمّا ظَرْف هذه الأَرْبَعَة)، وقدْ أَشارَ إلى بَيانِ ذلك بِقَوْلِهِ (الـجارُّ والـمـجرُورُ والظَّرْفُ) فَكُلٌّ مِنْهُما يُسـمى شِبْهَ الـجمْلَة (لـماذا يُسـمى شِبْهَ الـجمْلَة؟ لأنَّهُ مِنْ ناحِيَة يُشْبِهُ الـجمْلَة لأنَّهُ مُرَكَّب مِنْ أَكْثَر مِنْ كَلـمة وَمِنْ ناحِيَة يُشْبِهُ الـمفْرَد لأنَّهُ ليس فِعْلًا وَفاعِلًا فيكون جملة فعلية، ولا هوَ مبتَدَأٌ وَخَبَر فيكون جملة اسمية. لأجْلِ ذَلِكَ قالُوا شبْهَ الـجمْلَة والـمراد شبه الـجمْلَة وَشبه الـمفرَد ولَكِنْ اقْتَصَرُوا على قَوْل شبه الـجمْلَة. لا هُوَ مَعدود مَعَ الـمفْرَد ولا هُوَ معدود مَعَ الـجمْلَة). (والفِعْلُ مَعَ فاعِلِهِ والـمبتدأُ مَعَ خَبَرِهِ) فَكُلٌّ مِنْهُما يُسـمى جُمْلَة. (نـحو قولِكَ: زيدٌ في الدار) هذا مثالٌ لِلـخبرِ إذا كان جارًّا ومـجرورًا وإعرابه: زيدٌ مبتدأٌ مرفوعٌ بالضمةِ الظاهرةِ، وفي الدارِ جارٌّ ومـجرورٌّ مُتَعَلِّقٌ بِمحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ كائِنٌ أو اسْتَقَرَّ (تَقْدِير زَيْدٌ كائِنٌ الدّار أَو اسْتَقَرَّ في الدّار). (وزَيدٌ عِنْدَكَ) هذا مثالٌ للـخبَرِ إذا كانَ ظَرْفًا، وإعْرابُهُ زَيدٌ مُبتدأٌ مرفوعٌ بالضمةِ الظّاهرةِ، وعِنْدَ ظَرْفُ مَكانٍ مَنْصُوبٌ علَى الظَّرْفِيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بمحْذُوفٍ خَبَرِ الـمبتَدَأ، والتَّقْدِيرُ كائِنٌ أو استقرَّ عِنْدَكَ (عِنْدَك راجِعٌ إلى كائِنٌ عِنْدَكَ أَو اسْتَقَرَّ عِنْدَكَ)، وعِنْدَ مُضافٌ والكّافُ مُضافٌ إِلَيْهِ مَبْنِيٌّ على الفَتْحِ في مَحَلِّ جرّ (لأنَّ الـمضاف إلَيْهِ دائِمًا مـجرور)؛ وفي الـحقِيقةِ الـخبرُ هو الـمتَعَلَّقُ الـمحذوف (أَيْ ما يَتَعَلَّق بِهِ الـجار والـمـجرور أَوْ ما يَتَعَلَّق بِهِ الظَّرف الذي هُوَ كائِنٌ أَو اسْتَقَرَّ هذا الـخبَر. لأنَّ هذا يَدُلُّكَ لـماذا هذه شابَهَت الـمفرَد وشابَهَت الـجمْلَة، لأنَّكَ إذا قَدَّرْتَ “كائِنٌ”، قدرت مُفرَدا. إذا قَدَّرْتَ “اسْتَقَرَّ”، قدرت جملة أي فِعْل وفاعِل، والفاعل هنا ضَمير مُسْتَتِر تَقْدِيرُهُ هُوَ. فَإذًا تستَطِيعُ أَنْ تُقَدِّر مُفرَدا وَتستَطِيعُ أَنْ تُقَدِّر جُمْلَة لِذلِك “عِنْدَكَ” أَوْ “في الدّار” فيهِ شَبَه مِنَ الـمفرَد وشَبَه مِنَ الـجمْلَة). وإنَّما كان الـجارُّ والـمـجرورُ والظَّرفُ شَبِيهَيْنِ بِالـجملَةِ لأنَّهُ إنْ قُدِّرَ الـمحذوفُ فِعْلًا نـحو: اسْتَقَرَّ كانَ مِنْ قَبِيلِ الإخْبار بِالـجملة، وإِنْ قُدِّرَ اسـما مُفْرَدًا نـحو: كائِن ٌكانَ مِنْ قَبِيلِ الإِخبارِ بِالـمفردِ، فَكَأَنَّهُما أَخَذا طَرفًا مِنَ الـمفرَدِ وطَرَفًا مِنَ الـجمْلة فإذًا كانا شَبِيهَيْنِ بالـجملةِ وشَبيهَيْنِ بالـمفْردِ (بَدَل أَنْ يَقُولوا شِبْهُ الـجمْلَة وَشِبْهُ الـمفْرَد، قالُوا شبْهُ الـجمْلَة مِنْ بابِ الاكْتِفاء يَعِنِي وَشِبْهُ الـمفْرَد ولَوْ لـم تُلْفَظ)، فَحُذِفَ ذلكَ في كَلامِهِم مِنْ بابِ الاكْتِفاء مِثل ﴿سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الـحرَّ﴾ [سورة النـحل/81] أَي والبَرْد (وَلَوْ لـم يُذْكَر البَرْد). (وَزَيْدٌ قامَ أَبُوهُ) هذا مِثالٌ للـخبرِ إذا كانَ جملةً فِعْلِيَّة وإعرابُهُ زَيدٌ مبتدأٌ مرفوعٌ بالضمةِ الظاهرة، وقامَ فِعلٌ ماضٍ، وأبُو فاعِلٌ مرفوعٌ بالواوِ لأنَّهُ مِنَ الأَسـماءِ الـخمْسَة، وأبو مُضافٌ، والهاءُ مُضافٌ إليهِ مَبْنيٌ على الضمِّ في محلِّ جَرّ (لأنَّ الهاء ضَمير يُقالُ مَبنِي ولا يُقالُ مـجرور لأنَّهُ ليس مُعْرَب لـمنْ في مَحَلِّ جَرّ لأنَّ الـمضاف إلَيْهِ مـجرور)، والـجمْلَةُ مِنَ الفِعْلِ والفاعِلِ في مَحَلِّ رفْعِ خَبرِ الـمبتَدَأ. (وزَيدٌ جارِيَتُهُ ذاهِبَةٌ) هذا مثالٌ لِلـخبَرِ إذا كانَ جُملةً إسـميَّةً، وإِعْرابُهُ زَيْدٌ مبتدأٌ مرفوعٌ بالضمةِ الظّاهرةِ، وَجارِيَتُهُ مبتدأٌ ثانٍ مَرفُوعٌ بَالضمةِ الظّاهرة، وجارِيَة مُضاف، والهاءُ مضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جَرّ، وذاهِبَةٌ خبرُ الـمبتدأ الثاني مَرْفوعٌ بالضمةِ الظاهرة، والـمبتدأُ الثاني وخبرُهُ خبرُ الـمبتدأ الأوَّل (زَيْدٌ جارِيَتُهُ ذاهِبَة، ولو قُلنا جارِيَتُهُ ذاهِبَة هذه جُمْلَة مُبتَدَأ وَخَبَر. جارِيَتُهُ مَرْفُوع. هَلْ رُفِعَ بِعامِلٍ لَفْظِيٍّ؟ لا. رُفِعَ مِنْ غَيرِ عامِل لَفْظِيٍّ. أَتَيْنا بِهِ لِنُخْبِرَ عَنْهُ. ابتَدَأْنا بِهِ لِنُخْبِرَ عَنْهُ. إذًا هُوَ مُبْتَدأ. ذاهِبَة الـخبَر. “زَيْدٌ جارِيَتُهُ ذاهِبَة” أَيش أَخْبَرْنا عَنْ زَيْد؟ أنَّ جارِيَتَهُ ذاهِبَة. إذًا هذهِ الـجملَة الإسـميَّة خَبَر الـمبتَدَأ الأَوَّل الذي هو زَيْد. عَمرٌو بُسْتانُهُ كَبيرٌ: عَمرٌو، مبتَدَأ أَوَّل، بُسْتانُهُ، مبتَدَأ ثانِي كَبيرٌ، خَبَر والـجمْلَة الإسـميَّة بُسْتانُهُ كَبيرٌ في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَر الـمبتَدَأ الأَوَّل)، والرّابِطُ بَيْنَهُما الهاءُ مِن جارِيَتُهُ (ما الذي رَبَطَ الـمبتَدَأ الأَوَّل بِالـجمْلَة الثانِيَة وجَعَلَ الـجمْلَة الثانِيَة خَبَرَ الـمبتَدَأ الأَوَّل؟ الضَّمير الهاء. لَوْلا الهاء ما ارْتَبَطَت الـجملَتَيْن. لَوْ قُلْتَ زَيْدٌ جارِيَةٌ ذاهِبَة، الـمعنى يَتَغَيَّر. يصير المعنى زَيْدٌ هوَ جارِيَة ذاهِبَة.). والله سبحانَهُ أعلـم.