وكُلُّ جَمعٍ فيهِ تاءٌ زائدهْ *** فارْفَعْهُ بالضمِّ كرَفْعِ حامِدَهْ
ونَصبُهُ وجَرُّهُ بالكَسرِ *** نحوُ كَفَيْتُ المُسلماتِ شَرّي
أي وكل جمع سالم فيه تاء زائدة للتأنيث كمسلمات وحامدات فرفعه بالضم كمفرده، وكذا جره بالكسر كمفرده وأما نصبه فبالكسر أيضًا حملاً له على جره كما حملوا نصب الجمع المذكر السالم على جره فجعلوهما معًا بالياء، فتقول: جاءت الحامدات والمسلمات بالضم، ومررتُ بالحامدات والمسلمات بالكسر، كما تقول: جاءت الحامدة والمسلمة بالضم، ومررتُ بالحامدة والمسلمة بالكسر، وتقول: رأيتُ الحامدات، وكَفيتُ المسلمات شري بالكسر بدلاً عن الفتحة، ونصبه مستثنًى من قاعدة النصب بالفتحة، والكاف في قوله: “كرفع” نعت مصدر محذوف أي رفعًا كرفع، واحترز بقوله: “كل جمع” عن نحو: {تبْتَغي مرْضاتَ أزواجِكَ} [سورة التحريم/1] لأنه مفرد لا جمعٌ أصله مَرْضَوَةٌ، وبقوله: “فيه تاء زائده” عن نحو: أبياتٍ وأقواتٍ، فإن التاء فيهما أصلية لوجودها في بيت وقوت، ولا يَرِدُ عليه أيضًا نحو: قضاة ورماة، لأنه ليس بسالم والترجمة للسالم.
تنبيه: بقي مما هو مستثنى من قاعدة الإعراب بالأربع العلامات السابقة ثلاثة أبواب من الأسماء باب ما لا ينصرف فإنه يجر بالفتحة كما سيأتي عكس الجمع المؤنث السالم، ومن الأفعال بابان أحدهما باب الفعل المعتل فإنه يجزم بحذف ءاخره ويرفع بالسكون مطلقًا ويُنصب بالفتحة إن كان ءاخره واوًا كيدعو أو ياءً كيرمي، وثانيهما الأمثلة الخمسة وهي: يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين، فإنها تُرفع بثبوت النون وتُنصب وتجزم بحذفها وقد ذكر الناظم ذلك كله في ءاخر المنظومة.
تنبيه ءاخر: الحاصل أن الإعراب يكون بما سبق من العلامات الأربع إلا في سبعة أبواب: الأسماء الستة، والتثنية، والجمع المذكر السالم، والجمع المؤنث السالم، وما لا ينصرف، والفعل المعتل، والأمثلة الخمسة، وأما المنقوص والمقصور فالتحقيق أنهما معربان بحركات مقدرة فهما كالمستثنى في الظاهر، وكذا نحو: يخشى ويدعو ويرمي في حالة الرفع، ونحو: يخشى فقط في حالة النصب.
تنبيه ءاخر: قد عُلم أن الأسماء الستة والتثنية والجمع المذكر السالم نابَت فيهما حروف عن حركات ومثلها الأمثلة الخمسة في حالة الرفع، وأن جمع المؤنث السالم وما لا ينصرف نابت فيهما حركة عن حركة، والفعل المعتل والأمثلة الخمسة ناب فيهما في حالة الجزم حذفُ حرف عن السكون، وكذا في حالة نصب الأمثلة الخمسة نابَ الحذفُ عن الحركة.
تنبيه ءاخر: قد عُلم أيضًا مما سبق أن الألفَ وقَعتْ علامة للنصب في الأسماء الستة خاصة، وللرفع في التثنية خاصة، والواوَ وقعت علامة للرفع في موضعين: الأسماء الستة والجمع المذكر السالم، والياء وقعت علامة للنصب في موضعين أيضًا: التثنية والجمع المذكر السالم، والكسرة علامة للنصب في الجمع المؤنث السالم خاصة، والفتحة علامة للجر فيما لا ينصرف خاصة، والحذف علامة للجزم في موضعين: الفعل المعتل والأمثلة الخمسة، وللنصب في الأمثلة الخمسة خاصة، فليُحفظ ذلك فإنه معين للطالب.