والفعلُ ما يَدْخُلُ قدْ والسينُ *** عليهِ مثلُ بانَ أو يَبينُ
أوْ لَحِقتهُ تاءُ مَنْ يُحَدَّثُ *** كقولِهِمْ في ليسَ لسْتُ أنْفُثُ [1]
أوْ كانَ أمْرًا ذا اشتِقاقٍ نحوُ قُلْ *** وَمِثلُهُ ادْخُلْ وانْبَسِطْ واشرَبْ وكُلْ
أي والنوع الثاني الذي هو الفعل هو كل كلمة يصلح أن تدخل عليها قد نحو: قد بان، وقد دخل، وقد خرج، وانبسط، واستخرج، وأكل، وشرب ونحوها، أو يصلح أن تدخل عليها السين التي بمعنى سوف الدالةُ على الاستقبال نحو: سَيَبين وسيدخل وسيخرج، أو لحقته تاء المتكلم المضمومةُ وهو مراده بقوله: “تاء من يحدّث” نحو: دخلتُ، وخرجتُ، ولستُ أنفُثُ، بضم الفاء وكسرها، والنَّفثُ: نفخ خفيف معه ريق، ومثلها تاء المخاطب المفتوحة للمذكر والمكسورة للمؤنث، أو كانت دالة على الأمر بما اشتُقَّ منه كقولك: قل، فإنه يدل على الأمر بالقول، ومثله ادخل أمر بالدخول، وانبسط أمر بالانبساط، واشرب أمر بالشرب، وكل أمر بالأكل، وقس على ذلك.
تنبيه: إنما اقتصر الناظم في الاسم على علامة واحدة وهي دخول الجر عليه لأنها أهم علاماته وتدخل على قسمي النكرة والمعرفة والمعرب والمبني وإلا فله علامات أخر كالتنوين والتعريف بأل، وذكر للفعل هذه العلامات كلها لأن الفعل كما سيأتي ثلاثة أقسام: ماضٍ ومضارع وأمر، فذكر علامة تدخل على الماضي والمضارع معًا وهي: قد، وعلامة تختص بالمضارع وهي: السين، وعلامة تختص بالماضي وهي: تاء المحدّث، أي المتكلم، وعلامة تختص بالأمر وهي دلالة الكلمة على الأمر بما اشتُقَّت منه كما سبق، واحترز بذلك من نحو قولك: صه بمعنى اسكت، ومه بمعنى اكفف، فإنهما وإن كانا أمرين فليسا بفعلين لعدم اشتقاقهما مما دلا عليه أي السكوتِ والكف.