الأحد ديسمبر 22, 2024

وكُلُّ جمعٍ صحَّ فيهِ واحدُهُ *** ثُمَّ أتى بعدَ التناهي زائِدُهُ

فرَفعُهُ بالواوِ والنونُ تَبَعْ *** نحوُ شجاني الخَاطِبونَ في الجُمَعْ

ونَصبُهُ وجَرُّهُ بالياءِ *** عندَ جميعِ العَرَبِ العَرْباءِ

تقولُ حيّ النازِلينَ في مِنَى *** وَسَلْ عن ِ الزَيْدِينَ هلْ كانوا هُنا

 

هذا الباب أيضًا مستثنى من قاعدة الإعراب بالحركات ويسمى الجمع المذكر السالم لأن لفظ الواحد يَسلَم بناؤه فيه [1] كمسلم ومؤمن وزيد وعمرو في قولك: جاء المسلمون والمؤمنون والزيدون والعمرون، وهو معنى قوله: “صح فيه واحده” بخلاف رجل وكتاب في رجال وكتب ونحوهما فإنه يسمى الجمعَ المكسَّر وسيأتي، وحُكم جمع المذكر السالم أن رفعه بالواو المضموم ما قبلها ونصبه وجره بالياء المكسور ما قبلها وتلحقه نون مفتوحة عوضًا عن التنوين الذي كان في المفرد، فالواو والياء علامةُ الإعراب وهي علامة جمع أيضًا كما نبهنا على ذلك في التثنية، وهما مراده بـ”زائدة” الآتي بعد التناهي أي بعد انتهاء حروف الواحد، “والنون تبع” لهما كما سبق في المثنى، تقول: جاء الزيدون ومثله: شجاني الخاطبون، يقال: شجاه يشجيه بمعنى أحزنه وأطربه من الأضداد، وكلاهما محتمل لأن الوعظ يكون بالترغيب تارة فيُطرب وبالترهيب أخرى فيُحزن، وتقول: رأيت الزيدين بكسر الدال ومثله:

“حي النازلين في منى” أي سَلّم عليهم، ومررتُ بالزيدين، “وسل عن الزيدين” بكسر الدال.

 

تنبيه: لعله أشار بقوله: “عند جميع العرب العرباء” وهي الملازمةُ البادية لأنه لم تختلف لغة العرب في الجمع بإعرابه هكذا إلا ما شذ، وأما التثنية فإن بني أسدٍ يُعربون المثنى بالألف في جميع أحواله فيقولون: رأيت الزيدان ومررت بالزيدان وعليه حمل بعضهم {إنْ هذانِ لساحِران} [سورة ططه/63].

 

تنبيه: قوله: “والنون تبع” مرفوع بالابتداء أي أنها تبع لعلامة الإعراب. ثم قال:

 

ونُونُهُ مَفتوحةٌ إذْ تُذْكَرُ *** والنونُ في كلّ مُثَنّى تُكْسَرُ

وتسْقُطُ النونانِ في الإضافهْ *** نحوُ لَقيتُ ساكِنِي الرَّصافهْ

وقدْ لقيتُ صاحبَي أخِينا *** فاعْلَمْهُ في حذفِهِما بَقِينا

 

أي أن نون الجمع المذكر السالم مفتوحة، ونونَ التثنية مكسورة للفصل بينهما، وتسقط كلّ منهما في الإضافة كما يسقط التنوين لما سبق أنهما بدل عنه في المفرد، فتقول في التثنية: جاء غلاما زيد، ولقيتُ صاحبي أخينا، ومررتُ بغلامي زيد، وفي الجمع: جاء بنو زيد، ولقيتُ صاحبي أخينا، ومررتُ ببني زيد، وساكني الرصافة، ورأيتُ بني زيد، وساكني الرصافة وهي الجانب الشرقي من بغداد، والضمير في “حذفهما” للنونين أي نونِ الجمع ونونِ التثنية، “وبقينا” مصدر منصوب بـ”اعلمه” كقعدت جلوسًا، وقد يحذف هذا البيت في بعض النسخ.

[1] مفرده لا يتغير، حاله فيه كجمع التكسير.