173- |
ثُـمَّ
أَتَـى ضِـمَـادُ وَهْـوَ الأَزْدِيْ |
|
لِيَسْــتَـبِـيـنَ أَمْـرَهُ بِالـنَّـقْـدِ
|
174- |
مَا
هُوَ إِلَّا أَنْ مُحَـمَّـدُ اخْـتَـطَـبْ |
|
أَسْـلَـمَ لِلْوَقْـتِ بِصِـدْقٍ
وَذَهَبْ |
(ثُمَّ أَتَى) إلى رسولِ الله ﷺ
وافِدًا (ضِمَادُ)
بنُ ثَعْلَبةَ (وَهْوَ الأَزْدِي)
رَجُلٌ مِن أَزْدِ شَنُوءَةَ قَبِيلةٍ مَعرُوفةٍ باليَمَن، وكان ضِمادُ صاحِبًا
للنّبيّ ﷺ في الجاهلِيّة يُطَبِّب ويَرقِي، فَقَدِم مَكَّة (لِيَسْتَبِينَ) أي يَطَّلِعَ (أَمْرَهُ) أي أَمْرَ النَّبِيِّ (بِالنَّقْدِ)
أي بفَحصِ ما انتُقِد به النَّبِيّ مِن قِبَل المشرِكِين، وذلك أنه سَمِع مِن
سُفهاءِ مَكَّةَ يَقُولون: “مُحَمَّدٌ مَجنُونٌ”، فقال: “ءاتِي هذا
الرَّجُلَ لعَلَّ اللهَ أنْ يَشْفِيَه على يَدِي”، فلَمّا جاءَهُ قال: إنِّي
أَرْقِي مِن هذِه الرِّياحِ، وإِنَّ اللهَ يَشْفِي علَى يَدِي مَن شاءَ فَهَلُمَّ([1])“.
فـ(ـمَا هُوَ) أي لَم يَكُنِ الشّأْنُ (إِلَّا أَنْ) رسولُ اللهِ (مُحَمَّدٌ) ﷺ (خَطَبَ) عَقِبَ قولِ ضِمادٍ قائلًا: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ،
نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ
يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا
شَرِيكَ لَهُ» ثَلاثَ مَرّاتٍ، فقال ضِمادٌ: واللهِ لقَد سَمِعتُ قولَ الكَهَنةِ
وقولَ السَّحَرةِ وقولَ الشُّعَراءِ، فما سَمِعتُ مِثلَ هؤلاءِ الكَلِماتِ، فـ(ـأَسْلَمَ) ضِمادٌ (لِلْوَقْتِ) أي في الحالِ (بِصِدْقٍ) وإِخلاصٍ مُبايِعًا النَّبِيَّ ﷺ، فبايعَه رسولُ
الله ﷺ وقال له: «وَعَلى قَومِكَ؟» فقال: وعلَى قَومِي. (وَ)أَقَامَ بعدَ ذلكَ ضِمادٌ
معَ رسولِ اللهِ ﷺ وتعَلَّمَ سُوَرًا كثيرةً مِن القُرءانِ([2])
ثُمّ (ذَهَبَ)
بعدَ ذلك إلى قَومِه
ليبلِّغَهُم بَلاغَ رسولِ الله ﷺ.