الإثنين ديسمبر 15, 2025

اهتمامه رضي الله عنه بالادهان بالزيت

وكان شيخنا رحمه الله كثير الادهان بالزيت ولا يقال في اللغة زيت إلا لزيت الزيتون، وكان يقول: كثير من العلل تندفع بالادهان بالزيت، وقد أهمل أكثر الناس ذلك هذه الأيام. وكان شيخنا يدهن من رأه إلى قدميه، ولا سيما بالزيت العـتيق الذي مضت عليه سنون كثيرة فإنه أكثر نفعا للادهان به، وكان كثيرا ما يدهن في غرفة مغلقة لا يدخلها الهواء، وأحيانا يدهن بدهن الخردل.

وقد حدثه أخي الشيخ نبيل عن امرأة كان يدرس في بيتها من ءال الرفاعي، قالت له: لي ستة أولاد كلهم في صغرهم كنت أدهن كل جسمهم بزيت الزيتون فكانوا لا يمرضون، فقال له الشيخ: حدث الناس بهذا.

وكان شيخنا رحمه الله يشرح ما في كتاب «نظم الزبد» «وغبا ادهن وقلم ظفرا» أي ادهن يوما بعد يوم وقصر أظفارك إذا طالت، وكان يذكر حديث رسول الله ﷺ: «كلو الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة» رواه النسائي وابن ماجه والترمذي وأحمد، وكان يقول: من أكله اتباعا له ﷺ فله ثواب، ومن ادهن به اتباعا فله ثواب يعني عملا بقول رسول الله ﷺ.

وقد حدثنا شيخنا رحمه الله أنه منذ نحو خمسين سنة أصابته علة في عينه فصار يرى النصف سوادا، قال: فاشتريت من ناحية باب حمص زيتا عتيقا وقطرت منه يومين فذهبت العلة، وكان أحيانا يدهن في الشمس لمزيد فائدة.

وقد علمنا رحمه الله أن شرب الزيت مع العسل على الريق فيه منفعة كبيرة، فكان أحيانا يضع ثلاث ملاعق كبيرة من العسل مع ثلاث ملاعق كبيرة من الزيت يخلطها ويشربها على الريق ولا يأكل عقبه إلا بعد مضي وقت.

وعلمنا أن عمر رضي الله عنه كان يقول «الشمس حمام العرب» وأن الشمس تظهر الداء الدفين في البدن، وان العجم كان عندهم بخار يقعدون فيه ليعرقوا، أما العرب فيمشون في الشمس حتى يعرقوا فيستفيدوا.

وكان شيخنا رضي الله عنه يضع بقرب سريره زجاجة فيها زيت فإذا أفاق من نومه صباحا شرب منها، وأحيانا كان طعامه الزيت والخبز فقط، وفي مرات أخرى يغمس الخبز في العسل ثم في الزيت ويأكل.

وكان شيخنا رضي الله عنه في بعض الأحيان يحبس زيتا في فمه لوقت قصير ويحركه يمنة ويسرة ثم يبلعه أو يمجه، وأحيانا يضع الزيت في فمه ويستاك والزيت في فمه وهذا ينفع اللثة نفعا عظيما.

وكان أحيانا يدهن بالزيت مرتين مرة بعد الفجر ومرة بعد العشاء كل ذلك بالزيت العتيق بعد تدفئة الزيت، يطلب أن يسخن الماء ويوضع الإناء الذي فيه الزيت في الماء الساخن.

مرة أصابت ابن أختي أيمن علة في ركبته فصار يحس بألم عند كثرة الوقوف أو المشي، وفي ءاخر مرة دهن للشيخ فيها أطال الوقوف فصارت رجله تؤلمه، فقال له الشيخ: يكفي، الآن ادهن رجلك، قال: فظننته طلب أن أدهن له رجله لأنني لم أخبره بألمي، فبدأت برجله فقال: رجلك رجلك، وأشار بيده إلى ركبتي حيث موضع الألم، قال فأخذت زيتا من ظهره ومسحت به موضع العلة فذهبت العلة بفضل الله تعالى.