الجمعة أكتوبر 18, 2024

انْقِيادُ أَشاءَتَينِ لَهُ

452-        

وَجَـاءَ مَـرَّةً قَـضَــاءَ الـحَاجَـةِ


 

وَلَمْ يَـجِـدْ شَـيْئًا سِـوَى أَشَـاءَةِ


453-        

وَمِـثْـلِـهَا لَكِـنْ هُـمَـا بَـعُـدَتَا


 

أَمَـرَ كُـلًّا مِـنْـهُـمَـا فَـأَتَـتَـا


454-        

تَخُدُّ الَارْضَ ذِيْ وَذِيْ حَتَّى قَضَى


 

حَـاجَـتَـهُ أَمَـرَ كُـلًّا فَمَـضَــى


 
















(وَ)مِن مُعجزاتِ رسول اللهِ ﷺ أنّه (جَاءَ) أي تَنحَّى وهو مسافِرٌ (مَرَّةً) ناحيةً يُريدُ (قَضَاءَ الحَاجَةِ) مُستتِرًا عن النّاظرِينَ كعادَتِه (وَ)لكنّه ﷺ (لَمْ يَجِدْ شَيْئًا) في تلكَ النّاحيةِ يَسترُهُ (سِوَى أَشَاءَةٍ وَمِثْلِهَا) أي وأشاءةٍ أُخرَى، والأَشاءةُ النَّخلةُ الصّغيرةُ، (لَكِنْ هُمَا) أي الأَشاءتانِ (بَعُدَتَا) أي كُلٌّ مِنهُما عنِ الأُخرَى فـ(ـأَمَرَ) (كُلًّا مِنْهُمَا) أي الأشاءتَينِ (فَأَتَتَا) نحوَه (تَخُدُّ) أي تَشُقُّ (الأَرْضَ) شَقًّا (ذِيْ وَذِيْ) أي كُلٌّ مِنهُما والْتَقَتا عِندَ ﷺ فسَتَرَتاهُ (حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ) ثُمّ (أَمَرَ كُلًّا) مِنهُما أنْ تعودَ إلى مَكانِها (فَـ)ـعادَتَا و(مَضَى) ﷺ في سَفَرِه.

رَوَى ابنُ ماجهْ في «السُّنَن» وأحمدُ في «مُسنَدِه» والبيهقيُّ في «الدّلائل» واللَّفظُ له عَن يَعلَى بنِ مُرّةَ عَن أبيهِ قالَ: «سافَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ سَفَرًا فَرَأَيْتُ مِنْهُ أَشْياءَ عَجَبًا، نَزَلْنا مَنْزِلًا فَقالَ: «انْطَلِقْ إِلَى هاتَيْنِ الأَشاءَتَيْنِ فَقُلْ: إنَّ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ لَكُما أَنْ تَجْتَمِعا»، فانْطَلَقْتُ فَقُلْتُ لَهُما ذَلِكَ، فانْتُزِعَتْ كُلُّ واحِدَةٍ مِنْهُما مِنْ أَصْلِها، فَنَزَلَتْ كُلُّ واحِدَةٍ إِلَى صاحِبَتِها فالْتَقَتا جَمِيعًا، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ حاجَتَهُ مِنْ وَرائِهِما ثُمَّ قالَ: «انْطَلِقْ فَقُلْ لَهُما فَلْتَعُدْ كُلُّ واحِدَةٍ إِلَى مَكانِها»، فَأَتَيْتُهُما فَقُلْتُ لَهُما ذَلِكَ، فَنَزَلَتْ كُلُّ واحِدَةٍ حَتَّى عادَتْ إِلَى مَكانِها» الحديثَ.