الإثنين ديسمبر 8, 2025

الوقاية من النار

   (قال الله تعالى ﴿يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة﴾) معناه جنبوا أنفسكم النار التى وقودها الناس والحجارة فإن الأرض بعد أن يحاسب الناس عليها ترمى فى جهنم لتزيدها وقودا وكذلك الشمس ترمى فى جهنم بعد أن يطمس نورها وكذلك القمر (﴿عليها ملائكة غلاظ شداد) أى أنهم أقوياء ولا يرحمون الكافر (﴿لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) أى أن الملائكة مجبولون على طاعة الله أى لا يختارون إلا الطاعة بمشيئة الله وكل منهم يقوم بما أمر به بلا تقصير (وجاء فى تفسير) هذه (الآية) عن سيدنا على بن أبى طالب بإسناد قوى رواه الحاكم فى المستدرك (أن الله يأمر المؤمنين أن يقوا أنفسهم وأهلهم النار التى وقودها الناس والحجارة بتعلم الأمور الدينية وتعليم أهليهم ذلك أى معرفة ما فرض الله فعله أو اجتنابه أى الواجبات والمحرمات وذلك كى لا يقع فى التشبيه والتمثيل والكفر والضلال ذلك لأنه من يشبه الله تعالى بشىء ما لم تصح عبادته لأنه يعبد شيئا تخيله وتوهمه فى مخيلته وأوهامه قال أبو حامد الغزالى »لا تصح العبادة إلا بعد معرفة المعبود«) فالذى يعبد شيئا تخيله وتوهمه فى مخيلته فعبادته باطلة لأن وهم الإنسان يدور حول ما ألفه فإن وهمنا ألف الشىء المحسوس الذى له حد وشكل ولون وحيز فالعبرة والاعتبار بالعقل لا بالوهم.