الْوَاْسِعُ:
هوَ الذي وَسِعَ رِزقُهُ جميعَ
خَلقِهِ ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲨ ﲩ ﲪﲫﱠ([1])
وقالَ تعالَى: ﭐﱡﭐ ﲄ ﲅ ﲆﲇ
ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑﲒﱠ([2])
فَاللهُ تَعَالَى وَسِعَتْ قُدْرَتُهُ جَمِيعَ الممْكِنَاتِ فَلَا يَشْغَلُهُ
شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ.
قَالَ البَيْهَقِيُّ:
“الوَاسِعُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﱡﭐﲨ
ﲩ ﲪﲫﱠ
وَقَالَ الحَلِيْمِيُّ: وَمَعْنَاهُ الكَثِيرُ مقدوراتِهِ وَمَعْلُومَاتِهِ وَاعْتِرَافٌ
لَهُ بِأَنَّهُ لَا يُعْجِزُهُ شَىءٌ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَىءٌ وَرَحْمَتُهُ
وَسِعَتْ كُلَّ شَىءٍ، قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: الوَاسِعُ: الغَنِيُّ الَّذِي وَسِعَ
غِنَاهُ مفاقرَ عِبَادِهِ وَوَسِعَ رِزْقُهُ جَمِيعَ خَلْقِهِ” ([3]).
لَطِيفَةٌ: قَالَ
الرَّازِيُّ: وَيُخْطُرُ بِبالي أَنَّهُ إِنَّمَا ذُكِرَ اسْمُ الوَاسِعِ بَعْدَ
المجِيبِ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ كَأَنَّ سَائِلًا سَأَلَ وَقَالَ: كَيْفَ
يُمْكِنُهُ إِجَابَةُ الكُلِّ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُ أَصْوَاتَهُمْ دَفْعَةً
وَاحِدَةً؟ وَكَيْفَ يَعْلَمُ ضَمَائِرَهُمْ مَرَّةً وَاحِدَةً؟ وَكَيْفَ يَقْدِرُ
عَلَى تَحْصِيلِ مرادَاتِهم دَفْعَةً وَاحِدَةً؟ فَأَجَبْتُ عَنْ هَذَا
السُّؤَالِ: أَنَّ هَذَا يَصْعُبُ فِي حَقِّ الوَاحِدِ مِنَّا لِضِيقِ قُدْرَتِنَا
وَعِلْمِنَا أَمَّا الحَقُّ سُبْحَانَهُ فَهُوَ الَّذِي يَسَعُ عِلْمُهُ جَمِيعَ
المعْلُومَاتِ وَقُدْرَتُهِ جَمِيعَ المقْدُورَاتِ فَلَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ
إِجَابَةُ المحْتَاجِينَ ([4]).اهـ
وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ ابْنُ عُمْرَ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: “كَانَ يُقَالُ إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعْوَةً
مستجابةً عِنْدَ إِفْطَارِهِ إِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ لَهُ فِي دُنْيَاهِ أَوْ يُدَّخَرَ
لَهُ فِي آخِرَتِهِ” قَالَ فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
يِقُول عِنْدَ إِفْطَارِهِ: “يَا وَاسِعَ المغْفِرَةِ اغْفِرْ لِي” ([5]).
وَالله تَعَالَى وَسِعَتْ قُدْرَتُهُ الممْكِنَاتِ كُلَّهَا وَوَسِعَ عِلْمُهُ
كُلَّ شَىءٍ سُبْحَانَهُ يُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ وَيَنْزِعُ الْمُلْكَ
مِمَّنْ يَشَاءُ وَيَنْصُرُ عِبَادَهُ المؤْمِنِينَ وَلَوْ كَانُوا قِلَّةً
قَلِيلَةً فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ﭐﱡﭐ
ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦﲧ ﲨ ﲩ ﲪﲫﱠ([6]) فَسُبْحَانَ
الوَاسِعِ العَلِيمِ الَّذِي إِذَا سَلَّمَ العَبْدُ المؤْمِنُ لَهُ فَهُوَ
المنْصُورُ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.