الْوَاْجِدُ:
هوَ الغنيُّ الذي لا يفتقرُ إلى شىءٍ
قالَ اللهُ تعالى: ﱡﭐ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﱠ([1])
فاللهُ تعالى لا يفتقرُ إلى شىءٍ مِنْ
خلقِهِ لا يحتاجُ إلى شىءٍ مِنْ خلقِهِ ولا يتشرَّفُ بشىءٍ مِنْ مخلوقاتِه خلقَ
الخلْقَ لا لاحتياجٍ إليهِ سبحانَه.
وفي الحديثِ الصحيحِ عَنْ أَبِي
ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: ((يَا
عِبَادِيْ إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا
نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ
مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ
مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ
كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَته مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّاكَمَا يَنْقُصُ
الْمِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ
أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا
فَلْيَحْمَدْ اللهَ وَمَنْ عَمِلَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّانَفْسَهُ))([2]).
فاللهُ
تعالى عندَه خزائنُ كلِّ شىءٍ لا يوصَفُ بالفقرِ سبحانَه فهوَ الغنيُّ الكريمُ
الذي يعطي ولا يبخَلُ قالَ اللهُ تعالى: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱠ([3]) قالَ
ذلكَ اليهودُ حينَ سمعوا قولَه تعالى: ﱡﭐ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﳃ ﱠ([4])
وقالوا: إِنَّ إلـهَ محمَّدٍ يستقرضُ منَّا فنحنُ إذًا أغنياءُ وهوَ فقيرٌ، ﴿ﱍ ﱎ ﱏ ﴾ سنأمُرُ
الحَفَظَةَ بكتابةِ مَا قالوا في الصحائفِ، أو سنحفَظُهُ، ﴿ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﴾ جعلَ قتلـَهُمُ الأنبياءَ قرينةً
لـهُ إيذانًا لـهُ بأَنَّهما في العِظَمِ أخوان، وأَنَّ مَنْ قتلَ الأنبياءَ لم يُسْتَبْعَدْ
مِنْهُ الاجترَاءُ على مثلِ هذا القولِ ﴿ﱔ ﴾
لهُم يومَ القيامةِ ﴿ﱕ ﱖ ﱗ﴾
أي عذابَ النارِ كمَا أذقتُمُ المسلمينَ الغَصَصَ، قالَ الضحاكُ: “يقولُ لـهم
ذلكَ خَزَنَةُ جهنمَ، وإنما أُضيفَ إلى الله تعالى لأَنَّه بأمرِه”([5]).اهـ
دُعَاءٌ:
اللَّهُمَّ يَا غَنِيُّ يَا اللهُ يَا وَاجِدُ أَغْنِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ
حَرَامِكَ وَبِطَاعَتِكَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ وَبِفَضلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ،
وَأَغْنِنَا بِالتَّقْوَى يَا رَبَّ العَالَمِينَ يَا اللهُ.