الثلاثاء أبريل 1, 2025

الْهِجْرَةُ إِلَى الْحَبَشَةِ

 

   اشْتَدَّ أَذَى الْكُفَّارِ عَلَى النَّبِىِّ وَأَصْحَابِهِ فَأَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَهَاجَرَ قِسْمٌ مِنْهُمْ.

   وَكَانَ جُمْلَةُ مَنْ خَرَجَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ثَلاثَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً قُرَشِيَّةً وَسَبْعُ غَرَائِبَ فَكَانَ مِمَّنْ هَاجَرَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ وَزَوْجَتُهُ رُقَيَّةُ وَالزُّبَيْرُ بنُ الْعَوَّامِ وَعَبْدُ الرَّحْمٰنِ بنُ عَوْفٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعُودٍ وَجَعْفَرُ بنُ أَبِى طَالِبٍ وَكَانَتْ هِجْرَتُهُمْ إِلَى الْحَبَشَةِ عَلَى دَفْعَتَيْنِ وَقَدْ رَحَّبَ بِهِمْ مَلِكُ الْحَبَشَةِ وَأَكْرَمَهُمْ.

   عِنْدَ ذَلِكَ أَرْسَلَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ إِلَى الْحَبَشَةِ رَجُلَيْنِ قَدَّمَا الْهَدَايَا إِلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِىِّ مَلِكِ الْحَبَشَةِ وَطَلَبَا مِنْهُ أَنْ يُسَلِّمَهُمُ الْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يَرْضَ حَتَّى يُكَلِّمَهُمْ فَأَرْسَلَ فِى طَلَبِهِمْ فَحَضَرُوا وَكَلَّمَهُ جَعْفَرُ ابْنُ أَبِى طَالِبٍ عَنِ الإِسْلامِ وَبَيَّنَ لَهُ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرَهُ أَنَّ سَيِّدَنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ الْقُرْءَانِ فَبَكَى فَحَمَاهُمْ وَلَمْ يُمَكِّنِ الْكُفَّارَ مِنْهُمْ وَأَسْلَمَ لِلَّهِ تَعَالَى وَحَسُنَ إِسْلامُهُ وَصَارَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ. ثُمَّ مَاتَ عَلَى الإِسْلامِ بَعْدَ مُدَّةٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْغَائِبِ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ «مَاتَ الْيَوْمَ أَخُوكُمُ النَّجَاشِىُّ وَهُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ».

   وَأَمَّا فِى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ فَقَدْ قَاسَى الْمُسْلِمُونَ تَضْيِيقًا شَدِيدًا مِنَ الْكُفَّارِ حَتَّى إِنَّهُمْ حَصَرُوهُمْ فِى بَعْضِ الشِّعَابِ وَمَنَعُوا أَنْ يَبِيعَهُمْ أَحَدٌ شَيْئًا أَوْ يَبْتَاعَ مِنْهُمْ وَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَابِرُونَ طَلَبًا لِرِضَا اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

 

   الأَسْئِلَةُ:

   (1) لِمَاذَا أَمَرَ النَّبِىُّ أَصْحَابَهُ بِالْهِجْرَةِ، إِلَى أَيْنَ هَاجَرُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ.

   (2) كَمْ شَخْصًا هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ مِنَ الرِّجَالِ وَمِنَ النِّسَاءِ.

   (3) اذْكُرْ أَسْمَاءَ بَعْضِ الَّذِينَ هَاجَرُوا.

   (4) مَنِ اسْتَقْبَلَهُمْ فِى الْحَبَشَةِ وَمَاذَا فَعَلَ الْكُفَّارُ لَمَّا عَلِمُوا بِهِجْرَةِ الْمُسْلِمِينَ.

   (5) هَلْ سَلَّمَ النَّجَاشِىُّ الْمُسْلِمِينَ وَكَيْفَ أَسْلَمَ.

   (6) مَاذَا فَعَلَ الرَّسُولُ لَمَّا عَلِمَ بِمَوْتِ النَّجَاشِىِّ وَمَاذَا قَالَ لِأَصْحَابِهِ.

   (7) مَاذَا فَعَلَ الْكُفَّارُ بِالْمُسْلِمِينَ فِى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ.