الْهَاْدِي : هوَ الذي مَنَّ على مَنْ شاءَ مِنْ
عبادِه بالهدايةِ والسدادِ قالَ تعالَى: ﱡﭐ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﱠ([1])، وَقالَ
تعالَى: ﱡ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﱠ([2])، فاللهُ عزَّ وجلَّ هوَ الذي يهدي
مَنْ يشاءُ ويُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وليسَ العبدُ إذا أرادَ الهدايةَ اللهُ يهديهِ وإذا
أرادَ الضلالَ اللهُ يُضِلُّهُ فَمَنْ قَالَ بهذِهِ المقَالَةِ كالمعتَزِلَةِ
ومَنْ لَفَّ لَفَّهُمْ جَعَلَ مَشِيئَةَ اللهِ تَابِعَةً لمشِيْئَةِ العَبْدِ
وَجَعَلَ اللهَ مُنْقَادًا لِخَلْقِهِ وهذا ضَلالٌ لا يُشَكُّ بِبِطْلِانِهِ.
فَائِدَةٌ: الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﱡﭐ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳈ ﱠ([3])
يَعُودُ
إِلَى اللهِ لا إِلَى الْعَبْدِ كَمَا زَعَمَتِ الْقَدَرِيَّةُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ
تَعَالَى إِخْبَارًا عَنْ سَيِّدِنَا مُوسَى: ﱡ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﱠ([4]).
الهِدَايَةُ علَى وَجْهَينِ:
أحدُهما:
إبانةُ الحقِّ والدّعاءُ إليهِ ونصبُ الأدلّةِ عليهِ، وعلى هذا الوجهِ يصحُّ إضافةُ
الهدايةِ إلى الرّسلِ وإلى كلِّ داعٍ للهِ. والثّاني: مِنْ جهةِ هدايةِ اللهِ
تعالى لعبادِه، أيْ خلقِ الاهتداءِ في قلوبِهم كقولِه تعالى في سورةِ الأنعامِ: ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱟ ﱠ،
فسبحانَ اللهِ العظيمِ الهادي إلى صراطٍ مستقيمٍ الذي يُضِلُّ مَنْ يشاءُ ويهدي مَنْ
يشاءُ.
فَاْئِدَةٌ:
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﱡﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲺ ﱠ([5])،
أَيْ بَيَّنَّا لَهُمُ الْحَقَّ وَدَلَلْنَاهُمْ
عَلَيْهِ، فَثَمُودُ بَيَّنَ اللهُ لَهُمْ طَرِيقَ
الْخَيْرِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ صَالِحًا فَبَيَّنَ لَهُمْ طَرِيقَ الْهُدَى
طَرِيقَ الإِسْلامِ فَكَذَّبُوهُ، وَكَفَرُوا بِنَبِيِّهِمْ فَأَهْلَكَهُمُ اللهُ،
فَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﱡﭐﲮﲺﱠ
دَلَلْنَاهُمْ عَلَى الْحَقِّ ﱡﭐﲯ ﲰ ﲱ ﲲﲺﱠ كَذَّبُوا
نَبِيَّهُمْ فَأَهْلَكَهُمُ اللهُ بِطُغْيَانِهِمْ أَمَرَ جِبْرِيلَ فَصَاحَ
بِهِمْ فَهَلَكُوا وَاخْتَارُوا الضَّلالَ
وَلَمْ يَقْبَلُوا الإِيمَانَ([6])
دُعَاءٌ:
اللهُمَّ يَا هَادِيْ يَا اللهُ اهْدِنَا لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاْقِ وَثَبِّتْنَاْ
عَلَيْهَاْ يَا اللهُ.