الثلاثاء أبريل 29, 2025

الْمُعْجِزَةُ

   لِيُعْلَمْ أَنَّ السَّبِيلَ إِلَى مَعْرِفَةِ النَّبِيِّ هُوَ الْمُعْجِزَةُ، وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ فِي اللُّغَةِ مِنَ الْعَجْزِ، وَالْمُرَادُ مَا يُظْهِرُ عَجْزَ الْخَلْقِ عَنْ مُعَارَضَتِهِ، وَتَعْرِيفُهَا أَنَّهَا أَمْرٌ إِلَهِيٌّ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ فِي دَارِ التَّكْلِيفِ لإِظْهَارِ صِدْقِ مُدَّعِي النُّبُوَّةِ، مَعَ عَجْزِ مَنْ يُنَازِعُهُ عَنْ مُعَارَضَتِهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ الأَمْرِ الإِلَهِيِّ.

   وَوَجْهُ دِلالَةِ الْمُعْجِزَةِ عَلَى صِدْقِ النَّبِيِّ أَنَّهُ لَمَّا ادَّعَى الرِّسَالَةَ وَقَالَ إِنَّ صِدْقَ دَعْوَايَ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي لِفِعْلِ كَذَا، فَظُهُورُ ذَلِكَ عَلَى يَدِهِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ صَدَقَ عَبْدِي فِيمَا يُبَلِّغُ عَنِّي.