الْمُجِيْبُ:
هوَ الذي يقابلُ الدُّعاءَ والسؤالَ
بالعطاءِ والقَبولِ بفضلِهِ ومَنِّهِ وكَرَمِهِ قالَ تعالَى حكايةً عنْ سيدِنَا
صالحٍ عليه السلامُ: ﭐﱡﭐﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙﱠ([1])
وقالَ تعالَى: ﭐﱡﭐﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﳊﱠ([2]).
وَمِنْ جُمْلَةِ لَطَائِفِ الدُّعَاءِ
مَا جَاءَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ
النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: ((دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ
بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا
دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ
بِمِثْلٍ([3]))). وعنْ أبي
هريرةَ أَنَّ النَّبيَّ ﷺ قالَ: ((إذا
أَمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تأْمينُهُ تأْمينَ الملائكةِ غُفِرَ
لهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) ([4]). وَقَدْ وَرَدَ
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي بَعْضِ أَحَادِيثِهِ مَا فِيهِ ذِكْرُ آدَابٍ لِلدُّعَاءِ([5])
وَمَا فِيهِ إِشَارَةٌ مِنْ رَسُولِ
اللهِ ﷺ لِلدَّاعِي كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ حَتَّى يُجَابَ دُعَاؤُهُ، ومنهُ
ما جاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّاطَيِّبًا
وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ
تَعَالَى: ﭐﱡﭐﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲝﱠ([6])
وَقَالَ تَعَالَى: ﭐﱡﭐﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱻ ﱠ([7])
ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ
إلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ
وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَذلك)) ([8])
فَاُنْظُرْ إِلَى إِشَارَةِ رَسُولِ
اللهِ ﷺ ذَكَرَ أُمُورًا تُقَوِّي إِجَابَةَ الدُّعَاءِ مِنْهَا أَنْ يَكُونَ
رِزْقُكَ طَيِّبًا وَتَأْكُلَ الحَلَالَ وَتَبْتَعِدَ عَنِ الحَرَامِ، وَكَذَلِكَ
أَشَارَ إِلَى دَعْوَةِ المسَافِرِ فَإِنَّهُ يُرْجَى فِيهَا إِجَابَةُ الدُّعَاءِ،
وَأَنْ يَكُونَ الدَّاعِيْ عَلَى حَالِ الانْكِسَارِ وَالتَّذَلُّلِ وَأَنْ يَمُدَّ
يَدَيْهِ لِلسَّمَاءِ الَّتِي هِيَ قِبْلَةُ الدُّعَاءِ وَمَهْبطُ الرَّحَمَاتِ
وَالبَرَكَاتِ وَلَيْسَ لِأَنَّ اللهَ يَسْكُنُهَا فَالله مَوْجُودٌ بِلَا مَكَانٍ
وَلَا يَجْرِي عَلَيْهِ زَمَانٌ، وَمِمَّا يَقْوَى إِجَابَةَ الدُّعَاءِ وَهُوَ
مستفادٌ مِنْ هَذَا الحَدِيثِ أَنْ يُكْثِرَ فِي الدُّعَاءِ مِنْ قَوْلِ: يَا
رَبِّ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، فتَكْرَارُ هَذَا مِنْ أَسْبَابِ إِجَابَةِ
الدُّعَاءِ كَمَا قَالَ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﱡﭐﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ
ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ
ﲦﲧﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ
ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍﱠ ([9]).
وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي سَلَفِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَخَلَفِهَا كَانَ مجابَ
الدَّعْوَةِ، فَقَدْ أَلَّفَ الحَافِظُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا كِتَابًا سَمَّاهُ
“مجابو الدَّعْوَةِ”، وَمِمَّنْ كَانَ مَشْهُورًا بِإِجَابَةِ
الدُّعَاءِ بَيْنَ الصَّحَابةِ سَعَدُ بِنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَكسعيدِ بنِ زيدٍ .
فَائِدَةٌ:
عن أبي الدرداء قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ
يقولُ: ((مَنْ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ والمُؤْمِنَاتِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعًا
وعِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ خَمْسًا وعِشْرِينَ مَرَّةً)) ـ أحدَ العددينِ ـ ((كَانَ
مِنَ الذينَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ، ويُرْزَقُ بِهِمْ أَهْلُ أَلارْضِ)) ([10])