الجمعة نوفمبر 22, 2024

الْمُبْدِئُ الْمُعِيْدُ: هوَ الذي ابتدأَ الأشياءَ فأوجَدَهَا مِنْ عدمٍ، والمعيدُ هوَ الذي يعيدُ الخلقَ بعدَ الحياةِ إلى المماتِ ثُمَّ يعيدُهُ بعدَ الموتِ إلى الحياةِ  ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲣ ﲤ ﲥ ﲦﲧ([1]) وقالَ تعالَى: ﱡﭐﱸ  ﱹ ﱺ ﱻ  ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ   ﲆﲇ ﲈﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ  ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖﲗ ﲘ  ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ  ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ  ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷﲸ ﲹ ﲺ  ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋﳌ([2])، نزلتْ في أُبَيِّ بنِ خَلَفٍ([3]) حينَ أخذَ عظمًا باليًا وجعلَ يَفُتُّهُ بيدِهِ ويقولُ: يا محمَّدُ أترى اللهَ يحيي هذا بعدمَا رَمَّ؟ فقالَ رسولُ اللهِ ﷺ: ((نَعَمْ وَيَبْعَثُكَ وَيُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ)) ﴿ﱸ  ﱹ ﱺ ﱻ  ﱼ ﱽ ﱾ﴾ مَذِرَةٍ خارجةٍ منَ الإحليلِ الذي هو قناةُ النجاسةِ ﴿ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ﴾ بَيِّنُ الخصومةِ أي فهوَ على مهانَةِ أصلِهِ ودناءةِ أَوَّلِهِ يتصدَّى لمخاصَمَةِ رَبِّهِ، وَيُنكِرُ قُدْرَتَهُ عَلَى إِحياءِ الميتِ بعدَ مَا رَمتْ عِظامُهُ، ثُمَّ يكونُ خِصَامُهُ في أَلزَمِ وَصفٍ لهُ وأَلْصَقِهِ بهِ وهوَ كونُهُ مُنْشَأً مِنْ مواتٍ وهوَ ينكرُ إنشاءَهُ مِنْ مَوَاتٍ وهوَ غايةُ المكابرةِ ﴿ﲄ ﲅ ﲆ﴾ بِفَتِّهِ العَظْمَ ﴿ﲇ ﲈ﴾ مِنَ المنيِّ فهوَ أغربُ مِنْ إِحياءِ العظمِ أيْ خَلْقُنَا إِيَّاهُ أَغْرَبُ ﴿ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ هوَ اسمٌ لما بَلِيَ مِنَ العظامِ والمرادُ بإحياءِ العظامِ في الآيةِ ردُّها إلى ما كانتْ عليهِ غَضَّةً رَطبةً في بَدنِ حيٍّ حساسٍ ﴿ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ﴾ أي خَلَقَهَا ﴿ﲕ ﲖ﴾ أيِ ابتِدَاءً ﴿ﲘ  ﲙ ﲚ ﲛ﴾ أي مخلوقٍ ﴿﴾ لَا تخفَى عليهِ أجزاؤُه وإنْ تفرَّقَت في البرِّ والبحرِ فيجمَعُه ويعيدُه كمَا كانَ ﴿ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ﴾ تَقدَحُونَ وقالَ تعالَى: ﴿ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ قالَ ابنُ الجوزيِّ: وهذا استفهامُ تقريرٍ والمعنى مَنْ قَدَرَ على ذلكَ العظيمِ قَدَرَ على هذا اليسيرِ أو أنْ يعيدَهُم لأَنَّ المعادَ مثلٌ للمبتدءِ ﴿﴾ أيْ قلْ بلى هوَ قادرٌ على ذلكَ ﴿ﲵ ﲶ﴾ الكثيرُ المخلوقاتِ ﴿﴾ الكثيرُ المعلوماتِ ﴿ﲹ ﲺ﴾ شَأْنُهُ ﴿ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ﴾ أنْ يُكَوِّنَهُ ﴿﴾ فيَحدُثَ أي فهوَ كائنٌ موجودٌ لا محالةَ. فالحاصلُ أَنَّ المكوَّناتِ بتخليقِه وتكوينِهِ ولكنْ عَبَّرَ عنْ إيجادِهِ بقولِه: ﴿﴾ مِنْ غيرِ أنْ يكونَ منهُ كافٌ ونونٌ وإنما هوَ بيانٌ لسرعةِ الإيجادِ،كأَنَّه يقولُ: كما لا يثقلُ قولُ “كُنْ ” عليكُم فكذَا لا يثقلُ على اللهِ ابتداءُ الخلقِ وإعادَتُهم ﴿﴾ تنزيهٌ ممَّا وَصَفَهُ بهِ المشركونَ وتَعْجِيْبٌ مِنْ أنْ يقولوا فيهِ ما قَالوا ﴿ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ﴾ أيْ مِلكُ كلِّ شىءٍ يعني هوَ مالكُ كلِّ شىءٍ ﴿ﳊ ﳋ﴾ تُعَادُونَ بعدَ الموتِ بِلَا فَوْتٍ ([4]).اهـ فاللهُ تعالى هوَ الذي يبدؤُ الخلقَ ثُمَّ يعيدُه قالَ عزَّ وجلَّ: ﱡﭐ ﱝﱞ   ﱣﱤ ﱦﱧ   ([5]) فيُعلمُ مِنْ هذا أَنَّهُ لا يجوزُ أنْ يقالَ إِنَّ العالمَ ليسَ لهُ بدايةٌ سواءٌ العلويّ([6]) والسفليّ([7]) منهُ، وقدْ نصَّ الزركشيُّ([8]) في تشنيفِ المسامعِ على كُفْرِ مَنْ قالَ بهذهِ المقالَةِ مِنَ الفَلَاسِفَةِ وَمَنْ لَفَّ لفَّهُم فقالَ: كلُّ هذهِ الأقوالِ باطلةٌ وقدْ ضَلَّلَهُمُ المسلمونَ في ذلكَ وكَفَّرُوهُمْ. وقالوا: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ قديمٌ “أيِ العالمُ” فقدْ أخرَجَهُ عن كونِهِ مخلوقًا للهِ تعالى. قالوا: وهذَا أخبثُ مِنْ قَولِ النصارى لأَنَّ النَّصارى أخرجوا مِنْ عمومِ خلقِهِ شخصًا واحدًا أوْ شخصَينِ ومَنْ قالَ بِقِدَمِ العالمِ فقدْ أخرجَ العالمَ العلويَّ والسفليَّ والملائكةَ عَنْ كونِهِ مخلوقًا للهِ تَعَالَى وَقَدْ بَرْهَنَ الأئمةُ على حدوثِهِ بالبراهينِ القاطعةِ([9]).اهـ

فَاْئِدَةٌ: دعاءٌ لتفريجِ الكربِ يُقَالُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: “يَا وَدُودُ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ يَا مُبْدِئُ يَا مُعِيدُ يَا فَعَّالًا لِمَا يُرِيدُ أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ التِّي قَدَرْتَ بِها عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ وَبِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّاأَنْتَ يَا مُغِيثُ أغِثْنِي”([10]).



(1) سورة البروج / 13.

(2) سورة يس / 77-83.

 أسباب النزول للسيوطي ص166.([3])

(1) تفسير النسفي ج 4 ص 21 24، زاد المسير لابن الجوزي ج3 ص533.

([5])  سورة الأنبياء / 104.

([6]) كالعرش والسماوات.

([7]) كالأرضين.

 ([8]) محمد بن بهادر بن عبد الله التركي الأصل المصري الشيخ بدر الدين الزركشي ولد سنة 745هـ وعني بالاشتغال بالعلم من صغره فحفظ كتبا ومات سنة 794هـ بالقاهرة.اهـ الدرر الكامنة لابن حجر ج 5 ص 134.

 تشنيف المسامع للزركشي ج 4 ص 633.([9])

 روض الرياحين في حكايات الصالحين لليافعي. ([10]