الْكَافِرُ لا يُغْفَرُ لَهُ ذَنْبُهُ إِلَّا بِالإِسْلامِ
قَالَ الإِمَامُ الْهَرَرِىُّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ مَعْنَى الْحَدِيثِ «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِى فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ» اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ بِالإِسْلامِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِى أَىِ الْكَافِرِينَ فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ اغْفِرْ لَهُمْ بِالإِسْلامِ اغْفِرْ لَهُمْ بِالدُّخُولِ فِى الإِسْلامِ لَيْسَ مَعْنَاهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلُوا فِى الإِسْلامِ امْحُ عَنْهُمْ ذُنُوبَهُمْ.
هَذَا الدُّعَاءُ مَعْنَاهُ امْحُ عَنْهُمْ كُفْرَهُمْ بِالإِسْلامِ، الْكَافِرُ الأَصْلِىُّ لا يُغْفَرُ لَهُ ذَنْبُهُ إِلَّا بِالإِسْلامِ مَهْمَا تَصَدَّقَ وَخَدَمَ الْفُقَرَاءَ وَالْمَسَاكِينَ وَالأَرَامِلَ لا تُغْفَرُ لَهُ أَصْغَرُ مَعْصِيَةٍ لا تُغْفَرُ لَهُ.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَىُّ إِنْسَانٍ كَذَّبَ شَرِيعَةَ الإِسْلامِ بِأَىِّ وَجْهٍ كَانَ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ إِلَّا بِالإِسْلامِ كَفَّارَةُ الْكُفْرِ الدُّخُولُ فِى الإِسْلامِ ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ﴾ [سُورَةَ الأَنْفَال] مَعْنَاهُ الْكُفَّارُ إِذَا تَرَكُوا الْكُفْرَ يُغْفَرُ لَهُمْ مَا قَدْ سَبَقَ، الْكَافِرُ الأَصْلِىُّ لَوْ كَانَ قَتَلَ أَلْفَ مُسْلِمٍ إِذَا أَسْلَمَ غُفِرَ لَهُ بِإِسْلامِهِ.
وَقَالَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ لا يَنْفَعُ الْكَافِرَ شَىْءٌ مِنْ أَعْمَالِهِ فِى الآخِرَةِ لِأَنَّهُ كَافِرٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، الْحَشَرَاتُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الْكَافِرِ. اللَّهُ تَعَالَى أَنْزَلَ فِى الْقُرْءَانِ ءَايَةَ ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [سُورَةَ الأَنْفَال]. الْكَافِرُ الَّذِى يَمُوتُ عَلَى كُفْرِهِ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ، كُلُّ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الْحَشَرَاتِ وَالسِّبَاعِ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكُفَّارِ، هُمْ جَزَاؤُهُمْ إِنْ عَمِلُوا الإِحْسَانَ مَعَ النَّاسِ فِى الدُّنْيَا جَزَاؤُهُمْ فِى الرِّزْقِ وَالصِّحَّةِ أَمَّا فِى الآخِرَةِ لَيْسَ لَهُمْ شَىْءٌ (مِنَ الثَّوَابِ وَالأَجْرِ).