الْآخِـرُ: هوَ
الباقي بعدَ فناءِ الخلقِ وهوَ الدائمُ الذي لا نهايةَ لهُ، قالَ تعالى: ﱡﭐ ﳃ ﳄ ﳅ ﳍ ﱠ([1])،
والبقاءُ
معناهُ لا نهايَةَ لوجودِهِ تعالى لأنَّ ما ثبتَ لهُ القِدَمُ وجبَ لهُ البقاءُ،
فيمتَنِعُ عليهِ العدَمُ أيْ يستحيلُ عليهِ العدمُ. وقالَ
الإمامُ البَيْهَقِيُّ رحمهُ اللهُ: “الباقي هوَ الذي دامَ وجودُه، والبقاءُ
لهُ صفةٌ قائمةٌ بذاتِه وفي معناهُ الوارثُ”([2])
اهـ
وهوَ بمعنى الدائمِ أيِ الذي لا يلحَقُهُ فنَاءٌ فالفناءُ مستحيلٌ عقلًا
في حقِّ اللهِ فلا دائمَ بهذا المعنى إِلَّااللهُ، ولا شريكَ للهِ تعالى في الدَّيموميةِ
لأَنَّ اللهَ دائمٌ بذاتِه لا شىءَ غيرُه أوجبَ لهُ ذلكَ، وأمَّا ديموميةُ غيرِه
كالجنةِ والنارِ فهيَ ليستْ ذاتيةً بلْ شاءَ اللهُ لهمَا البقاءُ، وَإِنَّ مِنْ عقائدِ أهلِ السنةِ والجماعةِ أَنَّ الجنةَ
والنارَ باقيتانِ بإبقاءِ اللهِ لهمَا، وهذا ثابت في كتابِ اللهِ([3]) وفي الحديثِ الثابتِ([4]) والإجماعِ([5])،
فَمَنْ قالَ
بفناءِ الجنةِ أوْ بفناءِ النارِ فهوَ مكذبٌ للدينِ، وقدْ نقلَ الحافظُ الفقيهُ
السبكيُّ الإجماعَ على كفرِه.اهـ كجهمِ بنِ صفوانَ([6]) فقدْ قالَ بفناءِ الجنةِ والنارِ وقالَ غيرُه بفناءِ
النارِ فقطْ.
دُعَاءٌ: اللَّهُمَّ يَا أَوَّلُ يَا آخِرُ أَبْعِدْنَا
عَنِ النَّارِ وَأَدْخِلْنَا الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
([4])
عن
أبي هُريرةَ t عن رسولِ الله
ﷺ
قال:
«إذا دخلَ أهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وأَهلُ النَّارِ النَّارَ، نادى
منادٍ: يا أَهْلَ الجنَّةِ، خُلودٌ
ولا مَوْتَ فيه، ويا أَهْلَ النارِ خُلودٌ ولا مَوْتَ
فيهِ». صحيح ابن حبان
ج6 ص446.