الوهابي القطبي يوسف القرضاوي يقدح بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم فاحذروه وحذروا الناس منه:
يقول القرضاوي في كتابه المسمى موقف الإسلام (ص/38): “وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلم من دخائل المنافقين وبواطن كفرهم ما يعلم، ولكنه لم يعاملهم وفقا لما كشف الله له من بواطنهم، بل عاملهم حسب ظواهرهم، وأجرى عليهم أحكام الإسلام، ومنحهم حقوق المسلمين في الحياة وبعد الممات” فدعوى القرضاوي أنه صلى الله عليه وسلم كان يطلع على أحوال الكفار المنافقين أي الذين يبطنون الكفر ويتظاهرون بالإسلام وما تسره أفئدتهم بوحي من الله تعالى ومع ذلك كان يعاملهم معاملة المسلمين فهذه دعوى باطلة لا أساس لها، ولم يقل بها مسلم واحد فضلا عن إجماع أئمتهم، فكيف يعامل الكافر المنافق على أنه مسلم وهو يعلم نفاقه وفي هذا نسبة النفاق للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه بزعم القرضاوي كان يعتقد كفرهم ويعاملهم معاملة المسلمين ولعل ما قاله القرضاوي استند فيه على أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على عبد الله بن أبي بن سلول لما مات حيث توهم بعض الناس الجهال أن الرسول صلى عليه وهو يعلم نفاقه أي كفره في حال صلاته عليه فالجواب أن الرسول عليه الصلاة والسلام معصوم عن الكفر والصلاة على الكافر مع اعتقاد أنه كافر كفر، وهذا أيضا تلاعب بالدين والرسول معصوم عن ذلك، فمن قال إن الرسول كان يعلم أن عبد الله بن أبي بعد منافق ثم صلى عليه فقد جعل الرسول متلاعبا بالدين، جعله كأنه يقول في صلاته عليه اللهم اغفر لمن لا تغفر له وفي ذلك نسبة الكفر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فالرسول لم يصل عليه إلا لاعتقاده تلك الساعة أنه ذهب عنه النفاق كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في شرح البخاري، لأن عبد الله بن أبي الذي كان يطعن برسول الله لم يعترف بكفره بل وأنكر ما قيل عنه من أنه قال: “ليخرجن الأعز منها الأذل” ويريد بالأعز نفسه وبالأذل الرسول، وبقي متظاهرا بالإسلام وكان يصلي خلف الرسول ولما صار في مرض الموت طلب من الرسول أن يعطيه قميصه ليكفن فيه فأعطاه، ظن فيه الرسول أنه ترك النفاق فنزلت الآية “ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون” فانكشف له حاله، فكيف يتجرأ شخص على قول إن الرسول صلى على ابن أبي مع علمه بأنه كافر منافق غير مصدق للإسلام في قلبه. فبعض الناس الجهال بدل أن يدافع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يدافع عن القرضاوي، صار عندهم القرضاوي أكثر حرمة من رسول الله فإنا لله وإنا إليه راجعون.