الوقتُ مِنْ ذَهَب إنْ لمْ تَصْرِفْهُ في طاعةِ اللهِ ذَهَب
الحمدُ للهِ والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ الله.
إذا رَأيْنا شخصًا يَدْفَعُ مالًا كثيرًا لِيَشْتَريَ شيئًا بَخْسًا لا قيمةَ لهُ قدْ نَتَعَجَّبُ مِنْ فِعْلِهِ، وقدْ يُعاتِبُهُ البَعْضُ ويَمْنَعونَهُ منْ ذلك.
فليْسَ منَ الحِكْمةِ أنْ يُنْفِقَ الشّخصُ مالًا ثَمينًا مُقابِلَ شىءٍ لا نَفْعَ فيهِ ولا فائدة. فلِماذا إذًا يا أحْبابَنا لانَتَعَجَّبُ مِنْ أنْفُسِنا ولا نُعاتِبُها ولا نَمْنَعُها منْ تَضْييعِ أوْقاتِها في ما لا نَفْعَ فيه ولا مَصْلَحةَ دِينيّة ولادُنْيَوِيّة.
فالوقتُ مِنْ ذهَب إنْ لمْ تَصْرِفهُ في طاعةِ اللهِ ذهَب.
ذكَرَ أبو نُعَيْمٍ في حِلْيةِ الأولياءِ أنَّ بعضَ السّلَفِ قال “إنَّ أحَدَهُمْ لوْ سَقَطَ منْهُ دِرْهمٌ لَظَلَّ يَوْمَهُ يقول ذهبَ دِرْهَمِي ولا يقولُ ذهبَ يوْمِي ما عَمِلْتُ فيه”.
أحْبابَنا الكِرام، إنَّ أعْظَمَ ما يَسْعَى الإنسانُ لِتَحْقِيقِهِ هوَ رضا اللهِ عزَّ وجلّ والفَوْزُ بالنّعيمِ الدّائم الذي لايَزول في الجنّةِ التي وَعَدَ اللهُ بها عِبادَهُ المُتَّقِين.
والطريقُ إلى الجنّةِ يَحْتاجُ إلى عمل، والعَمَلُ يحْتاجُ إلى وقتٍ. فمَنِ اسْتَشْعَرَ هذهِ المعاني وأيْقَنَ بهاعَظُمَتْ في عَيْنِهِ كلُّ ساعةٍ مِنْ عُمُرِه، بلْ كلُّ نفَسٍ مِنْ أنْفاسِهِ فحرَصَ أشَدَّ الحِرْصِ على أنْ لا يَصْرِفَشيئًا منها إلّا لِما يَعودُ عليهِ بالخيرِ والفَلاحِ في دُنْياهُ وآخِرَتِه.
نسأَلُ اللهَ تبارَكَ وتعالى أنْ يُبارِكَ لنا في أوْقاتِنا وأنْ يُوَفِّقَنا لاسْتِغْلالِها فِيمَا يُرْضِيهِ عنّا إنّهُ سبْحانَهُ علىكلِّ شىءٍ قدير والحمدُ للهِ ربِّ العالَمين.