لخادمِ علمِ الحديثِ الشريفِ
الشيخ عبد الله الهرري
المعروف بالحبشي غفر الله له ولوالديه
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين الذي شرع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله الطيبين الطاهرين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومن تبعهم إلى يوم الدين أما بعد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أسخط الله برضى الناس سخِطَ الله عليه وأسخط عليه الناس” رواه ابن حبان وصححه [1]، ومراده صلى الله عليه وسلم بالناس في الموضعين الخيار وهم الأتقياء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الناسَ إذا رأوا المنكر فلم يغيّروه أوشك أن يعمَّهم الله بعقاب” رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده من حديث أبي بكر رضيَ الله عنه [2]. ومعنى الحديث أن الله ينتقم منهم إذا تركوا النهيَ عن المنكر، يُنزل بهم نَقمًا ونَكبات في الدنيا قبل الآخرةِ، ولا شك أن النّقم التي تنزل بالمسلمين في هذه الأزمنة من شؤم ترك تغييْر المنكر والنهي عنه. ثم إن أعظم المنكرات الكفر وقد شاعت منكرات هي من نوع الكفر بين الناس حتى صارت عند بعض الجهال كأنها تحيّة يُحَيّي بها بعضهم بعضًا فقد شاعت كلمات كفرية بين الناس منذ قرون ثم زادت في هذا العصر.
[1] أخرجه ابن حبان في صحيحه: أول كتاب البر والإحسان، انظر “الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان” [1/247] لابن بلبان.
[2] أخرجه أحمد في مسنده [1/2 و5 و9].