الرسائل الإيمانية في الرد على القدرية
* رسالة الخليفة عمر بن عبد العزيز
* رسالة الحسن بن محمد بن الحنفية
* رسالة الأوزاعي في الرد على غيلان الدمشقي
ملتزم الطبع
شركة دار المشاريع للطباعة والنشر والتوزيع ش.م.م
الطبعة الأولى
1427هـ/2006ر
الرسائل الإيمانية في الرد على القدرية
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد:
فإن الإيمان بالقضاء والقدر وأن الله خالق لأفعال العباد من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، فلا يجري في ملك الله تعالى خير أو شر، نفع أو ضر، حياة أو موت، غنى أو فقر، حلو أو مر، سر أو جهر، نصح أو مكر، حركة أو سكون، قيام أو قعود، إيمان أو كفر، إلا بعلمه وإرادته وخلقه وقدرته كما قال الله تعالى: {قل الله خالق كل شئ} [سورة الرعد/16]، وقال: {ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير} [سورة الشورى/8].
فلله الأمر والتدبير والتيسير والتعسير، قال تعالى: {ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير} [سورة البقرة/126].
وهو المنفرد بخلق جميع الأجسام والأعيان والأعراض كلها وخالق أفعال خلقه كما قال: {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور* ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} [سورة الملك/13-14].
وعلى هذه العقيدة كان الصحابة رضي الله عنهم حتى ظهر في أواخر عهدهم أناس سموا بالقدرية وبالمعتزلة شذوا عن هذا المعتقد فنفوا القدر وزعموا أن الله لم يقدر الشر وأن المشيئة لهم دون خالقهم وأنهم خالقون لأفعالهم، فأسرع الصحابة والتابعون في الرد عليهم والتبرئ منهم، فمن التابعين الذي ردوا عليهم الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز بالمناظرة تارة وتأليف الرسائل تارة أخرى والحسن بن محمد بن الحنفية ومن أتباع التابعين الإمام الأوزاعي وذلك حرصا منهم وحفاظا على عقيدة أهل الحق من أن يدخل إليها ما ليس منها فيلتبس الحق بالباطل فيظن بعض من لا علم عنده أن الباطل حق والحق باطل، فجزاهم الله عن المسلمين خيرا.
فأحببنا أن ننشر رد الأئمة على القدرية لتعم الفائدة سائلين المولى عز وجل التوفيق والسداد، قال الله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد} [سورة الزمر/23].