الأحد ديسمبر 22, 2024

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى ءاله صحبه الطيبين الطاهرين.
يقول الله تعالى: {والذينَ يُؤذونَ المؤمنين والمؤمناتِ بغير ما اكتسبوا فقدِ احتملوا بُهتانًا وإثمًا مُبينًا} [ 58، سورة الأحزاب]، وقال عزَّ وجل: {وكذلكَ جعلناكُمْ أمةً وسَطًا} [143، سورة البقرة]، فلو تفكرنا بمعنى هاتين الآيتين الكريمتين لوجدنا أن الله لا يحب لنا الغلو في الدين، بل ويوصينا بالتوسط والبعد عن الغلو، كيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إياكم والغلو، فإن الغلو قد أهلك من كان قبلكم” رواه البخاري. وبالرغم من أن التطرف ليس بالظاهرة الجديدة إلا أن ما نشهده هذه الأيام من تزايد حركة التطرف واشتداد خطره وتعدد الأسماء المنضوية تحته والشعارات الداعية له وانتشار الساعين في رَكبِه كل ذلك دفعنا لولوج هذا الموضوع.
وقد ابتليت طوائف من الناس بعقائد فاسدة زائغة مُضلة ليست من الإسلام، وأدخلت على الناس باسم الدين ليهون على أصحابها التلبيس على الأمة في عقائدها.
ولما كان التحذير من الغشاش الذي يغش في البيوع واجبًا كان التحذير ممن يغش المسلمين في دينهم أوجب، فلذلك تقوم بالتحذير من أناس قد استفحل ضررهم وانتشر خطرهم بين كثير من العامة، ومن هؤلاء أشخاص وجماعات يتسترون باسم الإسلام وهم له مخالفون، وعقائدهم وعقائد اليهود واحدة ومن هؤلاء القطبية – أتباع سيد قطب- ومن يدور في فلكهم من الفرق والجماعات التي خرجت من عباءة سيد قطب كما ستثبت لك الوثائق والوقائع من كتبهم وتصريحاتهم التي تضمنها هذا البحث المقتضب بأسلوب واضح بيّن.